الدردشة لدى البعض في وسائل التواصل الاجتماعية... نميمة وتشهير وتشويه سمعة!
الاعوجاج في قاموس معاني اللغة العربية يعني المَيل أو الانعطاف، ولو استعملتُ هذا المصطلح ليشمل الانسان فسأقول بأنّ الانسان الاعوج هو ذاك الذي يسلك طريقا عوجاء مائلة في الحياة، فيميل «ينحرف» عن طريق الاستقامة والحق إلى طريق الانحراف والظلم والفساد، والذي يُغيّر ويُبدّل الشيء الذي يعود عليه بالمنفعة والفائدة ليُحوّله إلى شرٍ ومضرّة، كأن يتصرّف في أي شيء يملكه أو يقتنيه كيفما يشاء مُتّبعا فيه هوى نفسه وشهواته ورغباته، دون اكتراث منه بما قد يسببه للآخرين من اذى أو إساءة، ولقد ورد لفظ عوجا في القران الكريم وفي مواضع كثيرة منها قوله تعالى: ﴿قُلْ يَٰٓأَهْلَ آلْكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ آللَّهِ مَنْ ءَامَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَآءُ ۗ وَمَا آللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ الآية «99» من سورة آل عمران.
إنّ بعض ابناء المجتمع مُصابون بنوع من الاعوجاج في فكرهم وفي عقولهم، مما يجعل تفكيرهم لا يتناسب مع اخلاقهم وانسانيتهم والفطرة التي فطر الله الناس عليها، كما أن نواياهم فاسدة باطلة، فهذا النوع هو نوع أعوج يُحب أن يعيش هكذا، يحلو له ذلك وتطيب الدنيا في عينيه، ولا تصبح للحياة معنى أو قيمة في نظره الا بقلب الأشياء المألوفة والمعروفة منافعها رأسا على عقب!، كإساءة استعماله للهاتف الجوال أو لوسيلة النقل «السيارة»، أو حتى للمال، أو أي شيء آخر من الممكن أن يستفيد منه بصورة صحيحة وسليمة، فكلنا يعلم جيدا بأنّ السيارة ما هي الا وسيلة نقل نستعملها للانتقال من مكان إلى اخر، والمال وسيلة لشراء احتياجاتنا من كل شيء بلا اسراف أو تقتير وانما باعتدال وبحسب حاجتنا اليها، أما الهاتف الجوال فنستعمله للتواصل فيما بيننا والاستفادة منه بالشكل السليم خاصة وانه قد اصبح جزءا مهما في حياتنا إذ يصعب علينا الاستغناء عنه، بيد أنّ العُوَج «جمع كلمة أعوج» قد أساءوا استخدام تلك الوسائل بصورة كبيرة، فاستُعملت السيارة أو المركبة عند البعض لتتبع عورات وحرمات الآخرين وللتجسس حينا، وللعب وللتسلية حينا آخر، كذلك الحال بالنسبة للهاتف الجوال فلقد استعمله البعض بطريقة تدلّ على مرض أصاب قلوبهم فجعلوه للنميمة والغيبة والتخريب، ولأهداف أخرى أكثر خسّة ودناءة،.
وبمناسبة ذكر الاعوجاج في استخدام الجوال، فإنّ هذه الفئة التي سأبدأ حديثي عنها هي فئة تُعاني اعوجاجا عنيفا وشديدا في فكرها يصعب في - الحقيقة - إصلاحه، حيث كان نقل الكلام قبل التطور الهائل الذي حدث في عالم تكنلوجيا الاتصالات وعند البعض من هواة ومحبي الثرثرة والتدخل في خصوصيات الغير، عن طريق الهاتف الثابت أو من خلال الزيارات الاجتماعية المتبادلة فيما بينهم، يبدأ الكلام فتبدأ معه الغيبة والنميمة «بالأخص عند بعض النساء» ومعني النّم هو «نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الافساد والشرّ» أو «التحريش بين الناس والسعي بينهم بالإفساد»، أمّا الان وبعد اختراع ما يسمى بالهاتف النقال أو الهاتف الذكي أو الجوال أو الموبايل، ووظائفه المتعددة واستخدامه للطرق الذكية السريعة والمُبسّطة للحصول على المعلومة والخبر وبدون أدنى تكلفة قد غيّر واقعا في حياة أهل النميمة أولئك، مما جعل الامر سهلا يسيرا عليهم في نقل الكلام وانتقاد الآخرين من خلال الدردشة أو المحادثة الجماعية في تطبيقات التواصل الاجتماعية وخاصة ال «واتس اب».
