آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

الخيانة

صالح مكي المرهون

الخيانة هي واحدة من أبشع الصفات المذمومة وأقبحها التي قد يتحلى بها المرء.

والخيانة في أصلها هي تفريط الرجل فيما يأتمنه الناس عليه سواء كانت تلك الأمانة مادية أم معنوية أم مجرد كلام.

من أمور الخيانة إفشاء أسرار الأخرين الذين يأتمنونه على أسرارهم، وفي هذا الصدد ورد عن النبي محمد ﷺ أنه قال: «إفشاء سر أخيك خيانة، فجتنب ذلك»، ولا أبشع من الخيانة إن هي تفشت بين المجتمعات، فخيانة الصديق أشد من ألف طعنة سيف.

والخيانة والكذب صارت تمشي بدم البشر، ويوصفون أنفسهم بأنهم يظهروا الصدق، ويشمل ذلك جميع الخصوصيات التي لاينبغي للأخرين الاطلاع عليها.

وقد تشمل الخيانة في الإخلال بأداء العمل، أو القيام بالوظيفة على غير الوجه المطوب، والأداء غير المناسب، كما لو تم الاتفاق مع مقاول على تنفيذ بناء وفق مواصفات معينة، فإذا ما أخل بالإتفاق، فإن ذلك يندرج تحت عنوان الخيانة، والحال نفسه ينطبق على عمل المهندس والطبيب، وأي عامل في أي مجال من المجالات.

وورد في النصوص الدينية التشديد المضاعف على حفظ الأمانة، وحسن اداء العمل، ومن ذلك ما ورد عن وقوف أمير المؤمنين ذات يوم على خياط ملابس فقال: «يا خياط ثكلتك الثواكل، صلب الخيوط، ودقق الدروز، وقارب الغرز، فإني سمعت رسول الله صل الله عليه وآله وسلم يقول: يحشر الله الخياط الخائن وعليه قميص ورداء مما خاط وخان». وهذا الموقف مدعاة للتأمل، في مدى الدقة التي تدعو الشريعة لتمثلها عند أداء الأمانة في مختلف الأعمال، واحترام حقوق الناس. لست أيها الإنسان مجبور على الكذب ولا مجبور على الخداع والخيانة.

اللهم اجعلنا ممن يؤدون الأمانات لأصحابها ولا تجعلنا ممن يخونون الأمانات أنك سميع مجيب.