خلنا نشوف
يدور في مخيلتي بعض الأسئلة تراودني بين الحين والآخر تحت عنوانٍ «خلنا نشوف»..
هل من يكون أكبر منك عمراً أعلم منك بما يدور حول المجتمع؟؟
هل من يكون أكبر منك عمراً شرط أن يكون أفهم منك؟
هل من يكون أكبر منك عمراً يكون أذكى منك؟
هل من يكون أكبر منك عمراً يكون أكفأ منك؟
والعديد من الأسئلة التي تدخل ضمن نطاق اختلاف العمر والمقارنة مع الأصغر عمراً …
لا يخفى على الجميع أن عامل السن يلعب دون كبير في كسب الخبرة واستحواذه على الثروة المعرفية في الحياة المجتمعية سواءاً في عموم الحياة أو جزء منها أو على مستوى العمل أو الأعمال المجتمعية وأنشطتها، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الخبرة كاملة في صحتها أو تواكب الجيل الحالي أو جميع نواحيها صحيحة …
وليس طرحي لهذا الموضوع كموجة عابرة أو رياح عاتية أو أمطار نازلة أو عاطفة متعطشة وإنما ما رأته عيني وسمعته أذني من عدة مواقف جعلتني أسأل نفسي هل هذا أمر طبيعي أم أمر يحتاج إلى حلحله ومن هم في العادة الذين يعتقدون بالأفضلية وأن لديهم مخزون معرفي لا يصلُ إليه سواهم فقط..
الموضوع متشعب من جهات عديدة لو أردنا نبحر في شطآنه ولكن نكتفي أن نكون على أطراف البحر نتأمل وننظر ونتمعن في أمواجه …
ومما يؤسفني من البعض ما يعتقدونه برؤيتهم الكاملة على أن خبرتهم في الحياة خولتهم بصحة ما يمتلكون من معلومات وووووو وكأنما هم في كل نقاش وحوار واجتماع وحدث أنهم على دراية كاملة بل أنهم هم الأجدر والأقدر والأعلم ولا أحد يستطيع أن يتجاوزهم أو يكون أفضل منهم لأنهم عاصروا الحياة وخاضوا المعارك وشاركوا في كل صغيرة وكبير، أما من يكونون أصغر منهم سناً فهم لا يتعدون حواجب أعينهم …
هل الإنسان يقف عند عمر معين ولا يكبر هل النضوج شرطاً أن يكون عمره يتجاوز ال 50 سنة لا أعلم..
هل الإنسان عقله لا ينمو ولا يستطيع أن يطرح رأيه إلا بعد ما يتجاوز عمره ال 50 عاماً، لا أعلم..
اذنً علامة استفهام نضعها حول هذه الشخصيات التي تسلب آراء الآخرين ولا تعتقد ولا تؤمن بعقول من يختلف معهم وخصوصاً من يكونوا أصغر منهم عمراً …
الله سبحانه وتعالى أكرمنا بنعمة العقل الذي فضلنا به على باقي المخلوقات فكيف لا نؤمن بقدراتنا وأفكارنا وعقولنا ونحن تجاوزنا الأربعين عاماً!!!!
أليس من حقنا أن نؤمن بأنفسنا!!
أليس من حقنا أن نعرف ما تملك عقولنا!
أليس من حقنا أن نخوض المعارك من أجل مجتمعنا!
أليس من حقنا أن نكون من القادة في مجتمعنا!
أليس من حقنا أن هذه الأشياء من أبسط حقوقنا!!!!
لا أعلم..
وفي نهاية ما يخطه كلمي لن تصبح قائداً عملاقاً وعارفاً بارعاً ونشيطاً متالقاً وأنت لا تؤمن بنفسك …
فأنا قررت من هذا اليوم أن أسير خلف كلمتين هما «خلنا نشوف» …