Artificial Intelligence (AI) Is The Specialty Of The Future Generations
الذكاء الاصطناعي تخصص أجيال المستقبل
يعد تخصص الذكاء الاصطناعي «AI» من أكثر التخصصات طلبا في الدول الصناعية المتقدمة مثل امريكا، اوروبا، الصين، اليابان والأسواق الصناعية الناشئة على حد سواء وعلى مستوى جميع انحاء العالم ويتوقع ان يستمر لعقود قادمة لأهميته في تحسين كفاءة الأعمال وتوفير المال والتخلص من العمالة وإحلال الاّلة محله.
ومع ارتفاع الإيرادات ومخرجات الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، تحتدم المنافسة العالمية بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا. حيث برزت فكرة الذكاء الاصطناعي «AI» والأنظمة المتقدمة جدًا بحيث يمكنها محاكاة الإدراك البشري أو التفوق عليه ولأول مرة في عام 1950، عندما اقترح عالم الكمبيوتر البريطاني آلان تورينج ”لعبة محاكاة“ لتقييم ما إذا كان الكمبيوتر يمكن أن يخدع البشر ليجعلهم يعتقدون أنهم كانوا يتواصلون مع إنسان آخر. بعد فترة وجيزة، قام باحثون في جامعة برينستون في نيوجيرسي ببناء MADALINE، أول شبكة عصبية اصطناعية يتم تطبيقها على مشكلة في العالم الحقيقي. نظامهم، المصمم على غرار الدماغ والجهاز العصبي، تعلم حل المتاهة من خلال التجربة والخطأ.
منذ ذلك الحين، تم تمكين ظهور الذكاء الاصطناعي من خلال أجهزة الكمبيوتر الأسرع والأكثر قوة ومجموعات البيانات الكبيرة والمعقدة. أظهرت تطبيقات مثل التعلم الآلي، حيث يحدد النظام الأنماط في مجموعات كبيرة من البيانات، إمكانية أن يكون الذكاء الاصطناعي عمليًا ومربحًا.
يقول أمير حسين، عالم الكمبيوتر الذي أسس Spark Cognition، وهي شركة في أوستن، تكساس التي تقوم بإنشاء أنظمة تحليلية وأمنية قائمة على الذكاء الاصطناعي: ”الذكاء الاصطناعي هو علم تأسيسي بنفس معنى أن الفيزياء هي علم أساسي“. و”يعتقد الكثير من الناس أن الذكاء الاصطناعي هو منتج أو تقنية، لكنه في الواقع عامل تمكين لكل ما نقوم به تقريبًا.“
ونتيجة لذلك فإن الأعمال التجارية تزدهر ويقدر تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2019، الذي نشره معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان في كاليفورنيا، أن الاستثمار الخاص العالمي في الذكاء الاصطناعي في عام 2019 بلغ أكثر من 70 مليار دولار أمريكي. حصلت الولايات المتحدة والصين وأوروبا على النصيب الأكبر؛ ثم الكيان الصهيوني وسنغافورة وأيسلندا الذين يستثمرون وبكثافة من حيث نصيب الفرد.
وتعد الشركات الناشئة التي تأسست على تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسيًا من النظام البيئي، حيث جمعت أكثر من 37 مليار دولار على مستوى العالم في الاستثمارات في عام 2019، ارتفاعًا من 1,3 مليار دولار تم جمعها في عام 2010، وفقًا للتقرير.
كما ارتفعت الإيرادات بشكل كبير وتتوقع مؤسسة البيانات الدولية «IDC»، وهي شركة أبحاث سوق مقرها في فرامنغهام، ماساتشوستس، أن إجمالي الإيرادات العالمية لسوق الذكاء الاصطناعي ستبلغ 156,5 مليار دولار في عام 2020، بزيادة قدرها 12,3٪ عن عام 2019. على الرغم من أن النمو في عام 2020 أبطأ مما كان عليه في السابق منذ سنوات بسبب التأثير الاقتصادي لوباء COVID-19، تتوقع IDC أن تتجاوز الإيرادات العالمية 300 مليار دولار في عام 2024.