لماذا تطبيق «واتساب» بالتحديد؟ لأنه التطبيق الأكثر استخداما والاوسع انتشارا بين الناس، يستطيع المستخدم من خلاله ارسال واستقبال الرسائل والصور والفيديوهات وتبادلها وانشاء المجموعات لإجراء المحادثات وغيرها الكثير من المميزات التي يتمتع بها هذا التطبيق الشهير.
حيث سهّل هذا التطبيق - «هو وغيره من التطبيقات التي يستطيع المستخدم من خلالها التواصل مع الاخرين» - على عشاق النميمة والتشهير بالأخرين من أصحاب القلوب والنفوس والعقول المريضة مهمتهم ورغبتهم الجبّارة والشرسة في الاغتياب والتحريض والوقيعة بين الناس، لقد حلّت تطبيقات ووسائل التواصل محلّ الزيارات الاجتماعية القوية والعميقة والدائمة في ذلك الوقت قبل ظهورها «أي التطبيقات» لتدعم هذه الصفات المبغوضة فيهم «إن جاز التعبير»، لقد أضحى هذا التطبيق شيئا مهما لكل من همّه وشغله الشاغل اعراض الناس والعياذ بالله، إنه لمن البديهي أن تُستعمل تطبيقات التواصل بالشكل الصحيح وبنية حسنة طيبة، ولكن ما يحدث الان هو العكس تماما عند البعض من الناس ممن يُعانون اعوجاجا وامراضا قلبية لدرجة تدفعهم لأن يستعملوا هذا التطبيق في أمور أخرى غريبة تنمُ عن ضعف في الوازع الديني وخلل في الجانب الخُلقُي، يتمثّل في النميمة وفضح ما ستره الله على الناس!، وكل من يعاني مرضا روحيا وقلبيا ونزعة إجرامية في شخصيته أظهرها في تطبيقات التواصل «تلك التطبيقات صارت تكشف معادن الناس الحقيقية»، ينتقدون ينتقمون ويكذبون ويدّعون ويتّهمون ويفترون كذبا، ويُبالغون ويظلمون ويتآمرون ويُعلّقون على ابسط وأتفه الأمور، ويُراقبون تصرفات الشخص حتى يُمسكون عليه أقلّ زلّة، كي يُفتح المجال للتكلم عنه بكلُ حُريّة ووقاحة بلا خوف من الله عز وجل، لتصبح التطبيقات تلك ذات قيمة وفائدة ومنفعة بدلا من الجمود الحاصل فيها، يُنعشونها «أي تطبيقات التواصل» بالغيبة والنميمة! وهذا لهو في نظرهم أفضل من وجودها في واجهة الشاشة الرئيسية لهواتفهم بالاسم فقط.
