العداوة
عندما تكون العداوة والكره ظاهرة في المجتمع يمارسه الأكثر فهنا تكون المشكلة ليست فردية والتطهير المطلوب هو للمجتمع ككل.
ففي مجتمعات الأرض هناك مجتمعات تعادي أخرى الأسباب مختلفة، وبعضها معاداة لابد منها وضرورية وذلك عندما يكون المجتمع او أغلب أفراده ظالما لمجتمع أخر، أو دولة يرضى معظم أفرادها بظلم دولة أخرة والاعتداء عليها، فمعاداة هذا المجتمع واجبة.
إلا أننا لم نقل الحقد على المجتمع، المعاداة ليست بالضرورة حقدا، وإذا كان هناك حقد على مجتمع ما من مجتمع آخر فيجب أن يأخذ مسار الكره الشخصي نفسه الذي تعرضت له فيما سبق.
وهناك معاداة وكره لامبرر له وهذا حاصل أيضًا في كثير من المجتمعات، ويهمنا هنا المجتمعات الإسلامية، فمن المناسب جدا هنا التعرض لماهو حاصل الآن للمسلمين، فهم للأسف تعصبوا أكثر مما يجب لدينهم في حين أن القرآن والدين يأمران بحب مطلق للدين وطاعة مطلقة له، ولكن ليس بغضاضة ورؤية سوداوية للأمور أو للغير، أي كره المذاهب الأخرى لذاتها عامل مسيطر على السواد الأعظم من المتمسكين بظاهرة الدين الآن، وهذا خطأ شنيع يخالف روح الدين، وليتذكروا سيد الشهداء، وكيف كان ينظر أو يشعر تجاه من آذوه.
فالنبي أو الإمام لم يفعل ذلك لذاته، والله لم يسبب هذا الفعل وينشره بين الناس لأن هؤلاء يستحقون درجة معينة بهذا الفعل أو غيره، بل لأن هذا الفعل هو رسالة يجب أن تصل إلى قلوب الناس وعقولهم حتى تؤثر بالاتجاه نفسه لديهم.
الألفة في المجتمع، ونبذ العداوة والعنف أمر مطلوب بقوة من الدين، فيطلب الدين من المؤمن أن يكون أليفا مع كل الأفراد في المجتمع إلا من عادى المجتمع وعادى الله، فنبذه واجب فالأساس والمبدأ هو الألفة.
إلا أن أفراد المجتمع ليسوا سواء، فتطلب الأمر أن نخرج عن هذا المبدأ في بعض الحالات، فالعداوة ليست خاطئة في كل الأحوال، فهي قد تكون واجبة، وقد تكون مباحة وقد تكون من عمل الشيطان.
ولنتعرف أولا على سبب حصول حالة العداوة، العداوة بين الناس تحصل عندما يكون كل إنسان أو مجموعة من البشر في حالة بغيضة من الأخر، فهذا الشخص إذا كان يحمل معتقدا يخالف معتقدي الديني فإني قد أبعضه وأتعادى معه، أو إذا كان يمارس تجارة أو يمارس هواية تضر مصلحتي فإني قد أبغضه وأتعادى معه، وهكذا فالعداوة قد تكون ناتجة من تضارب في المصالح الدنيوية.
اللهم اجعلنا من المحبين المؤمنين الذين يتبعون دين الله الذي يأمرنا بأن نكون متآلفين مع كل الأفراد في المجتمع.