نجمة مضيئة في سماء الولاية
كلمات قليلة في حق الأُستاذة فاطمة اليوسف «أم حسين آل صلاح»
غيمة بيضاء، وضّاءة، مليئة بالرحمة، متجلببة الخير «الأعذب والأصفى» لتمنحها الأرض وتبعث فيها روح الحياة.
نجمة متلألئة من نجوم المذهب، ينعكس ضوؤها على البسيطة فتشرق عتمة القلوب والعقول «وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ».
تلك هي الأُستاذة الفاضلة والمُربية الكريمة والعالِمة الجليلة التي تغوص في بحر الفقه وتعرف غوامضه الدقيقة، تتفنن في مسائله وتتقنها إتقاناً بالغاً.
واسعة الأُفق، تحافظ على أصالة فكرها بلا تزمت، منفتحة على الثقافة المعاصرة بوسطية واعتدال.
تجلس بين يديها في أروقة العلم فترى صفاء السريرة يشع في ابتسامتها الهادئة، وجمال الأخلاق يتجلى في تواضعها الجم، وبكلماتها الحانية وبيانها السلس ذو المضمون العميق تنثر بذور المحبة والخير والبركات بعلم نافع وعطاء عذب وتوجيه هادف.
ترتقي وتسمو بنفوس وعقول طالباتها فتنتشي لذّة العلم فيهم وتحاول أن تحلق بهم في الفضاءات الرحبة لشريعة الله ومنهج الآل ، تخرجهم من قمقم الطائفية والعصبية والمذهبية، تتمثل قول الله تعالى ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ تستنفر علمها وثقافتها وخطابها وفكرها وكل ماتملك في سبيل هذه الدعوة المُباركة.
في ذكرى ولادة سيدتنا الصديقة الكبرى الزهراء أحببت أن أقدم نموذجاً مثالياً يُحتذى به، فكما كانت الزهراء الشمس الممتد نورها نحو علياء السماء، والكوكب المنير في الظلام الحالك، بحسن خلقها ورجاحة عقلها ونبل سلوكها، بمقاماتها السامية وعلومها الزاخرة، فهي تملك من العلم ماتحيط بكل جزيئاته لأنها أصله ومعدنه وفرعه ومنتهاه، كذلك من يقتدي بها يكون نجماً مُشعاً مُتلألأ في سماء الولاية بنور إيمانه وغزارة علمه وعمق معرفته وجمال خُلقه.
الحديث قليلٌ في حقك أيتها العزيزة، والجدير ليس فقط بالنساء بل حتى الرجال من طُلاب وطالبات العلم وخَدَمة المنبر الحسيني أن تكوني لهم انموذجاً مثالياً في العطاء والولاء.
أطال الله في عمركِ، وبوركَ لكِ في علمكِ، وزادنا الله من خيرُكِ، ولا حَرمنا بركات وجُودكِ.