هل هناك سر لدوام العلاقة الزوجية؟
هل مقولة أن الحب وحده لا يكفي صحيحة …؟
الحقيقة أن الحب يحتاج لبيئة وأرض خصبة، ورعاية خاصة لكي ينمو ويزدهر، فالجواب إذن نعم الحب وحده غير كافي لعلاقة ناجحة ومستقرة ودائمة.
فالعلاقة الزوجية لا يحصنها الحب، ولا يحميها من التمزق، والترهل والانفصال.
هذه هي الحقيقة الغائبة عن البعض منا؛ لذلك نجد بعض الأزواج ينفصلون رغم ما بينهم من ذكريات مليئة بالحب والسعادة …!
فما الذي يحدث من متغيرات قاهرة عبر الزمن تفقد الحب عذوبته وبريقه ويتراجع شيئًا فشيئا وتخفت جذوة لهيبه حتى يكاد يتلاشى؟!
أين يكمن السر يا ترى؟
قد يتساءل البعض لماذا كانت العلاقات الزوجية قديما تتسم بالاستقرار والطمأنينة؟
رغم أنه سابقا لم تتوفر الكثير من المقومات الضرورية لنسج أسس للعلاقة الزوجية كما هو الحال في عصرنا الحاضر، كالتوافق في العمر والنضج العقلي والمستوى الثقافي … بل وحتى القبول بهيئة وصورة الزوج أو الزوجة ولا حتى وظيفته كل ذلك لم يكن مأخوذ في اعتبارهم على الأعم الأغلب آنذاك، لكن علاقاتهم وبشكل عام كانت تتسم بالاستقرار..؟!
قد يقول قائل ذاك زمان ولى ومضى ولا مجال للمقارنة والقياس.
هذا صحيح ولست هنا بصدد إجراء مقارنة غير عادلة فهذا العصر قد تبدل واختلف بشكل كلي عن زمان وعصر «الطيبين».
لكن ألا يحق لنا أن نتساءل ونبحث عن كل ما يساهم في إستقرار العلاقات الزوجية؟
خاصة ونحن نعيش عصر تزداد فيه نسب الطلاق في المجتمعات حتى باتت مقلقة وخطيرة؟!
فهل ممكن أن نصل إلى قاعدة ما أو طريقة ما تساهم بل تحصن العلاقات الزوجية من الاهتزاز والضعف وتضمن استمراريتها؟
لابد وأن هناك سر لبقاء وديمومة العلاقات بشكلها العام والعلاقات الزوجية بصورة خاصة، فكم رأينا في زماننا هذا على سبيل المثال أن أحدهم قد تعلق قلبه مثلا ببنت الجيران أو إحدى قريباته لكن الظروف حالت دون زواجه منها، ورغم ذلك عاش مع زوجة مختلفة وقلبه لا يزال ينبض بفتاة أحلامه السابقة..!
لا يظنن أحدكم أنني أهمش الميل العاطفي والهوى القلبي «الحب» ولكنني أحاول أن نصل معا لسر ديمومة العلاقات، وأعلم أننا نعيش حياتنا برتم وإيقاع سريع وربما قال أحدكم قل لنا ماذا تريد وماهو هذا السر فلا يوجد لدينا وقت ولا تطيل علينا …!!!
حسنا …الخلاصة أيتها السيدات والسادة تكمن في كلمتين ذهبيتين فقط ألا وهما «الاحترام والاهتمام» نعم هذا هو السر وأقول ذلك جازما من خلال تجارب قرأتها أو عايشتها ونسمع عنها بشكل يومي في حياتنا المعاصرة.
أعزائي لا تستقيم علاقة ولا تدوم إلا بتطبيق وتحويل هاتين الكلمتين إلى واقع ملموس، فإذا اتسمت العلاقة بالاهتمام والاحترام دامت وأثمرت.
أما العلاقة بين الزوجين وبتفاعل هذين المكونين «الاحترام والاهتمام» سيلازمها بلا شك تفاعل كيميائي والذي بدوره سيولد التقدير والمحبة تلقائيًا والنتيجة الحتمية لذلك التفاعل بين هذه المكونات إضفاء سمة الحصانة والديمومة لهذه العلاقة.
وتسيرها على نهج سليم وقاعدة صلبة تنعم بالطمأنينة والاستقرار.