حماقة نفس
الجميع لديه وجهة نظر في هذه الحياة يرسم لها خريطة تدله عليها، ومنهم ذلك القلب الطاهر الذي اتخذ من الحب السبيل الذي يوصله إلى القلوب، واتخذ من الأمل الوسيلة للحاق بالحلم ومن ثم بلوغ قمة النجاح.
وهاهو يسلك درب النقاء حتى لايتوه في غياهب العادات المتهالكة التي سلكها الأغلبية، ليعيش في راحة البال من السعادة يغبطه عليها الكثيرون.
ولكن هناك من يحسده على ذلك فيحاول دأئما رميه بعثرات عديدة حتى يبعده عما وصل إليه، فمنهم من يكون الظل لخطواته، يدس مجسات تتبع كل حركة يقوم بها، ليقتنص أول شارة خطأ يقوم بها فيكون السباق للوصول بها إلى ألسنة الناس، ظنًا أنه فائق الذكاء مميز بفعله وتصرفه ذلك، لأنه اصطاد مالم يستطع الآخرون اصطياده.
ومنهم يقتحم تفاصيله ويحشر نفسه فيها، راغبًا أن يجد شيئا لايحبذه الناس في هذه التفاصيل، فيقوم بنفث حبر النقد اللاذغ على تصرفاته، لتصطبغ بألوان مزيفة يظن الناظر إليها أنها الخطأ، وإذا ما أخفقوا في فعل ذلك، راحوا يحاولون نصب فخوخ الاستفزاز له في طرقاته، تارة يرمونه بكلمات تثير نيران الغضب فإذا أصابتهم شظايا من ردوده التي تغلق أفواههم، صدوه باتهامات تضعهم خلف سياج آمن.
تارة أخرى ينتظرون اللحظات التي تحفه السعادة فيها، فيقومون بلفظ سهام السخرية من أفواههم معتقدين أنهم سيصيبون فرحته أو جزءا منها، ولكن هيهات فهي محصنة بتجاهل أحاديثهم وتصرفاتهم.
وبعض من أولئك من يصل به الحقد والكره إلى درك عميق، فبعد أن تنقطع به المحاولات الخبيثة لعرقلته، يحاول البعض الوصول إلى نقاط ضعفه وهم من يسكنون داخل مهجته،
فيعتقدون تلويث العلاقات الصافية ببضع تفاهات تثير الخلافات، وإذا ما انقطع به هذا الطريق أيضا راح ينثر شائعاته هنا وهناك في محيطه لعل أحدا يسمعها، فيخرج من دائرة محبيه فتضيق به الدنيا، ولكن من يعرفونه لايصدقون ما يقال عنه أيا من هذه الأقاويل الباطلة.
كل هذا إن أتى من شخص غريب فلا يلام ولايعتب عليه، ولكن ماذا إن كان بينهما صداقة طويلة أو صلة رحم أو صلة دم لاتبرر أي سبب، ولكن تجاهل هذه الحماقات حتما سيكون أفضل الطرق لتجنب أذاهم ومشاكلهم!!
اللهم لا تجعلنا من الحمقاء وأجلعنا ممن يحبون الخير لغيرهم وأصلح نفوسنا أنك سميع مجيب.