آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

تحصيل الهمة والإرادة

نداء الأحمد *

زاد العمر كمال الإيمان:

فطرة الإنسان همتها العروج إلى محضر القرب الإلهي، ومقام جوار رب العزة والجلال.

للوصول إلى عالم النور لابد من مداراة النفس بكسبها اللياقة الروحية حيث مجاهدتها وإصلاح أحوالها بملكة الاعتماد والتوكل على الله.

اللهم اخرجني من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك يارب العالمين.

هناك من العباد من وهبهم المولى الجذبة الربوبية باعتمادهم الحقيقي على الله تعالى.

إظهار العجز والافتقار الحقيقي إلى الله تعالى مقدمة للولوج في كنف الرحمة الإلهية وفي الحضرة الربوبية.

تدريب النفس لاستشعار حلاوة ذكر الحق تعالى هو الحل الناجع لأنفسنا الضعيفة وقلوبنا المحجوبة عن حلاوة الأنس بالله تعالى.

وهنا نورد هذا العنوان القيم:
الله «عز وجل»
يقول السيد عبد الأعلى السبزواري «طاب ثراه»:
”أجل لفظ في الممكنات كلها، لأعظم معنى في الموجودات جميعها. بهت في عذوبة لفظه كل سالك مجذوب، وتحيّر في عظمة معناه جميع أرباب القلوب، تتدفق المحبة والرأفة عن الاسم فكيف بالمعنى، فكأنّ نفس المعنى يتجلّى فيه ويقول: «إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا» سورة طه، الآية: 14 جمعت فيه من الكمالات حقائقها ومن الألطاف والعنايات دقائقها ورقائقها، تطلبه الملائكة الكروبيون كما يطلبه أهل الأرضين والكل لا يصل إليه، ظهر لغيره بالآثار وخفي عن الجميع بالذات، فما أعظم شأنه فقد عجزت العقول وإن قويت فطنتها عن درك أفعاله فضلا عن صفاته فكيف بذاته، فكلّما زاد الإنسان تأملا فيه زيد تحيرا وجهلا. فسبحان الذي اكتفى بالتحيّر في الذات والصفات والأفعال عن التعمق فيها لعلمه الأزلي بعدم قدرة ما سواه على ذلك أو لعدم لياقة جملة من العقول به“.

مواهب الرحمن في تفسير القرآن ج1

رأس مال الانسان عمره، وأعز ذخيرة سنوات العمر فلتكن أيها العبد شاكرا لنعمائه تعالى حتى يتسنى الوصال بالكمالات الروحانية التي هي غاية الخلق.
نور أرض قلبك المظلم بنور الحق تعالى، وهاجر من أرض القلب الملوث إلى حيث زاد المعاد بالقلب السليم.

لرفع نقص النفس لا علاج أنجع من تدبر آيات القرآن الكريم التي تهب الشفاء العاجل من دناءة ورجس الذنوب.

لنتشبه بكمال سيد الكائنات ﷺ حيث كان خلقه القرآن، فننال شجاعة روحية وبدنية تأخذ بنا لموافقة أنوار الثقلين.

اللهم أيد ظاهري وباطني بنورك الذي لايطفئ.

نختم هنا بكلمة من كلمات العرفاء:
"وبالمجاهدة وتثبيت مباني التقوى، يخرج حب الدنيا والنفس اللذين هما رأس جميع الخطايا، من القلب، حتى تصير مصاعب الحياة سهلة يسيرة، والشدائد في طريق خدمة الحق تعالى وأحكام الإسلام المقدسة حلوة المذاق.
هذه الدنيا ستمضي بحلوها ومرها، والكل إلى دار الجزاء راحلون.
فما أحلى أن نصرف هذا العمر القصير في طريق خدمة الإسلام والمسلمين حتى نفتخر في المحضر المقدس للحق تبارك وتعالى وندخل في سلك العاملين في الخدمة".

بكالوريوس علم اجتماع
ماجستير في علوم القرآن الكريم