علامة على باب داري
يقول عبد الله: وجدت ذات صباح على باب داري علامة! لكنها لا تشبه تلك التي وضعت على أبواب بيوت بغداد في القصة الشهيرة ”علي بابا والأربعين حرامي“ بقصد سرقتها عندما تهدأ المارة وتنام العيون.
كانت العلامة عبارة عن بطاقة مزينة بأجمل نقوشات الورد الملون، ومخطوطة بأحرف بارزة مذهبة لفتت انتباهي، فأخذتها لأقرأ ما كتب فيها، وجدتها دعوة لحضور حفل زفاف ابن الجيران، فخمة، جميلة، أنيقة، كتب فيها "يسرنا نحن أسرة فلان بن فلان أن ندعوكم لحضور حفل زفاف ابننا فلان على كريمة فلان …… وقرأت في خاتمتها ملحوظة:
نظرا لعدم زوال جائحة كورونا نعتذر منكم أن يكون الزفاف مقتصرا على أهل العريسين وأصدقائهما المقربين، وبإمكانكم مشاركتنا فرحتنا عبر تهانيكم في وسائل التواصل الاجتماعية كالسناب شات والانستقرام، وذيلت البطاقة برابط لمجموعة واتساب.
ضحكت بصوت مسموع، وبحركة عفوية مني محدثا نفسي قائلا: لمَ يرسلون بطاقة بهذه الفخامة لنا ونحن لن نحضر الزفاف؟
لكن بعد وقت ليس بقصير من التفكير، وجدت أن الحق معهم، فما زال زائر العالم الثقيل يحوم حولنا ولا بد أن تصرفهم هذا، إنما لسلامتهم وسلامتنا، وما الدعوة إلا من ذوق وطيب أخلاق بيت الجيران، أن تكون لديهم مناسبة ويتمنون أن نكون فيها، إنما الظروف لا تسمح، وهذا بحد ذاته كسب من إعجابي وزاد من افتخاري بجيران واعين وحريصين، فقررت أن أوسم عتبات دارهم بباقة ورد، أقدم فيها تباريكي لهم كما وسموا باب داري ببطاقة الدعوة تلك.
وما إن هممت لتحقيق ما كنت أفكر به، إلا وقد رن منبه الهاتف فوجدت نفسي على السرير وكان ما حكيته لكم مجرد حلم!
وبعد استعدادي للخروج إلى العمل، وإذ برسالة إلكترونية ”واتساب“ تصل إلى هاتفي من بيت الجيران، تحمل دعوة لحضور حفل زواج ابنهم!
قرأت الدعوة في دهشتي من الصدفة التي تزامنت مع الحلم الذي حلمته، وبين الواقع الذي عشته، تشابهت الكلمات بين الدعوتين إلى حد ما، ولكن لم أجد فيها الملحوظة الظريفة التي قرأتها في الحلم، بل على العكس كتب في ذيل الرسالة ”نستقبل تهانيكم وتبريكاتكم في مزرعة“ أبو عامر ”في اليوم الثاني للزفاف مع تناول وجبة العشاء“، فقلت في نفسي ”طيب“ وكورونا! والجائحة! وسلامتهم وسلامتنا!!
يذكر أن عبد الله هذا هو أنت وأنا وكل واحد فينا.