شتم الزوجة بالبصق أو الصفعة على الوجه من سمات قوم الجاهلية
يقول رسول الله“ ﷺ ”: «من لطم خد امرئ مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب» وقال رسول الله“ ﷺ ”: «أيما رجل ضرب امرأته فوق ثلاث اقامه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق فيفضحه فضيحة ينظر اليه الأولون والآخرون» وفي جامع الأخبار عن النبي“ ﷺ ”أنه قال إني أتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها»، إنّ الضرب أو البصق أمرٌ غير أخلاقي فلا يجب على أحد اتِّباع هذه الأساليب في المعاملة، وبالأخص الضرب على الوجه لمايتسببه من أضرار نفسيّة وجسديّة، فعلى كل شخص عاقل التفكير مراراً قبل اللجوء لضرب أو صفع احدهم، حيث يمكن استخدام أساليب أخرى كالتنبيه لأن الضرب على الوجه يؤدي إلى قتل ما بين ثلاثمئة إلى أربعمئة خلية عصبيّة في الدماغ وممكن أن يسبب مرض الزهايمر كما أنه يولد المشاعر السلبية وممكن أن يولد الكراهية، ان الصفعة على الوجه في بعض المجتمعات تكون لغرض الإهانة والحط من قدر الآخرين وليس لإلحاق الأذي البدني بل يكون عادة لهدف إذلال الآخر وإهانته، كما هو إشارة لما في المجتمع من فوقية وعدم احترام لحقوق الإنسان وعادةً تسخدم الصفعة على الخد بكثرة ضد النساء اوالأطفال كما تُلحِق الكثير من الأذى النفسي للمصفوع.
ويعتبر البصق ايضا في وجه الآخر من العادات القبيحة جداً في المجتمع والتي يستخدمها بعض الناس كذلك للتقليل من شأن الآخرين وإذلالهم، وربما تعد أكثر انتشاراً من الصفعة وقد نحتاج للجوء إلى القضاء لهدف إيقاف هذه العادة السيئة والتي تَنُمّ عن تخلف عميق في المجتمع، ان التحدث حول هذا الموضوع لهدف حفظ كرامة الإنسان والتي تتعرض للإهانة في كثير من المجتمعات وحتى في مجتمعنا المسلم، في حين أن احترامها وعدم مسِّها يدل على حضارة المجتمع ورقيه ورب العالمين كرم الإنسان ورفع من شأنه ولايحق لأي مخلوق كان بأن يذله أو يهينه، ومن هنا قضت محكمة استئناف أمريكية قبل فترة ان الرجل الذي يبصق على آخر متعمدا قد تُوجه له تهمة ارتكاب جريمة وقد صدر حكم على جيفري ليولين بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ وبأن يقضي 50 ساعة في خدمة المجتمع بعد أن بصق في عام 2004 على مريض سبه في ادارة المركز الطبي للمحاربين القدماء في والاوالا بواشنطن.
ولقد أثبت العلماء أن الضرب على الوجه له مخاطر كبيرة وربما نتعجب إذا علمنا بأن نبي الله ﷺ قد نهى بشدة عنه، وأن الضرب على الوجه والرأس كان شائعاً في زمن الجاهلية وكان يعتبر أمراً عادياً حيث أن الرجل يعاقب عبده بضربه على رأسه، وللأسف الشديد نرى بعض الرجال مازالوا يستعملون هذه الأساليب مع زوجاتهم حتى في زمننا هذا حيث يعتقد البعض بأن العنف مع الزوجة هو من سمات الرجولة ويستخدم الرجل مع زوجته اسلوب الضرب أو البصق في الوجه ليثبت أنه الأقوى وإذا بحثنا عن السبب الذي قد يدفعه لإستخدام احد هذه الأساليب لوجدنا انه قد يكون بسبب عقد النقص لمحاولة اثبات نفسه أمام زوجته خصوصا إذا شعر بأنه اقل منها وربما يكون بسبب تربيته حيث انه نشأ في بيت كانت والدته تعنف امامه من ابيه فيصبح الموضوع عنده عادياً، في نهاية الموضوع سأقول لامبرر لأي رجل مسلم عاقل بأن يؤذي زوجته سواءا بالشتم أو الإهانة بالبصق أو بالصفعة على الوجه مهما كان فالإسلام رفع من شأنها وحافظ على حقوقها ويجب على كل زوجة تتعرض للإهانة بأن تردع زوجها بقوة وان اضطرت ان تشتكي إلى القضاء حتى لايستمر بفعله القبيح معها حتى تعيش معززةً مكرمة كما أراد لها الإسلام.