لقد أصبح الوضع غاية في الخطورة، حيث صارت عند بعض الناس عادة وعبادة _ إن جاز التعبير _لابد لهم من ممارستها يوميا! وإذا كانت بينك وبينهم معرفة فإن هذه الفئة ستجرّك عمدا وقصدا لكي توقعك في فخاخ نصبتها خصيصا لك، مما يفسح المجال امامها للتحدث عنك فيما بعد، وبالطبع من خلال الدردشة في المجموعة التي تنتمي هي اليها. يُفرغ الواحد منهم كل طاقاته الشيطانية ونزعته الاجرامية في جهاز الجوال دون مراعاة لحرمات واعراض وسمعة الناس، ويختلفون كذلك في نقاشهم ذلك، ويتفّقون فيما بينهم على الاذيّة تارة وعلى الاستمرار في الحديث في هذه المواضيع تارة أخرى، ولا شيء يشغل تفكيرهم أكثر من الحديث عن الناس بالسوء والظلم والبهتان! عقولهم الفارغة صوّرت لهم أنّ الجوال وما فيه من التطبيقات ما هو الا للقيل والقال ونقل الكلام والتشهير والتخريب، هم حمقى يظنون أنهم جُبلوا على الشر! وفي بعض الحالات قد لا تكون هناك أي صلة أو قرابة أو أي نوع من أنواع العلاقة مع غيرهم من معارفهم، ولهذا السبب تحديدا، يستبيحون لأنفسهم حرية التكلم عنهم بكلام غير مقبول على الاطلاق، غير عابئين ابدا بأنّ ما يقولونه قد يكون افتراء أو بهتانا أو ظلما بحقهم وهم غافلون! أو لا يهمها ان كان ما تقوله حراما ام حلالا! فكل ما في الامر انها فئة شريرة تبحث عن فرائس للصيد كي تعيش عليها.
إن الثرثرة هي في الواقع طبع في بعض البشر، يثرثرون حينما يسمعون أو يرون شيئا لم يألفوه أو لم يعتادوا حصوله أو رؤيته في المجتمع، وثرثرتهم هذه تطال الجميع فهم يهوون ذلك، ولكن إذا تحوّل الامر إلى عادة يومية وضرورية لا يمكن الإقلاع عنها حيث يصبح جُلّ هم الواحد منهم ما فعله هؤلاء وما قالوه فهنا تكمن المشكلة، ومما يزيد الامر خطورة هو حين تصل ثرثرتهم المحرّمة تلك إلى حد المساس بعرض وخصوصية الاخرين، قد يكون مبدأ هذه الفئة هو «لا غٍيبة فيهم» طالما أنهم أخطأوا فليتحمّلوا النتائج، أو كما قال الإمام عليّ ابن أبي طالب : «من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء الظن به» بمعنى أنّ من ارتكب امرا مُخالفا يجلب له الشبهة ويُوجّه الأنظار إليه فلا يلوم غيره على سوء ظنهم به وبالتالي فلا يلومهم على ثرثرتهم، إنّ كل هذه الذرائع «ان كانت هذه بالفعل ذرائعهم» ليست لها أية قيمة على الاطلاق طالما انهم يرتكبون عملا شنيعا يُنافي الأخلاق الإسلامية الكريمة ويُعادي ويُخالف الإنسانية، وطالما انهم لا يعترفون بما امرنا به رسول الاخلاق والإنسانية نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم حين قال: «كلُّ المسلمِ على المسلمِ حَرامٌ دمُه ومالُه وعِرضُه»، وقال أيضا: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً».
لقد قيل قديما وكثيرا ما سمعنا بالمثل الشعبي المصري القائل «امش عدل يحتار عدوّك فيك» ومعنى هذا المثل من وجهة نظري الشخصية وبالنظر إلى موضوع الحديث أنّ الشخص المقصود لابد ان ينتبه لخطواته في كل خطوة يخطوها، أن يمشيها باستقامة دون ميل أو انحراف لكيلا يعطي الفرصة لعدوه للنيل منه، ومعنى ذلك ان الحقد والحسد والكراهية هم الدافع أحيانا لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين مُتمثّلا بتشويه السمعة وبالوشاية.
