مهام الأسئلة.. لماذا وكيف
أمر بالمقالات والأخبار وأعبر من واحده لأخرى، وتتبع عيني اليمنى حركة اليسر حتى نهاية السطر، ويتبادلان الحركة والملاحقة. ولكن ثمة ما يوقف حركة عيني ويحولها باتجاه الأسفل والأعلى أنه ”السؤال“. تسئالت هذا الصباح لماذا تستفزنا الأسئلة؟ عندما استوقفني عنوان مقالة في شكل سؤال ”هل الحمار الوحشي مخطط بالأبيض أم خطط بالأسود“ منشور على صحيفة البيان الإماراتية وأخبار العلوم. وأجيب على السؤال ”المعلومة الغائبة والجواب المنطقي“
السؤال مفتاح المعرفة والعلم وبوابة الدخول لمدينة الإدراك، حتى ورد في الحث عليه الكثير من الأحاديث والآيات، كالمشهور منها ”العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع والسامع والمحب له“ اسأل بطريقة حسنة وذكية ومحفزة للبحث والتعلم ”حسن السؤال نصف العلم“ اسأل لكي لا تتبلد مشاعرك ويتوقف تفكيرك وينتابك الخواء النفسي
فالسؤال كان حاضرا منذ التكوين الأول للبشر وصراعهم مع إبليس ”اتجعل فيها من يفسد فيها“ ”قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ“ ويستمر حتى بعد فنائها وتحول الناس للحساب ”قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا“. السؤال وجد مع الإنسان وظل ملازما له في كل الأطوار التي عاشتها البشرية حتى على مستوى مشاعره وخلجاته النفسية حين يريد أن يطمئن من صدق محبوبة وحبيبته كما يصورها إيليا أبو ماضي في قصيدته أنت والكأس في يدي ”أَتُحِبّينَني إِذا زالَ مَجدي وَسُؤدُدي“ وحين آخر عندما يحدث نفسه بالمعاد والموت ويريد تفصيح الأسئلة عنها كما فعل أبو العلاء المعري في قصيدته غير مجد في ملتي واعتقادي ”صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ“
اليوم بات السؤال حاضرا كواحدة من أكبر تقنيات تطور العلوم والانتقال بها نحو المزيد من التوسع، ومن شاهق لآخر. فهل سمعت ب الفايف وايز Five whys تقنية تستخدم في تحليل السبب الجذري للمشكلات بهدف الوصول لحل جذري أيضا. أنا عرفتها مؤخرا في دورة تدريبية قصيرة جدا لم تتجاوز الأربع ساعات. تقنية قائمة على السؤال ويمكن تطبيقها على مختلف المشكلات الاداريةو والاجتماعية والأسرية وغيرها فلو طبقتها في المشكلة التالية: استخدام الأولاد وسائل التواصل الاجتماعي لساعات طويلة ”لماذا“ ”بسبب وقت الفراغ الكبير الذي يملكونة“ لماذا ”بسبب غياب البرامج البديلة..الترفيهية والتثقيفية“ لماذا ”الإرشاد والإسناد الأسري“ لماذا ”لانشغال الوالدين عن الأبناء“.