بينما تتنافس الدول على القيادة، يتزايد إنتاج أبحاث الذكاء الاصطناعي بسرعة. وفقًا لتحليلنا لمنشورات المجلات وأوراق المؤتمرات التي تتبعها قاعدة بيانات Dimensions، نما الناتج العالمي لبحوث الذكاء الاصطناعي من أكثر من 52000 ورقة بحث على مستوى العالم في عام 2000 إلى ما يقرب من 403000 بحث في عام 2019، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 600٪. في الوقت الحالي يعتبر تخصص لذكاء الاصطناعي هو التخصص الأكثر شيوعًا بين طلاب الدكتوراه في علوم الكمبيوتر في أمريكا الشمالية حيث من المقرر أن يواصل تخصص الذكاء الاصطناعي مساره الحاد في التصاعد.
يرى العديد من البلدان أن الذكاء الاصطناعي يوفر ميزة تنافسية، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضًا على الصعيد العسكري، كما يقول حسين. ويشبه المنافسة في الذكاء الاصطناعي بسباق الفضاء في منتصف القرن العشرين، حيث تنافست الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ليكونا أول من يحقق إنجازات بارزة في السفر إلى الفضاء. يقول حسين: ”لقد أسفر سباق الفضاء عن مساهمات ميزت النظام البيئي التكنولوجي الأمريكي عن الآخرين لعقود قادمة“. ”إذا استثمر بلد ما بكثافة في هذا المجال، فسوف ينتج عنه تقنيات ستشكل ركيزة القدرة الدفاعية والتمايز الاقتصادي لبقية القرن.“
يقول دانييل أرابيا، محلل السياسات في مركز ابتكار الحوكمة الدولية، وهو مؤسسة فكرية في أونتاريو بكندا، إن التقنيات التي يمكن تطويرها استنادًا إلى الذكاء الاصطناعي ستحقق بالفعل منافع اقتصادية وعسكرية على حد سواء. ”نحن نتحدث عن أسلحة جديدة، وابتكار قائم على البيانات للصناعة والأتمتة، وإعادة تصميم الطريقة التي يعمل بها مجتمعنا من الألف إلى الياء.“
يشير حسين إلى ألمانيا، التي تحافظ على اقتصاد قوي يعتمد على تصدير منتجات مثل قطع غيار الآلات والسيارات، على الرغم من أن البلدان منخفضة الدخل يمكن أن توفر عمالة منخفضة الأجر للتصنيع. تمكنت ألمانيا من المنافسة باستخدام الأتمتة للحفاظ على انخفاض تكاليف التصنيع، مع الحفاظ على الجودة والإنتاجية عالية. يمكن أن يعزز الذكاء الاصطناعي هذه الميزة من خلال تشغيل الجيل القادم من تقنيات الأتمتة.
ويقول حسين: ”أي شخص يتقن هذه التكنولوجيا ويستثمر في تنفيذها يحتفظ بزمام الريادة الاقتصادية“. تركز المؤسسات في ألمانيا، مثل Fraunhofer Society، أكبر منظمة بحثية موجهة نحو التطبيقات في أوروبا، على Industry 4,0، وهي مبادرة استراتيجية وطنية من الحكومة الألمانية لتقديم المزيد من الابتكارات الرقمية والروبوتات المتقدمة في التصنيع وإدارة سلسلة التوريد.
في الصين، قد توفر القدرة التي توفرها أنظمة الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأماكن العامة ومسح حركة المرور على الإنترنت في محاولة لاستخلاص نوايا المستخدمين للدولة أدوات محسّنة للرقابة الاجتماعية، وتعزز قدرتها على مراقبة السكان أو مراقبة المعلومات.
وحتى في البلدان التي لا تتبع سكانها رسميًا، يتم استخدام تقنية التعرف على الوجه، مثل تلك التي تنتجها شركة Clearview AI ومقرها نيويورك، من قبل سلطات إنفاذ القانون لتحديد المشتبه بهم. قوبلت التكنولوجيا بقلق عميق من قبل بعض الباحثين، الذين يقولون إن التحيزات المضمنة في خوارزمياتها يمكن أن تؤدي إلى انتهاكات أخلاقية وانتهاكات لحقوق الإنسان.
ويعرف الذكاء الاصطناعي «AI» في علم الكمبيوتر على انه ذكاء الآلة وهو ذكاء تظهره الآلات على عكس الذكاء الطبيعي الذي يعرضه الإنسان والحيوان. كما تعرف كتب الذكاء الاصطناعي الرائدة في هذا المجال على أنه دراسة ”الوكلاء الأذكياء“ على أي جهاز يدرك بيئته ويتخذ إجراءات تزيد من فرصته في تحقيق أهدافه بنجاح. وغالبًا ما يستخدم مصطلح ”الذكاء الاصطناعي“ لوصف الآلات «أو أجهزة الكمبيوتر» التي تحاكي الوظائف ”المعرفية“ التي يربطها البشر بالعقل البشري، مثل ”التعلم“ و”حل المشكلات“.