إن ّالامر أشبه بكوننا نعيش في غابة تمتلئ بالحيوانات المفترسة، حيث البقاء فيها للأقوى والصراع فيها ما وُجد الا من اجل البقاء، واني أرى أنّ مجتمع الغابة لا يُقارن بمجتمعنا نحن البشر لسبب معين وهو أنّ الحيوانات المفترسة التي تعيش فيها هي في الواقع مُسيّرة من الخالق جلّ وعلا، فلكي تعيش لابد ان تفترس وتتغذّى على من هو أضعف منها من اجل الاستمرار والبقاء على قيد الحياة ليس الاّ، أما نحن فنتصارع انتقاما وطمعا وحسدا وحقدا، وأهداف البعض منا اكثر خسة وحقارة ووحشية وشرّا واجراما من الحيوانات المتوحشة المفترسة، فنحن نمتلك القدرة على التمييز بالعقل والضمير الأخلاقي «بغض النظر عمّن يحملون ضميرا ميتا»، بالإضافة إلى اننا بشر مُخيّرون بين طريقين أو خيارين «الخير والشر» و«الحق أو الباطل»، صحيح ان الهداية بيد الله عز وجل ولكن الله سبحانه أرشد الانفس «بيّن لها» فجورها وتقواها في قوله تعالى ﴿ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [سورة الشمس: 1-10]. فكيف لنا أن نتعامل مع بعضنا البعض بطريقة شرسة وعدوانيّة كطريقة حيوانات الغابة المفترسة مع إدراكنا جيدا بأنّ هذا لا يجوز!! إنّه أمر يبعث على الغرابة حقا!
الغريب في الامر أيضا هو أنّ هذه الفئة تظن بأنّ لديها كل الحق في الثرثرة بالنميمة والتشهير بخلق الله وفضحهم، وأنّ ما تتجاوز به حدود العلاقات الإنسانية في التعدّي على الاعراض بالنميمة مسألة عاديّة لا مشكلة فيها! والجَهَلَة منهم يظنون أن حبّ النميمة هي مسألة فطرية في تكوين الانسان!، فنصيحتي لك أيها النمّام أو أيتها النمّامة، انشغلوا بعيوبكم وبإصلاح أنفسكم عوضا عن انشغالكم بعيوب وفضائح الناس، فأنتم لا تعلمونهم فقد يكونون أفضل منكم عند الله تعالى لا بل هم بالفعل كذلك، لأنه من يتكلم عن الناس بالسوء ويًشعل الفتنة ويسعى لها ليس سوى شخص ناقص، حاقد ومريض وكما قال أحد الفلاسفة «أغلب الذين يتحدّثون عن عيوب الناس هم أناس لا ينتبهون لعيوبهم الكبرى ومنها أنهم يتحدّثون عن عيوب الناس»!، فنحن لسنا بوحوش في غابة! كل همنا هو مراقبة الآخرين كالفرائس بهدف اصطيادها والتلذذ بلحومها لنبلغ مرحلة الشبع والاكتفاء منها في النهاية!
قد تتساءل في داخلك عزيزي القارئ هل ثمّة وجود لمثل هذا النوع من البشر؟ والجواب هو نعم، فهذه الفئة هي موجودة بالفعل في مجتمعنا وتعيش متخفّية وان ظهرت للناس بصورة مُغايرة لحقيقتها وبرداء الحمل الوديع! هي تتعاون على الاثم والعدوان فيما بينها، ونحن نعرف أنه كما يستوطن الخير نفوس وقلوب البعض منّا فالشر كذلك يُصبح ملاذا للنفوس الشريرة والخبيثة، وقد يظن البعض الآخر أني أُبالغ كثيرا في وصفي لهؤلاء، إلا أني أؤمن كثيرا بالنزعة الشريرة الشيطانية الموجودة في البعض من جنس بني آدم «رجالا ونساء»، جنس بشري شيطاني لا عقيدة لديه، فثمّة أُناس يعيشون بيننا وهم كالشياطين على هيئة بشر! يُعانون امراضا نفسية عنيفة، لا يستأنسون ولا يجدون المتعة في العيش الا حين يتكلمون عن الغافلين بأسلوب وقح ساخر وحقير، يُبادرون بالنميمة وبدلا من إطفاءها يزيدونها اشتعالا وضجيجا بالتحريض بأسلوب شيطاني بارع، لقد ضربوا بالقيم والمبادئ والأخلاق السامية الفاضلة والروح الإسلامية عرض الحائط! انها فئة عوجاء، والاعوجاج الذي تُعاني منه لا يمكن إصلاحه مالم تغير هي من نفسها، فقد ابتُليت بالمرض القلبي والفكر المُظلم الاعوج وسقم القلب المعنوي والذي لا علاج له طالما ان صاحبه بعيد عن الله ولا يستشعر الخوف منه تعالى، وإذا لم تُطهّر وتُنقي قلوبها ونفوسها من البغضاء والحسد والغل وغيرهم فلن تستقيم مُطلقا.
