آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

هل سبق أن كسرك أو حطمك شخص؟

الدكتور جاسم المطوع *

طرحت هذا السؤال في شبكة التواصل الإجتماعي «الإنستجرام»، وتفاعل المتابعين مع السؤال بشكل كبير، وتنوعت إجاباتهم في من كان سببا في كسرهم وتحطيمهم وبعضهم كتب كيف استطاع أن يتعامل مع من كسره بالحياة، وأنقل لكم هنا ثلاثة عشر تجربة واقعية لمن عبر عمن كان سببا في تحطيمه، قالت الأولى: أنا تحطمت من أكثر من شخص في حياتي وهذا خلاني أخذ الحذر عند التعامل مع الناس، وقالت الثانية: لقد كسرت وكسر ابني لما تطلقت ظلما من زوجى الأول ولكني عندما تزوجت مرة أخرى عوضني زوجي الثاني من الظلم الذي وقع علي وكذلك عوض ابني والحمد لله، وقالت ثالثة: أبوي حطمنى وكسرني ولكن مع الأسف توفي قبل أن يرمم ما كسره بنفسى وأنا مازلت متألمه، وقال الرابع: توفي والدي فجأة فكانت الصدمة علي كبيرة وشعرت بأني انكسرت من الداخل، وقالت الخامسة: كسرني انفصال أبوي عن أمي وأنا صغيرة، وكبرت وكبر الإنكسار بقلبي، وعشت مع أخواتي لا عند أمي ولا عند أبوي.

وقال السادس: كسرتني الدنيا فلا زواج ولا وظيفة حتى الآن وحتى الأصدقاء فإني خسرتهم وعائلتي مازالت مفككة، وقال السابع: كسرني أحد أصدقائي ولكن تعلمت أن لا أعطي الثقة بسرعة لكل من أتعرف عليه، وقالت الثامنة: أنا أصغر وحدة بالبيت والكل يحطمنى فكان هذا سبب في قراءتي للكتب وتنمية فكري ودخولي في برامج تدريبية حتى قويت شخصيتي وصار تحطيمهم لي لا يأثر فيني بل وكنت متميزة عن أخواني وأخواتي، وقال التاسع: أنا كسرني مديري بالعمل فدائما ينتقد عملي وأسلوبه جارح ومحطم ولكن الذي ساعدني علي الإستمرار في العمل هو أني جعلت رقم واحد في حياتي هو رضى ربي عن عملي وليس مديري، وقالت العاشرة: مرضت فابتعد الناس عنى وابتعد عني أقرب المقربين إلي فشعرت بالإحباط، ولكني بعدما شفيت والحمد لله عرفت قيمة ربي وأهميته بحياتي وأنه أهم من كل الناس الذين تخلوا عني وقت الشدة، وقالت الحادي عشر: كسرني زوجي لما ضربني وشتمنى وأهانني، قال الثاني عشر: أنا صرت مثل الثلجة فأنا أشعر أني من غير احساس بعد التحطيمات التي تعرضت لها، وقالت الثالث عشرة: كسرني زوجي عندما اكتشفت خيانته لي وخيانته لعلاقتنا الزوجية.

فهذه بعض التجارب والمواقف بالحياة ولكننا ينبغي أن تختلف ردة فعلنا تجاه من أراد كسرنا، لأننا من الخطأ أن نعامل المتعمد مثل الغير متعمد بكسرنا، كما أنه من الخطأ أن نعامل الصغير والكبير معاملة واحدة، وتختلف معاملتنا للقريب عن البعيد، فلو كان أحد الوالدين أو أحد الزوجين فإن المعاملة تختلف عن مدير العمل أو الصديق البعيد مثلا.

كما أن بعض التعليقات قدمت حلول ناجحة في التعامل مع من يريد تحطيم شخصيتنا، ولعل من أبرزها قوة العلاقة بالله وثانيها قوة الثقة بالنفس وثالثها محاولة تحويل كل محنة إلي منحة في الحياة والبحث في كل مشكلة عن الجانب الخير فيها، فهذه الثلاثية مهمة جدا للتعامل من يريد تحطيم الآخر، وهناك نقاط إضافية منها وضع حد ومسافة بيننا وبين من يريد تحطيمنا ولا مانع في بعض الحالات من الرد الكلامي القاسي حتى يعرف الشخص حدوده معنا من غير أن نجرحه أو نهينه أو نظلمه، وأحرص أن تكون شخصية إيجابية ومتفائلة حتى لا يأثر فيك كلام المحبطين، وأخيرا ضع في ذهنك مفهوم أن الكسر يقوي الإنسان فلو تعرضت لموقف تشعر فيه أنك انكسرت فإنك بعد تجاوز هذا الموقف ستلاحظ نفسك أقوى وأنضج، وحاول أن تبتعد عن بعض الشخصيات مثل الشخصية العدائية أو الشخص الذي فشلت في إرضاءه أكثر من مرة أو المتشائم أو العنيد المتكبر فهؤلاء يعززون فيه مفهموم الإحباط فتجنبهم قدر الإمكان.