عجيب أمرهم
البعض يعتقد ويحب ويمارس بعض الأفعال الذي يتيقن بصحتها ويقوم بها ويدعمها وينشرها جميل أن تمارس عمل ما تعتقد به وتريد أن تبدع فيه وتدافع عنه وهذا من حقك وفي نفس الوقت يدعمك من جانب نجاحه فمن البديهي عند مرحلة الإبداع لابد أن تحتوي على معايير معينة لتحقق مبدأه ومن ضمن هذه المعايير الاهتمام ودراسة جميع جوانبه ونشره والدفاع عنه والخ ….
ولكن في المقابل لا يكون بالإجبار مع الطرف الآخر الذي لا يعتقد بصحة ما تقوم به أو لديه تحفظ عليه حتى وإن لم يكن مخالف للشريعة السماوية والدستور المحمدي..
لكل شخص نظره معينه وعقل مختلف وميول جانبية وذوق خاص به ورغبات حسب ما يراها مناسبة لطبيعته وفقاً للضوابط الشرعية، لا يجب على الطرفين عند حدوث اختلاف في أمر ما من فكرة أو حدث أو مشروع أو عمل بينها أن يقوم طرف بإسقاط الطرف الآخر أو انقاصه أو الانزعاج منه أو تولد الكراهية إذا كنت مؤمن بقدراتك وميولاتك ورغباتك فأيضاً الطرف الآخر مؤمن بميولاته وفكره وقدراته ….
لذلك دائما نقرأ هذا المثل الاختلاف لا يفسد للود قضية..
مما يؤسفني نقله هنا نرى فئة من المجتمع «عجيب أمرهم» لا تمتلك مرونة عالية في مسألة الاختلاف وكأن عندما يدير حديث أو موضوع ما مختلف لطرحه وما يقوم بفعله وما يعتقد به كأنما أقيمت حرب فسيولوجيا بين سلوكه وأفكاره الذي رسخت في ذهنه..
الله سبحانه وتعالى خلق سائر البشر بمستويات مختلفة من التفكير والقدرات والرغبات ولكل شخص حسب محيطه وبيئته ومجتمع وأسرته ومعتقداته ووضعه ووووووووو …
فمن البديهي سيكون مغاير لشخص عاش في مجتمع مختلف عن مجتمع الشخص الآخر …
وهنا نستشهد بآيه تدل فيها على اختلاف العنصر البشري في جوانب التي ذكرناها …
كما في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ سورة الروم، الآية 22..
نسأل الله أن يجعلنا متحابين بين من نختلف معهم ولا يكون في قلوبنا الكراهية والبغضاء …