حديث الآباء إلى الأبناء لا يمر بالهواء
يترك الآباء بصمات واضحة في شخصية أبنائه، ويسكبون الكثير من مهاراتهم وخبراتهم ومعارفهم في نفوس أبنائهم. فدورهم يتجاوز حدود تقديم الحماية وتوفير الاحتياجات الضرورية إلى تقديم الخبرات والاستشارات والدعم النفسي والتعليم لدى تنطبع صورة الآباء في نفوس الأبناء حتى قيل الفتى سر أبيه.
فمن السنوات الأولى يلاحق الأبناء الآباء ويتبعوا خطاه، ويديروا عيونهم باتجاء حركة الآباء ويرهفوا أسماعهم لما يقولون حتى ظهر الأعور الدجال «الجوال وأدوات التواصل الاجتماعي» فسرق منهم السمع وأغمض البصر
حديث الآباء إلى الأبناء من حكايات الناجحين والأبطال وعظماء التاريخ ومن تلقوا الحكمة وتدبروا الأمور في نوازل الدهر ومكاره الدني، فقدموا عصارة تجاربهم الحياتية لأبنائهم طوق نجاة ومنارة طريق نحو مشرق الشمس والأمل يحدوهم أن يكونوا من ذوي البصر والبصيرة.
فمن حكمة لقمان قوله لابنه إن الشرك لظلم عظي، وان التواضع وخفض الصوت من كنوز الدني، والصبر على المكاره والاستغناء عما في أيدي الناس من عزم الأمور. ومن حنان يعقوب على ابنه يوسف قوله ”لا تقصص رؤياك على إخوتك“ ومن خوف نوح على ابنه قوله ”يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين“. وقول الإمام علي لابنه الحسن يوصيه بتقوى الله ولزوم أمره ”وَ جَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي وَكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِ“
فمن لم يستطع أن يحدث أبنائه وجها لوجه، ويلتقي بهم في غداء أو عشاء فإن الأعور الدجال وناشر القيل والقال قد أتاح لكم الحديث معهم عبر مختلف منصات الدردش، ومشاركتهم درر الكلام والمشاهد النافعة والمفيدة.