الزواج ليس واجبًا
بعض العلماء لاحظوا بأن تحقيق الأهداف أهم وأسمى وأجل من الزواج، حيث الزواج ليس واجبًا، وإنما الزواج سنّة.
من بين هؤلاء الفلاسفة: إسحاق نيوتن مكتشف قوانين الجاذبية وأسس علم الرياضيات والفيزياء، حيث نيوتن ربما لم يكن لديه الوقت لفكرة الزواج لانشغال دماغه بالاختراعات والاكتشافات.
وكذلك صاحب السمفونيات العالمية ”بيتهوفن“ رحل عن عالمنا محبًا للموسيقى حتى شغله ذلك الحب عن حب الفتيات والزواج بهن. والفيلسوف عالم الأديان والمذاهب «أبوالعلاء المعري» لم يتزوج من النساء، بينما بطل المقال صاحب الحس الأدبي الرفيع، أحد رموز الأدب واللغة رقيق المشاعر ومرهف الحس صاحب العبقريات ”عباس محمود العقاد“ عزف عن الزواج، لربما كان يدفع ضريبة انشغاله بالعلم والأدب عن الزواج.
العقاد ألقى شبك صيده في دراسة المرأة فلم يستطع أن يصيد المرأة في شباكه، فيعاود المحاولة مرة أخرى ويؤلف كتابًا آخر، حيث أشجار المرأة تحيط بالعقاد من الجهات الأربع، يسهر في الليل يحتطب الأشجار، ثم يصدر كتابًا يسميه ”المرأة هذا اللغز“ من حيث صعوبة المرأة عند العقاد وبعدها يأخذ قبسًا من الضوء في الليل المعتم ويصدر كتاب آخر ”المرأة في القرآن الكريم“.
فعندما تقرأ العقاد من الداخل تجد نفسك في حيرة وتريد الخروج من هذه الحيرة إلى ضفاف الإبداع والتشويق من هذا الأديب، ويختم العقاد رحلته مع المرأة بإصدار كتاب باسم امرأة مجهولة ”سارة“.
استعرض العقاد ثقافات الشعوب القديمة في التعامل مع المرأة حيث الثقافة الرومانية تصف المرأة مصابة بالعته الطبيعي، بينما في الهند تحرق المرأة عند وفاة زوجها لأن وجودها مرتبط بالزوج، حتى أتى الإسلام بفرائض التشريعات الحكيمة وحمى المرأة من أي مساس بحقوقها.
العقاد يؤمن بأن المرأة ليس لها القدرة أن تحكم غيرها إلا عن طريق الإغراء.
في نهاية الرحلة صرح العقاد بأن المرأة لها التقدير والاحترام من رعاية الأسرة ودورها الفعال في المجتمع، كما صرح العقاد ليس من الضير أن يجمع الإنسان بين النجاح والزواج هذه الفطرة لا خلل أو عيب فيها، علمًا بأن العقاد دخل معارك أدبية مع عمالقة الشعر والأدب أمثال طه حسين والشاعر شوقي وله منهجية فلسفة خاصة تخالف عمالقة جيله.
