من ملامح العلاقة العلمية بين الأحساء والقطيف والبحرين
من صور العلاقة الوثيقة التي ربطت الأحساء والقطيف والبحرين، غير الروابط الاجتماعية والأسرية والعادات والتقاليد والفكر والمنهج، مسألة التبادل الثقافي والعلمي سواء عبر الدراسة والتدريس فتجد إن العديد من أعلام القطيف قد سكن البحرين واستقر بها، والعكس صحيح، والأحساء ليست بعيدة عنهم، أو بانتقال مصنفات العلماء بينها بالنسخ والكتابة، أو عبر تملك الكتب الذي هو أحد أبرز مظاهر العلاقة المتينة بينهم، حتى أنك نجد هذا النوع من الكثرة الكاثرة التي يصعب حصرها وتقصيها.
وهذا يقودنا إلى أن البحث في التاريخ الثقافي للمناطق الثلاث لا يمكن فصله عن الأخرى لكونها جزء من هذا الموروث العلمي ومكمل لحلقته العلمية، بل قد تتجلى من خلالها حركة العلماء وهجرتهم ودراستهم والعلاقة بين الأعلام وبعضهم.
وما بين أيدينا مخطوط، يحمل بين جنباته إضافة لنفاسته العلمية، أهميته وأشارته المهمة لأحد تلاميذ الشيخ موسى بن الشيخ عبد الله بن الشيخ موسى الجد الحفصي البحراني في النجف الأشرف، فإنه أيضاً يعطينا صورة من العلاقة بين الشيخ محمد بن علي الحجري البلادي البحراني والشيخ عبد الله بن مبارك الأحسائي الخطي، بانتقال المخطوط بينهما خلال شهر، وتسجيل القيد للثاني بخط المالك الأول.
ثم نجد إن المخطوط انتقل إلى خزانة آل زين الدين الأحسائي، وهو جزء من تراثها وتاريخها العلمي.
تأليف: الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن «385 460 ه».
أوله: «الحمد لله الذي هدانا وجعلنا من أهله، ووفقنا للتمسك بدينه، والامتثال لسبيله، ولم يجعلنا من الجاحدين لنعمته، المنكرين لطوله وفضله، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان، فأنساهم ذكر الله، أولئك حزب الشيطان».
آخره: «وذكر السيد الجليل.. علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاووس،..وذكر إن التمام عنده بخط الشيخ حسين بن رطبة، وخط غيره، في مجلد فيه كتاب المائدة، وذكر إنه روى هذا الكتاب عن والده - قدس الله روحه -، عن الشيخ حسين بن رطبة، السّوراوي، عن الشيخ السعيد أبي علي الحسن بن الشيخ المعظم محمد بن الحسن الطوسي، عن والده رضي الله عنهم اجمعين».
الناسخ: علي أكبر ابن الحسين، المجاور لمشهد أمير المؤمنين، فرغ منها في 5 جمادى الآخر سنة 1056 هـ .
قال في نهايته: «صبيحة نهار يوم الخميس خامس شهر جمادى الآخر من شهور سنة 1056، ست وخمسين بعد الألف من الهجرة، في مشهد الإمام أبي الحسنين أمير المؤمنين؛ علي بن أبي طالب، صلوات الله وسلامه وتحياته عليه وعلى أخيه وزوجته والأئمة الطاهرين من أولاده وذريته».
وأضاف قيد مقابلة: «كتبه المذنب المحتاج إلى عفو ربه وشفاعة نبيه وأوصيائه، صلوات الله عليه وعليهم، ابن الحسين؛ علي أكبر، المجاور بمشهد الغروي صلوات الله وسلامه على مُشّرفه الولي الوصي الوفي، اللهم كما وفقتني لإتمامه، فبحق محمدٍ وآله وفقني لمقابلته».
وقد كتبها لأجل الشيخ أحمد بن الشيخ موسى بن عبد الله بن موسى البحراني الجد حفصي.
حيث ختم الناسخ الرسالة بقوله: «في ملك العبد الفقير الحقير الذليل المحتاج إلى عفو ربه الغني أحمد بن الشيخ الجليل النبيل العالم العامل الفاضل الكامل شيخنا الشيخ موسى ابن التقي النجيب الشيخ عبد الله بن المقدس الشيخ موسى البحراني الجد حفصي عفا عنهم أجمعين محمدٍ وآله الطاهرين. آمين».
بعده انتقل المخطوط منه إلى تملك بحراني آخر: «ثم صار ملك الأقل الجاني محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى الحجري البلادي، محرم سنة 1227».
ثم تملك الشيخ عبد الله بن مبارك آل حميدان، وقيد التملك له: «ثم صار ملكاً لجناب الأواه الشيخ عبد الله ابن المقدس المرحوم الشيخ مبارك بن الشيخ علي آل حميدان الأحسائي أصلاً، الخطي مولداً ومنشأً، وذلك في صفر سنة 1227، وكتبه مالكه الأول محمد بن علي بن محمد الحجري البحراني».
وفي الصفحة الأولى منه، قيد تملك للشيخ محمد تقي بن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي: «من فضل الله سبحانه تملك هذا الكتاب الجليل وانا فقير اللطيف الأقدس محمد بن أحمد بن زين الدين».
وهي نسخة خزائنية نظيفة، كتبت بخط فارسي، مصححة، كتبت بالمداد الأسود، والعناوين بالشنكروف الأحمر، وهي تامة وجلية.
يقع المخطوط في: 243 ورقة، في كل صفحة: 19 سطر، بمقاس صفحات: 11x18,5سم.
مكان المخطوط: مكتبة المرعشي النجفي في قم، رقم الحفظ: 17435 [1] .