فأنتم أيها النمّامون الثرثارون «أهل الغيبة والافتراء» ما هو شعوركم حين تتحدثون بالسوء عن أشخاص أوعن شخص غائب غافل وهو لا يدري بمدى فظاعة ما يُقال عنه وما يُدبّر له في الخفاء؟ وبالأخص أنتن ايتها النساء والفتيات كيف تشعرن! الا يعتريكم إحساس بالذنب وتأنيب الضمير؟ ألا تستحون؟ أو تشعرون بالخجل؟ ضعوا أنفسكم «والكلام موجّه للرجال والنساء، للفتيات والفتيان» موضع من تتحدثون عنهم بكلام لا يجوز حين تفضحون ما ستره الله عليهم فهل ستقبلون ذلك على أنفسكم؟؟ فلا تفعلوا في الآخرين ما لا تحبون أن يُفعل بكم! فأنتم حين تكرهون أن يتجسس الاخرون على أعراضكم أو يطعن الناس في شرفكم وشرف من تنتمون إليهم من اهاليكم، أو تظهر اسراركم وحياتكم الخاصة وكل ما تقومون به للعلن تماما كالغسيل المنشور، وعوضا من ان يعرفها شخص واحد تنشتر كانتشار النار في الهشيم فيعرفها أكثر من شخص في وقت وجيز وضمن مجموعة كاملة من الافراد! وكل منهم يُبدي رأيه فيما يُقال دون علمه بصحّة ما يعرفه من شخص في المجموعة تلك! فتخيّلوا بأنكم الضحية وأنكم محور الأحاديث والاقاويل دائما فكيف سيكون شعوركم؟ كيف ستواجهون هذا الامر كيف ستتخطونه؟ وكيف ستتجاهلونه وبأية طريقة ستتقبّلونه؟ كيف ستعيشون في مجتمع لا يبحث فيه افراده الا عن اخطاءكم ولا تدور الاقاويل الا عنكم وعليكم!
أنا شخصيا يعيب عليّ التكلّم عن فلانة لمجّرد أني لاحظت امرا أو سمعت شيئا عنها دون التأكد طبعا من صحة ما سمعت وما نُشر عنها؟ لانّ عملا كهذا برأيي هو مناف للعقيدة وللأخلاق الفاضلة وللقيم وللاإنسانية كلها.
يجب على هذه الفئة والشاكلة من البشر أن تفهم أولا وقبل كل شيء أنّ اعراض الناس، اسرارهم، خصوصياتهم، حياتهم الخاصة، طريقة عيشهم، ما يفعلون وما يقولونه فيما بينهم ليست مادّة للنقاش أو الجدال أو التهكّم أو النشر أو الضحك أو الاستهزاء أو الشماتة فيما بينهم من خلال دردشتهم المحرّمة تلك! ويجب أن يفهموا أنّ انقطاع الصلة أو العلاقة بينهم وبين البعض لا يعطيهم الحق في التكلّم عنهم بوقاحة ودناءة وبتطاول على اعراضهم و! وإذا كانوا يصرّون على الاستمرار في غيبتهم ونميمتهم وتآمرهم على المؤمنين والمؤمنات فقاتلهم الله، وكفى المؤمنين الغافلين والمؤمنات الغافلات شرّهم وكيدهم انه سميع مُجيب الدعاء.