ارحموا آبائكم وأمهاتكم وهم أحياء
الأم: ماذا تريدون أن أطبخ لكم لوجبة العشاء، الساعة الآن التاسعة مساءا وغدا يوم دراسي؟
الابن الأول: أُريد أن أكل بيتزا خضار نحيفة من سلسلة مطاعم بيتزا دومينوز
الابن الثاني: أود أن أتناول ساندويتش شاورما على الصاج من مطعم ”شاورمتي“.
الابن الثالث: أنا أُحب أن أتناول ساندويتش همبرجر بالجبن من المطعم ”البلدي“.
البنت الوحيدة: إذا سمحتوا اريد دجاج ناجتس من مطعم ”طماطم“.
الأم: أكل البيت أحسن لكم وأنظف. أقترح عليكم توحدون طلباتكم لشراء من مطعم واحد.
الأبناء بصوت يكاد ان يكون شبه إجماع: الأكل أذواق وكل واحد يأكل اللي يحبه. تبون «تريدون» نأكل على كيفكم!
الأم: كلموا أبوكم يجيب لكم طلباتكم من المطاعم.
وصلت الساعة التاسعة وخمسة وأربعون دقيقة مساء عند الانتهاء من النقاش على اختيار وترتيب الطلبات والذي يكاد أن يُعقد في بعض البيوت بصورة شبه يومية أو يومية على مدار السنة.
وتبرز مهمة جديدة وهو من يتبرع بالاتصال بالأب ليخبره بضرورة جلب وجبة العشاء. هنا كل واحد يتنصل عن مهمة الاتصال بالأب. وبعد طول جدال، يتم ترشيح الابن الأصغر للقيام بالمهمة لأنه ما زال الابن المدلل لدى الأب حسب اعتقاد اخوانه!
الابن الأصغر يتصل من خلال الهاتف الخلوي: بابا اجلب معك عشاء لاخواني. وكذلك لي أنا أيضا.
الأب: ماذا تريدون من وجبات للعشاء؟
الابن الأصغر: سأرسل لك رسالة واتس أب تتضمن كامل التفصيل للطلب.
الأب: تأكد أنت وإخوانك وأختك أن الوجبات من مطعم واحد وليس من عدة مطاعم فلا أطيق أن أتجول على عشر مطاعم لجلب وجبة العشاء.
أرسل الابن الصغير القائمة وتفاجئ الأب بتنوع الأطباق وبالتالي اختلاف المطاعم وتباعد المواقع وتعدد مدد الانتظار.
ردود الفعل لكل أب من الآباء متباينة لمثل هذا الأمر الواقع في عدة بيوت.
فالبعض من الآباء:
1 - يتقبل ذلك برحابة صدر
2 - يخلق مشكلة بين الأب والأبناء والزوجة
3 - يرفض التجاوب مع طلبات أبنائه
4 - يجلب طلب واحد أو أثنين من القائمة ويغطي العدد المطلوب من الوجبات من ذات المطعم ويهمل باقي الطلبات.
طبعا بعض الأبناء عند إدراج طلباتهم لا يعون الضغوط النفسية التي تقع على والدهم من الأمطار ومناطق الازدحام المروري وجمود الحركة المرورية وشح مواقف السيارات وامتداد الطوابير على المطاعم.
نفس الجهد والمجهود تبذله الأم لإحراز رضا أولادها ذوي التنوع في الأذواق عند كل وجبة يتم تحضيرها داخل المنزل.
أزعم بأن متوسط ساعات العمل للأب الموظف / الأم الموظفة هو تسع ساعات في أيام العمل شامل وقت التنقل. ومتوسط ساعات التسوق وجلب الطعام هي ساعتان باليوم. بينما متوسط ساعات الترفيه الإلكتروني للأبناء يعادل ثلاث ساعات في اليوم الواحد.
بعض الآباء لعدم ضبطه للإيقاع داخل البيت وضعف لغة التفاهم والتواصل الفعال وغياب جدولة عدد المرات المسموح بها بطلب الطعام من خارج المنزل، يتولد لديهم الشعور ب:
1 - النفور من أفراد أسرته
2 - الاستنزاف للوقت والموارد من قبل أبنائه
3 - تصاعد الاحتقان في العلاقات الأسرية
4 - تنامي فكرة العزلة أو الانفصال من بعض أفراد الأسرة المشخصين بالجحود ونكران الجميل أو كثيري الطلبات دون أي تعاطف مع الوالدين وبعض الأمهات لعدم ضبط الإيقاع التربوي لديها نحو أبنائها أو التدليل الزائد للأبناء، يتولد لديهن غبن كبير. والبعض يصل بهن الوضع إلى:
1 - الإعراض عن أداء المهمات المنزلية
2 - التغافل عن طلبات أفراد الأسرة
بناء على ما ورد في الوصف للمعاناة شبه اليومية على طلبات وجبة العشاء أعلاه، أدعو كل الأبناء الأعزاء «أولاد وبنات» بمعاملة آباءهم وأمهاتهم بالرحمة واللطف عند إدراج أي طلب أساسي أو غير أساسي للوالدين. فالأبناء يُفترض بهم حسن التلطف بوالديهم في حياتهم كحرصهم على الدعاء لهم بالمغفرة بعد رحيل والديهم.
ملاحظة:
1 - البعض من المراهقين يعتقدون بأن تطبيقات التوصيل للطلبات الخارجية مجاني وهذا مجانب للحقيقة
2 - الاعتماد على الطعام المُحضر خارج المنزل بشكل مفرط له عواقب صحية ومالية على أفراد الأسرة
3 - الأجدر بالأبناء البالغين استثمار الوقت لتعلم بعض فنون الطبخ بدل إهدار الوقت أمام شاشات الهواتف المتنقلة ومشاهدة مقاطع الفيديو الكثيرة.
4 - أزعم بأن متوسط ساعات العمل للأب الموظف / الأم الموظفة هو تسع ساعات إلى عشر ساعات في أيام العمل الواحد شامل وقت التنقل. ومتوسط ساعات التسوق وجلب الطعام هي ساعتان باليوم. بينما متوسط ساعات الترفيه الإلكتروني للأبناء يعادل ثلاث ساعات في اليوم. فالرحمة بمن يجتهد لبناء أسرة صحية وصحيحة العلاقات.