من الناحية الواقعية والعملية يعتبر الذكاء الاصطناعي ليس أكثر من برمجة وتكنولوجيا ذكية حيث التأثير الفكري الوحيد في صناعة هذه التكنولوجيا هم المهندسون الذين يصممونها ويطورونها ويبنونها حيث يضفي هؤلاء المهندسون نوعًا من الذكاء، لكن هذا الذكاء لا يزال بعيدًا كل البعد عن الصور النمطية الروبوتية للأفلام الهوليوودية!
ويعتقد ان مجموعة من العلماء الباحثين في هذا المجال طورت نموذجًا رياضيًا جديدًا يمكن أن يكون بداية ذكاء اصطناعي كامل «AI» مشابه للبشر من الناحية المثالية، ويمكنه التفكير بالطريقة التي يتصرف بها الشخص البشري.
واقترح الخبراء الباحثون تطوير مفهوم لنموذج رياضي للدماغ يسمى ”الشبكة المتكررة المتفاعلة وأنه في هذا النموذج تم تقسيم الدماغ إلى مناطق ذات عدد محدود تحتوي كل منطقة على عدة ملايين من الخلايا العصبية حيث ان كل منطقة تتفاعل الخلايا العصبية مع بعضها البعض بطريقة تمكنها أيضًا من التواصل مع المناطق الأخرى ونتيجة لذلك، في كل منطقة، ستتفاعل الخلايا العصبية مع بعضها البعض بطريقة تمكنها أيضًا من التواصل مع عدة مناطق أخرى. بفضل هذه“ الاتصالات بين الأقاليم"، سيتمكن المتخصصون من تعطيل أو تثبيط الخلايا العصبية.
مجتمعة، كل هذه ”القدرات“ للنوع الجديد من الشبكات العصبية ستسمح للمتخصصين بتطوير ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا من نظرائهم الحاليين.
البروفيسور ستيفن هوكينغ في مقابلة مع بي بي سي، والتي جرت في ديسمبر 2014. قال فيها ان ”تطوير الذكاء الاصطناعي الكامل يمكن أن يعني نهاية الجنس البشري.“ في إشارة إلى اننا البشر قد لا نصل إلى مستوى الذكاء الاصطناعي الكامل «AGI» في العقود القادمة ولكن هناك اختراقات في بعض الجوانب منه حيث ان تطوير الخوارزميات والبرامج ومعالجة الكم الهائل للبيانات للمعلومات يمكنه التنبؤ واتخاذ القرارات الخاصة للوصول إلى الأهداف المحددة حيث ان هناك العديد من التطبيقات للذكاء الاصطناعي: يمكن استخدامه للأغراض الطبية مثل تحديد مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، أو اجراء العمليات عن بعد أو للزراعة وكذلك أيضا في المجالات العسكرية، أو تتبع الموظفين أثناء عملهم عن بُعد.
كذلك يجمع الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات ويستخدم المعلومات التي تكرر بعض التحيزات التي يمتلكها المجتمع بالفعل والتي يمكن أن تنطوي على العديد من المخاطر. على سبيل المثال، يمكن أن يعرض الخصوصية للخطر، أو يعرض الحقوق الأساسية للخطر، أو يزيد من التمييز ضد الأقليات.
ومع التقدم في التكنولوجيا والوعد بكيفية تخفيف ما يمكن اعتباره ”عاديًا“، أصبح كل من البرامج والأجهزة فعالة في تعريف الذكاء فلدينا العديد من المهندسين الذين يطورون البرامج والأجهزة لمعالجة مشكلات العالم الحقيقي ويقوم هؤلاء المهندسين بتطوير الكود الذي يتبع القواعد الإجرائية؛ يحدد الأنماط ذات الأحداث المعروفة، والتي بدورها تنفذ إجراءات أو نتائج محددة مسبقًا. هذا ليس بالضرورة ذكاء. علاوة على ذلك، من السهل جدًا لمهندس البرمجيات أن يبتكر ويطور خوارزميات تبحث عن أنماط سلوكية بناءً على البيانات التي يتم الحصول عليها من جهاز استشعار، على سبيل المثال ما نسميها تنبؤًا بهذا وذاك أو إنها مجرد برمجة ذكية وتكنولوجيا ذكية.