«إني فاطمة وأبي محمد» للشيخ فوزي آل سيف
ونحن نعيش الأيام الفاطمية نستحضر سيرة السيدة الزهراء عبر كتاب رائع لسماحة الأستاذ الشيخ فوزي آل سيف، وهو كتاب «إني فاطمة وأبي محمد.. تأملات في خطبة فاطمة الزهراء وبعض شؤونها».
يمتاز الكتاب بأمرين:
1/ سعة اطلاع المؤلف وخبرته في هذا المجال، فالشيخ آل سيف خطيب مميز، وكاتب يمتلك قلمًا رشيقًا، يدل على ذلك كتبه التي أصدرها، ومحاضراته التي تنتشر بين المؤمنين في كل مكان.
2/ سهولة وسلاسة الحديث عن الزهراء وعن خطبتها، حتى لكأن القارئ يغترف من نهر عذب.
يتناول جزء كبير من الكتاب خطبة الزهراء ابتدأ المؤلف كتابه بحديث عن أسانيد الخطبة، ثم تحدث عن ميزات الخطبة ومواضيعها، ثم عن الاقتباس القرآني في الخطبة.
كما تحدث عن التوحيد في الخطبة، وكيف وصفت السيدة الزهراء النبي محمد ﷺ.
ولم يغفل المؤلف موضوع فدك فبحثه تحت عنوان: فدك.. قضية الزهراء.. التاريخ والدلالات.
ثم عرج على مناقشة موضوع مصحف فاطمة، وحديث جميل عن عبادتها ، واستعرض شيئًا من علمها.
يقول الشيخ آل سيف في مقدمة الكتاب: تجمع خطبة الزهراء بين الجانب العقلي عند الاستدلال على مباحث التوحيد والجانب العاطفي عند استنهاض الانصار واستثارتهم، كما تجمع بين وصف ما حصل بعد وفاة النبي وتحليل أسبابه، وأيضا بين الخطاب الموجه لرأس الدولة والآخر المخاطب به عموم الناس.
ويضيف: ويلحظ القارئ للخطبة أنها بمقدار ما كانت تحلل القضايا المذكورة فيها بعمق من الناحية النظرية كانت تحمّل المخاطبين مسؤوليتهم تجاه تلك القضايا.
وهذا الكتاب يسلط الضوء على جوانب مهمة في هذه الخطبة ومن خلال ذلك يضيء أحداث فترة هي أكثر فترات التاريخ الاسلامي تأثيراً على واقع المسلمين.