خطر السيارة بين قائدها والتهور في قيادتها
السيارة وكل ما صنعته عقول العلماء في العالم وسخر لخدمة الإنسان هو نعمة من الله تعالى في حال أحسنا استخدامها، وأما إذا أسأنا العمل بها فتتحول إلى نقمة، كما هو حالنا حينما نقود سياراتنا التي أصبحت أداة للموت أو الإعاقة بسبب السرعة الزائدة والتجاوزات الخطيرة وعدم احترام قانون المرور.
بين الفترة والأخرى تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة عبر الصحف الإلكترونية في البلاد أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن خبر وقوع حادث مروري مروع على أحد الطرقات وتسبب في وفيات وإصابات بين المتصادمين، وفي بعض الأحيان عن وقوع حالة دهس تعرض لها أحد المشاة وتم نقله إلى أحد المستشفيات القريبة وهو في حالة غيبوبة، وغيرها من الحوادث المرورية التي تقع على شوارعنا.
المستشفيات الرئيسية في البلاد تغص بالمرضى المصابين بسبب الحوادث المرورية، تعرف ذلك حينما تمر بقسم الطوارئ داخل أحد المستشفيات الذي إحتلت إصابات الحوادث المرورية معظم أَسُرَته، وربما لا تجد سريرًا لاستقبال حالتك وتتقبل ذلك الواقع حينما ترى سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين بحوادث المرور، إصابات مروعة وربما موتى أو إعاقات دائمة إضافة إلى الخسائر المادية الجسيمة التي تقع بين السيارات المتصادمة التي نراها على شوارعنا كل يوم وصارت أمرًا عاديًا من دون أن يتعض منها أحد.
الوجود الدائم للرجل المهم ”رجل المرور“ على الشوارع الرئيسية وبالخصوص في أوقات الذروة أمرًا في غاية الأهمية للقضاء على الفوضى المرورية التي تحدث كل صباح عند إشارات المرور وعلى التقاطعات الخطيرة التي تقع على الطرق الرئيسية لأن تواجد ذلك الرجل المهم سوف يجبر الكثير من السائقين وخصوصًا المتهورين الذين لا يعرفون القانون والنظام على الإلتزام به.
حوادث مرورية مروعة تقع على شوارعنا مخلفة ضحايا في الأرواح والممتلكات ولا أحد يتعض منها! بل ربما يستمر بعض السائقين في السرعة المفرطة والتهور بمجرد الإبتعاد عن موقع الحادث، وكأن المشهد مسح من عقولنا، نسرع بسياراتنا بلا مبالاة ونتسبب في حادث ربما نلقى فيه حتفنا! أو ربما يتسبب في إصابات تسيل فيها الدماء فنقف نتجرع كؤوس الحزن والأسى وربما نتبادل التعازي في المكان!.
كان السفر والتنقل بين مدينة وأخرى شاقًا وقاسيًا وغير آمن في الزمن الماضي، ويبدوا أن الناس فيه كانوا محقين في تخوفهم من قطاع الطرق عندما كانوا يسافرون من مكان إلى آخر، إذ لم يكن الأمن متوفرًا لهم في ذلك الزمان لكنهم كانوا أكثر حظًا منا لأن تلك الحوادث كانت قليلة مقارنةً بما يحدث اليوم على شوارعنا من حوادث مميتة أثناء سفرنا وتنقلنا بين مدن الوطن الغالي.
تقع الكثير من الحوادث المرورية المميتة بسبب السرعة الزائدة واستخدام الجوال وعدم احترام قانون المرور، وبسبب العناد الذي يمارسه البعض من السائقين على الطريق، وكذلك بسبب تحدي السرعة بين قائدي المركبات الذي ربما ينتهي بحادث مأساوي، وليعلم كل قائد مركبة ليتهم يعلمون بأن الحديد لا يرحم ولا يفرق بين متمرسًا في القيادة وغير متمرس وإنما يعرف الحذر من مخاطر الطريق أثناء القيادة.
ختاماً إن العامل البشري الذي يتحكم في المركبة وهو قائدها يلعب دورًا مهمًا في الحد من الحوادث المرورية المميتة التي تقع على شوارعنا، وله أيضًا دورًا رئيسيًا في وقوعها، ربما بسبب الإفراط في السرعة والمناورات الخطيرة التي يقوم بها البعض أثناء قيادة السيارة، إلى جانب اللامبالاة والعناد وانعدام روح المسؤولية التي يفتقر لها الكثير من سائقي المركبات على الطريق.