لزواج ناجح.. تعلما من علي وفاطمة
يعتبر الزواج من أطول الرحلات الزمنية مع الشريك العاطفي، وهو مع ذلك ليس رحلة بكاملها رومانسية مليئة بالورود والسفريات المتلاحقة، كما تصورها السينما والأفلام في مشاهد لا تتجاوز مدتها دقائق معدودة، حتى حصرت كل السعادة فيها وفي ما يتبعها من متعلقات ككثرة المال، بل يتخللها شهر بصل وثوم، وطماط وخيار كما تتسلل الإعلانات مقاطع اليوتيوب.
زادت أدوات التواصل الاجتماعي الضغط على العلاقات الأسرية وسيرورة استمرارها وذلك لأن الناس هي من يصنع المحتوى الإعلامي لهذه الأدوات. فقد تحول تأثيرها الإيجابي في زيادة عدد خيارات السفر والشراء وفي توسع دائرة العلاقات الخارجية بشكل معاكس على الجانب الأسري والعلاقة بين الزوجين، فقلل من فرص التواصل الأسري الداخلي، وزاد من حدة الاكتئاب والانفصال العاطفي بين الزوجين، وليتبادلا التواصل والتفاعل تماما كما يفعلوا مع الآخرين على أدوات التواصل كما ترى دراسة منشورة على مجلة البحث العلمي العدد العشرون -2019 بعنوان ”تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية والأسرية لدى طلبة الجامعة السعودية الإلكترونية بمدينة الرياض“
واحدة من أكثر الزواجات التاريخية حضورا في حياة المسلمين، وأكثرها نفوذا زواج علي وفاطمة، فرغم قصرها لكنها تحتوي الكثير من المضامين. واحدة من أهم هذه المضامين تحمل الزوجين لمسؤوليته تجاه الآخر، وتقديره لما يفعل والإحساس بجهده وتعبه ومكابدته للمشقة والعناء سواء كان داخل البيت أو خارجه، فتعاونا على شؤون البيت وإدارة عمله.
فهذه فاطمة استقت بالقربة حتّى أثّرت في صدرها، وجرّت بالرحى حتّى مجلت يداها، وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتّى دكنت ثيابها، حتى أن عليا رق لحالها وقال لها لو أتيت أباكِ فسألتيه خادماً يكفيكِ ضرّ ما أنتِ فيه من هذا العمل. وضمن لها علي 
ما كان خلف الباب: نقل الحطب وأن يجيء بالطعام، فقال لها يوما: يا فاطمة هل عندك شئ؟ قالت: والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيئ نقريك به قال: أفلا أخبرتني؟ قالت: كان رسول الله ﷺ نهاني أن أسألك شيئا.
