آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

نحو مجتمع معرفي

إنّ التطورات المتلاحقة والتغيرات السريعة في العالم التقني الذكي يفرض علينا واقعا جديدا ومؤثرا في جوانب الحياة المختلفة والتي تتطلب منا التوازن في ترسية قواعد التغيير للانطلاق نحو عالم المعرفة وتأسيس ما يعرف اليوم بالمجتمع المعرفي القادر على مواكبة التغييرات واكتساب المهارات اللازمة التي يحتاجها عصرنا الراهن.

إنّ القدرة على الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة وحجز مقاعد منافسة ضمن التصنيفات العالمية مسألة تحتاج إلى مجموعة من العوامل المساعدة يمكن الإشارة إليها بما يلي:

أولا: وجود بيئة محفزة تساعد على خلق الرغبة وتنمية القدرات لدى أفراد المجتمع.

ثانيا: إعداد وتهيئةً البنية التحتية للأفراد والمؤسسات لإيجاد حالة من التكامل بينهما لتشكيل ركيزة حقيقية تقوم برسم المنحنى في مختلف المناشط الاجتماعية والاقتصادية والمهنية..

إنّ حجم التحديات والصعاب التي تواجه هذا التغيير ليست أمرا هينا، فالحصول على المعرفة من مصادرها الموثوقة وتأسيس آلية لتوظيفها بالطرق الصحيحة وعملية التغيير في نمط التفكير في العنصر البشري تعد من أهم التحديات التي تحدد مدى قدرة المجتمع على الاستمرارية والاستدامة كمجتمع معرفي يمثل أحد الأصول الداعمة للاقتصاد الوطني.

إنّ المبادرة في تغيير الآليات والطرق الموصلة لتحقيق الأهداف في بناء مجتمع معرفي لا بد وأن تتناسب والمرحلة التي نعيشها، فإيجاد الفرص وتخصيصها للنمو المعرفي والتكنولوجي في جميع الانشطة ذات العلاقة بحاجة لبناء البنية التحتية لمعالجة المعلومات وقدرتها على محاكاة التقدم التكنولوجي لتسهل عملية الاتصال، وتمكين قدرات العنصر البشري من خلال صقل المهارات اللازمة بحضور الندوات ومتابعة المستجدات في عالم المعرفة التقنية كل حسب تخصصه.

ومن الجدير ذكره هنا أن التحديات في هذا المضمار ستبقى موجودة بشكل مستمر في كيفية التعامل معها لتطوير الإنتاجية والجودة، لإضافة محتوى معرفي متميز يعزز ثقافتنا ووعينا في هذا المنعطف التاريخي المهم في حياتنا حيث التحول الرقمي لتشكيل نمط الحياة الجديدة القادرة على التنافس على المستوى العالمي في مجال التقنية والابداع من اجل التوازن لضمان الوصول إلى غاياتنا والتغلب على جميع التحديات التي تواجهنا.