قرءنًا أم قرءانًا؟!
كتب إلي الحاج الفاضل: الأستاذ عبد الله الجشي:
لأول مرة ألاحظ كتابة «قرءٰنا» بالألف الخنجرية في سورتي الزخرف ويوسف، فهل من تفسير لديكم؟
وكتبت إليه:
جاء «قرءٰنًا»، مسبوقًا ب «أنزلنٰه»، ثلاث مرات، ثنتان منها واضحتان، وهما اللتان في سورتي يوسف والزخرف؛ لأن «إنا أنزلناه» لا يلتبس بشيء؛ ولذٰلك لا حاجة لإيضاح «قرءٰنًا» بألف، علىٰ أن «قرءنًا» في سياق «إنا أنزلناه قرءنا عربيًّا» مقروءة واضحة مفهومة.
والرسم لا خطأ فيه، إن عُلم منه المقصود وقرئ، سواءً أتم الكاتب رسم الحروف أم لم يتمها.
أما الموضع الثالث، فهو في سورة طه، وهو قوله تعالىٰ: ”وكذٰلك أنزلنٰه قرءانًا عربيًّا“ وليس وضوح «وكذٰلك أنزلنٰه» وضوح «إنا أنزلنٰه»، فرسمت بألف؛ إذ المقصود من الرسم رفع الالتباس.
ومن هنا، ذهبتُ إلىٰ أن لا خطأ في الكتابة - مطلقًا - إن أوضحت المقصود؛ فالكتابة بالمختصرات كتابة صحيحة، وليس للحروف المرسومة حقيقة ودلالة، إلا التواضع والاصطلاح.
وما نحن فيه - من محاسبة طلابنا علىٰ ما اصطلحنا عليه بالأخطاء الإملائية - تخلف عن ركب الحضارة، وينبغي الالتزام بالصحة المزعومة فيما يجب علينا ضبطه؛ لتعليم النشء اللغة والأدب، ليس أكثر من هٰذا.
والله ولي التوفيق.
فكتب:
كلام يمكن قبوله.
وقد أطلعت سماحة الشيخ علي آل محسن، علىٰ ما كتبت، فكتب:
تبرير ضعيف جدًّا.
فكتبت إليه:
أعد سماحتكم بإعادة النظر.
هٰذا الرجل عالم، وأنا أزداد شرفًا، عندما يستمع إلي، أو يقرأ لي؛ فكيف بي وهو يعترض علي أو يخالفني؟!
وسوف أعيد النظر كما وعدته، علىٰ أنني - حتى الآن - عند رأيي.
ولمن يقرأ رأيه أيضًا.