”جويا اليابانية“... والسنة الجديدة
سنة جديدة تأتي وأخرى تنصرم ونسأل ماذا تغير وما الذي اختلف بين الأمس واليوم غير تقلب الفصول وتبدل الأرقام وتحولها من 2021 إلى 2022؟
السنة الجديدة لا تعني بالضرورة الجديد.. البدايات والأهداف والثياب والأفكار، لكنها بالتأكيد تعني أن باب المحاولة لا زال مفتوح ويمكن الدخول إليه مرة أخرى، وأن نافذة الأمل ما زالت مشرعة تطل على كل الاتجاهات والفرص، وأن ثمة مساحة من الزمان للفعل والإنجاز والتقدم على مسرح الحياة. السنة الجديدة تعني أننا نملك في حساب أعمارنا رصيدا للإنفاق في التعلم وعمل الخير والإحسان، لأن هذا النوع من الحساب ”رصيد الاستخدام الواحد“ يتلاشى بمرور الوقت وينطفئ كشمعة ذاب قوامها واحترق.
السنة الجديدة تعني أننا أوصدنا عاما على ما فيه من خيبات ويأس وكراهية وطوينا صفحة المنازعات ومشاعر اليأس والذبول كما يفعل اليابانيون عندما يقترب وقت انتهاء السنة، ”تعلو من وسط سكون الليل أجراس المعابد هنا وهناك معلنة نهاية سنة واستقبال أخرى وتطهيرا من الغضب والغيرة وشهوات الدنيا التي لا تنسجم مع الديانة البوذية“. - «تقرع الأجراس 108 مرة وتعرف بجويا»
أما إذا كانت سنتك على طريقة حضارة المايا وتقويمها الذي أعلن العام 2012 نهاية العالم، وأنك تعيش ما بعد نهاية العالم بلا أحلام ولا كتب ولا أمل، وأن رفيقك القلق والأرق والضجر فأنصحك بتنظيف المنزل وترتيبه كما يفعل اليابانيون أيضا في اليوم الأخير من كل سنة «31 ديسمبر». فالنظافة تبعث السرور والبهجة في النفوس ولربما تحولت لأمل أو تعلقت ببقايا أمل قابع في كهوف الذات العميقة، فأعادت شيئا من الانتباه والبصيرة وشيئا من الحياة.