آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

العقاريون استغلوا الكورونا وسرقوا مني أحلامي

مفيدة أحمد اللويف *

إحدى قريباتي تحكي قصتها التي مرت أحداثها فترة الكورونا وحصلت القصة بعد الحظر مباشرة حيث كانت هي وزوجها يبحثون عن أرض لبناء بيت المستقبل، بالبداية تقول قريبتي بأن الأراضي بالمناطق البعيدة هي فقط التي كانت تناسب المبلغ الذي كانوا يملكونه ولكن رغبتهم كانت أن يسكنوا في القطيف، وللأسف حينها كان زوج قريبتي من أحد الأشخاص الذين فُصِلوا من أعمالهم لذلك كان من الصعب وقتها الحصول على أرض بالسعر المناسب، وبعد البحث حصلت قريبتي على عرض وكانت أرض قيد الإنشاء وكان الموقع ممتاز والمساحة مناسبة ولكن كانت المشكلة هي كيف يتم سداد بقية المبلغ خصوصا أن زوجها كان بدون وظيفة، تقول قريبتي بأن زوجها وافق مباشرة لأن العرض كان جدا مغري وحيث إن هدفهم كان حفظ مالهم المدخر حتى لا يضيع في أمور أخرى فقد قرروا توقيع العقد والاتفاق مع مكتب العقار، أيضا اشترطت قريبتي على مكتب العقار بأن يعطيهم مهلة إكمال المبلغ وفعلا وافقوا على طلبهم وأعطوهم ستة أشهر بعد بناء البيت حيث إن البناء سيستغرق ستة أشهر اخرى.

اشتغلت قريبتي في بيت العمر وصممته بنفسها وتابعت البناء مع زوجها خطوة بخطوة ودققوا في التصميم مع المهندس حتى اكتمل البناء وأصبح جاهزاً، تقول قريبتي بأن البيت كان فخماً ويستحق مبلغاً أكبر من المبلغ المتفق عليه مع مكتب العقار حيث إنهم بذلوا جهدا ً كبيراً في تصميمه وبنائه، واستغرق بناء البيت سنة كاملة بدلاً من ستة أشهر وبعدها أصبح جاهزاً ولكن المبلغ للأسف لم يكتمل بحكم ظروف الزوج، بعد ذلك حصل زوج قريبتي على وظيفة وحاول أن يقترض من البنك بقية المبلغ إلا أن البنك للأسف لا يقبل إلا بعد ثلاثة أشهر من الوظيفة، بعدها قريبتي وزوجها طلبوا من مكتب العقار بأن يعطوهم مهلة حتى يتمكنوا من توفير بقية المبلغ ولأنهم عاشوا الحلم ببيت العمر لحظة بلحظة فقد ألحوا بشدة للحصول عليه، بعدها كانت الصدمة التي تلاشت معها كل الأحلام والآمال فقد طلب صاحب المكتب من قريبتي وزوجها بأن يسلموا العقد ويستلموا أموالهم كاملة بالرغم من أنه كان متبقي أسبوعين على انتهاء العقد.

المصيبة أن قريبتي اكتشفت صدفة بأن البيت الذي سعت هي وزوجها لبنائه وسهرت الليالي على تصميمه قد عُرِض للبيع بسعر أكبر، وكلما قريبتي وزوجها حاولوا التواصل مع المكتب العقاري ليطلبوا منهم أن يتركوا البيت لهم إلا أن ردهم عليهم كان دائما بأن المنزل قد اشتراه شخص آخر بالرغم من أن إعلان البيت مازال يتناقله العقاريون في السوشيال ميديا، والمؤلم حقاً بأنه كان يُعرَض عليها نفس المنزل الذي صممته بنفسها ليُرَغِّبونها في شرائه، المأساة الأعظم كانت بأن المبلغ الذي تملكه قريبتي وزوجها أصبح بعد تلك الفترة لا يكفي لشراء مسكن حتى خارج القطيف، فقريبتي لم تكن تتخيل بأنها كانت تعمل لسنة كاملة بكل جهدها في تصميم بيت العمر إلى أناس آخرين، وتقول بأنها وزوجها كانوا قادرين خلال ثلاثة أشهر بأن يقترضوا من البنك لشرائه إلا أن ذلك المكتب قسطه لشخص آخر من البنك بعدما رفض التقسيط لقريبتي وزوجها، وتضيف أيضا بأن البيت لو يرجع لهم فإنهم سيشتروه مرة أخرى.

في نهاية القصة تحذر قريبتي كل الناس حتى لا يقعوا بنفس الفخ الذي وقعت فيه مع زوجها لأن مصلحة العقاريون تفوق الضمير والإنسانية، وتقول كيف لهم أن ينعدموا من المشاعر بالرغم من أنهم كانوا يعلمون منذ البداية بعدم قدرة قريبتي وزوجها من شراء البيت إلا أنهم سايروهم حتى انتهوا من تصميم البيت وبنائه وبعدها أخذوه منهم، وهل يحق لهم أن يأخذوا ذلك المبلغ الكبير من قريبتي وزوجها وأن يستغلوا أموالهم وجهدهم في سبيل تجارتهم!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
ولد الديرة
[ القطيف ]: 13 / 12 / 2021م - 3:59 ص
الكل عارف ان القطيف معظم البيوت المعروضة بناء عظم اذا مو كلهم والبنوك ما تاخذ الا تسليم مفتاح ، يعني المفترض اول يروحوا للبنك ويتأكدوا وبعدين يروحوا للمكاتب ويدوروا !

وفوق كل شي المكتب يدور مصلحته وماهو ملزم ينتظر اذا ما كنت جاهز حتى لو اخذ عربون ف هذا يسموه عربون جدية انك جاهز وراعية القصة ظلت سنة وهي تصمم (حسب القصة) وبالاخير البنك ما وافق وراعي المكتب رجع فلوسهم كاملة ، لو انتظرتوا البنك يوافق وتاخذوه افضل لكم ، المنطق يقول راعي المكتب سواءا كان جشع او غيره مشى معاكم للنهاية وبصراحة لو انا مكانه بعطي فترة منطقية تخلصوا اموركم فيها لان العملية تتابعية ، بيع وشراء وهكذا وهذي فرص استثمارية بدقيقة تتغير فما بالكم بسنة ! للمعلومية مالي علاقة لا براعي المكتب ولا راعية القصة ، فقط مجرد رأي
2
ابو محمد
[ القطيف ]: 13 / 12 / 2021م - 11:42 م
هذا هو الجشع وما ادراك ما الجشع
يقول الله تعالى في كتابه"ويل للمطففين" فهؤلاء بجشعهم وعدم انسانيتهم سينالون عقابهم عاجلا ام آجل
والله يعينكم على ما اصابكم
3
أبو حسين
[ تاروت ]: 16 / 12 / 2021م - 8:11 ص
العقاريون ليسوا ملائكة رحمة فهم ينظرون الى مصلحتهم قبل كل شيء، فهم كالمنشار على البائع والمشتري.. بما أن المشتري وزوجته بدلوا جهداً في التصميم والإشراف على تنفيذ المنزل ليظهروه بالصورة الجميلة والحسنة، فمن حقهم الحصول على فارق السعر الذي بيع به لمشترٍ آخر، وهنا يمكن رفع دعوى قضائية في المحكمة ضد المكتب العقاري خصوصاً وأن المكتب باع المزل لمشرٍ آخر قبل نهاية مدة العقد المتفق عليه بإثنى عشر يوماً وهذا ليس من حقه، وإن شاء الله يرد لكم حقكم حتى وإن طالت فترة التقاضي في المحكمة.