تقنيات الحب والكراهية
بفعل التكنلوجيا الرقمية، ما عادت هناك حواجز مانعة لأي إنسان على وجه الكرة الأرضية أن يتعرف على أناس يعيشون على أي زاوية أخرى من الأرض. وما عاد حاجز اللغة معيقاً لتعارف أهل اللغات المختلفة. وقد استطاع الانترنت تجاوز الحواجز والموانع والجدران المقيدة لتعارف وتداخل وتزاوج أهل الهويات المتنوعة، سواء الحواجز الوهمية صناعة النفس وما تراكم فيها تجاه هذه الهوية أو تلك، أو الحواجز الفعلية التي أنتجتها التجارب الفاشلة بين أهل الهويات المختلفة كالصراعات والحروب وفتن السياسة.
بل أمسى من الممكن أن يحدث التزاوج والطلاق بين البشر عبر شبكة الانترنت التي ساهمت في تمويج مفهومي الحب والكراهية إيجاباً وسلباً. وإن كانت الطرق التقليدية للتعارف والزواج لا تزال هي السائدة في أغلب المجتمعات العالمية. وهنا نعرض خلاصة لتجارب التعارف والزواج الانترنتي للعلم والفائدة، من خلال الدراسات، بغض النظر عن الواقع الاجتماعي القابل أو الرافض للموضوع.
”أصبحت مواقع التعارف عبر الإنترنت شركات رائجة جداً ومُربحة. وبحلول عام 1990، كان واحدٌ من بين كل اثني عشر بالغاً عازباً في الولايات المتحدة قد جرّب وساطة الزواج عبر الإنترنت، وموقع match.com الأميركي، الذي أُسس في أوائل عام 1995، وصرّح بأن لديه خمسة ملايين مستخدم مُسجل ويفتخر اليوم «قبل عشرين سنة» باثني عشر مليون زائر يومياً. إن البيانات الدقيقة ليست متاحة بسهولة، ولكن يبدو بأن ما بين 20 مليون و40 مليون شخص في أمريكا وحدها بحثوا عن مواقع التعارف عبر الإنترنت كل شهر، بما في ذلك ما يفوق المليون شخص ممن هم فوق سن الخامسة والستين. وحيث أن تكلفة الباقات الشهرية تبلغ حوالي 25 دولاراً «حينها»، فإن التعارف عبر الإنترنت هو أيضاً عمل مربح. في الواقع، أصبحت مواقع التعارف بحلول الربع الثالث من عام 2002 أكبر فئة محتوى مدفوع عبر الإنترنت، حيث بلغت إيراداتها أكثر من 300 مليون دولار لذلك العام. وفي السياق الاجمالي لاقتصاد الإنترنت، فإن مواقع وإعلانات التعارف تعد في المرتبة العليا لصانعي الأموال عبر الإنترنت، إذ بلغت إيراداتها في الربع الثالث من عام 2002 87 مليون دولار، بزيادة قدرها 387% عن الربع ذاته من العام السابق“.
و"تخيم على مواقع التعارف تقاليد مثل الموضوعية الوهمية، التي تُصنف الناس تحت مسميات لغوية وتُدرج التفاعل الاجتماعي تحت طائلة التكنولوجيا، في حين أن البروفايل النفسي الأكثر نجاحاً يتطلب أن يظهر المرء حزمة التوصيفات المتجانسة من قبيل «أنا مرح ومضحك»، فإن البروفايل الفوتوغرافي، على العكس من ذلك، يتطلب من المرء أن يتلاءم ويتناسب مع المعتمد المكرس فيما يخص الجمال واللياقة البدنية.*
ما سبق بات هو العالم القديم بما فيه من تأثيرات على الحب والكراهية. أما عالم ”الميتافيرس“ وهو العالم المستقبلي للبشرية، عالم افتراضي لما وراء الكون، عالم يعيش المرء فيه حياة ثلاثية الابعاد بما فيها اللمس والذوق والشم والسمع والحركة، مما يجعل علماء كل العلوم، بما فيه علمي النفس والاجتماع، البحث من جديد عن تأثيرات الحب والكراهية على الفرد والمجتمع وأهل الهويات المختلفة. في المقطع المرفق شروحات مفيدة للموضوع: الميتافيرس، كيف سيتغير الأنترنت للأبد: