آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

مهرجان شجرة القرم السنوي

المهندس صادق علي القطري *

«Annual Mangrove Festival»

لطالما كتبت مقالات عن هذه الشجرة المباركة وهي من الأشجار التي تعيش بمحاذات الساحل الشرقي من المملكة ابتداء من راس تنورة شمالا مرورا بصفوي جنوبا الى القطيف ثم سيهات وصولا للدمام جنوبا وكانت هذه الأشجار تشكل غابات كثيفة تغطي مساحات واسعة لمئات الكيلو مترات ولكن للأسف دمرنا أكثر من 90% من هذه الغابات وذلك بفعل الانسان اما لعوامل التوسع العمراني او لعوامل انشائية اقتصادية او العبث المتعمد الناتج عن الجهل البيئي بألقاء النفايات والقاذورات في البحر مما اذى لانحسارها وتدميرها.

بينما تقوم الدول المتقدمة بحماية هذه النبتة وزيادة مساحتها نقوم نحن بتدميرها والقضاء عليها بالرغم من المبادرات المشكورة من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية لتوطينها وتوسيع مساحتها في العديد من مناطق المملكة.

مصدر الصورة: https://www.pinterest.com/pin/445223113134575360/

من هذا المنطلق ومن حرصي على نشر ثقافة المحافظة على هذه الشجرة المباركة ومن منطلق نشر الثقافة البيئية في المجتمع وللأجيال القادمة بدر على ذهني إقامة مهرجان سنوي لتكريم هذه الشجرة فطلق علية ”مهرجان شجرة القرم السنوي - Annual Mangrove Festival“ ويكون هذا المهرجان بمباركة محافظة القطيف وبدعم من وزارة الزراعة والثروة السمكية ويقام بشكل سنوي ويمتد على مدى ثلاثة أشهر من بداية شهر اغسطس الى نهاية شهر أكتوبر ففي هذه الأشهر تكون بذور هذه الشجر قد اكتملت ونضجت وأصبحت صالحة للزراعة.

هناك عدة اهداف لإقامة مثل هذا المهرجان السنوي منها على سبيل المثال لا الحصر:

• القاء الضوء على أهمية هذه الشجرة المباركة

• حماية البيئة البحرية

• إعادة استزراع هذه الشجرة وتوسيع مساحتها وذلك بالقيام بجمع البذور والشتلات وإعادة زراعتها ويكون ذلك بأشراف خبراء زراعيين فنكون بذلك قد ساعدنا ولو بالقليل لإعادة التوازن البيئي ومساعدة الأسماك لتفقيس بيضها عند جذوره ومساعدة الطيور على بناء اعشاشها على غصونه

• احياء العمل التطوعي على جميع المستويات بمشاركة جميع أطياف المجتمع بدءا من الأطفال في المراحل الأولى الى الكبار رجالا ونساء فبذلك نبث ثقافة المحافظة على البيئة ونجعلها عادة مجتمعة سنوية وهذا ما يتطابق مع رؤية 2030.

فهذا المهرجان السنوي ان تم تبنيه يستكون له الكثير من الإيجابيات منها:

1. تنشيط الحركة السياحية في المنطقة

2. استحداث الكثير من الفرص الوظيفية لبعض العاطلين

3. تنشيط الاقتصاد المحلي

4. استحداث الكثير من المهن المحلية

5. تشجيع المناطق الأخرى من المملكة والي توجد بها هذه الشجرة للحدو حدونا وإقامة مهرجانات مماثلة

ونبات القرم”من النباتات الشاطئية التي تنمو عند الحد الفاصل بين البحر واليابسة في المناطق الحارة والمدارية وتتميز بقدرتها على مقاومة الظروف البيئية الصعبة التي تعجز عن مواجهتها معظم النباتات الأخرى، وهو نبات يشارك في تشكيل نظام بيئي وحيوي متكامل حيث تتواجد الطيور على أغصانه، والحيوانات البرمائية عند شواطئه والأسماك الصغيرة عند جذوره، ووجوده يثبت تربة الشواطئ ويحميها من التآكل، كما تفضل الأسماك الالتجاء إليه عند وضع بيوضها.

مصدر الصورة: https://en.wikipedia.org/

لا يمكن إحصاء الفوائد المباشرة وغير المباشرة للأيكات الساحلية لنباتات القرم بالنسبة للإنسان والبيئة ولكافة أشكال الحياة فيها وفيما يلي نوجز أهم تلك الفوائد:

  • تعمل أيكات نباتات القرم الساحلية في إنتاج الأوكسجين وامتصاص غازات الكربون والغازات السامة وهذا ما يساعد بشكل كبير في تقليص الاحتباس الحراري.
  • تعتبر أيكات نباتات القرم من أهم النظم البيئية في تخليص الجو من الغبار والمعلقات الضارة في الهواء.
  • تقوم أيكات نباتات القرم في المحافظة على درجة الحرارة المناسبة للحياة الشاطئية وخاصة في تقليص الفوارق الحرارية بين النهار والليل.
  • تعتبر نباتات القرم ذات دور رئيسي في المحافظة على رطوبة ودورة المياه في التربة وعلى جلب الأمطار.
  • تلعب نباتات القرم دورا هاما في منع ظاهرتي الإنجراف والتعرية للتربة الشاطئية.
  • تعمل أيكات نباتات القرم الساحلية في تنظيم حركة الرياح والسحب والأمطار وتوزيعها على سطح الأرض.
  • تقوم نباتات القرم على تكوين التربة «الطميية» عن طريق تجميع الرواسب الطينية والعضوية حول الجذور الدعامية والجذور الهوائية التنفسية في المواقع الشاطئية.
  • تقوم بتنقية ماء الجريان السطحي الأرضي، وكذلك إزالة المعلقات والرواسب العضوية الأرضية.
  • تنتج نباتات القرم كميات كبيرة من المخلفات العضوية والتي سوف تشارك بدورها في تغذية وإنتاجية العديد من الكائنات الحية الشاطئية.
  • تعتبر أوساط الأيكات الساحلية لنباتات القرم الوسط المثالي للعديد من الأسماك الصغيرة واللافقاريات والعديد من النباتات والحيوانات «العالقة».
  • تعتبر أوساط الأيكات الساحلية لنباتات القرم الوسط المثالي للعديد من الطيور البرية الصغيرة والكبيرة.
  • تعتبر نباتات القرم كعلف أخضر ترعى بواسطة قطعان الجمال والماعز التي يربيها السكان المحليين حيث تتغذى على أوراقه حينما تكون النباتات الأخرى غير متاحة خاصة خلال موسم الصيف، ولكن لا يعتبر نبات القرم من النباتات العلفية نظرا لإرتفاع ملوحته.
  • يستخدم الأفرع الخشبية لنباتات القرم كوقود عالي القيمة وهذا يفسر التدمير الكبير الذي يحدث لجماعات هذا النبات قرب المستقرات البشرية.
  • يتشكل ما يقرب من ثلث غذاء «الروبيان» النباتية المنشأ في مناطق الأيكات الساحلية للقرم وتمثل الأجزاء المستخدمة من النباتات المكونة لهذه الأيكات حوالي 60% منها.
  • تعتبر الأيكات الساحلية لنباتات القرم الوسط المثالي التي تتغذى فيه الأسماك التي تعيش عادة في الماء الضحل والتي تأتي مع موجات المد إلى هذه المناطق وتتغذى على الكائنات البحرية اللافقارية التي تعيش في في هذه الأيكات.
  • ينتج عن أيكات القرم الساحلية كميات كبيرة من المواد العضوية والمواد الدبالية والتي تتحرك إلى مناطق الماء المفتوح مما يساهم في تغذية العديد من الكائنات البحرية بها.
  • تستخدم أخشاب نباتات القرم في بعض البلدان في إقامة أسقف المنازل نتيجة لصلابة أخشابها واستقامتها وفى بناء القوارب وإقامة الأسيجة والمنحوتات الخشبية وكوقود خشبي ذي رائحة طيبة.
  • بالرغم من الصفات التشريحية لأخشاب الأيكات الساحلية من حيث قصر الألياف وسمك الجدر الخلوية، والتي تجعلها غير مناسبة للإستخدام بنسب كبيرة في صناعة عجين الورق، فإن صناعة لب الورق أصبحت من أكثر الصناعات استهلاكاً لأخشاب هذه النباتات في دولة اليابان.
  • تستعمل نباتات القرم في الفلبين لإنتاج ألياف «الفيسكوز» المستخدمة في صناعة النسيج.
  • يستغل كسر الخشب والأفرع الصغيرة والنشارة لنباتات القرم والناتجة عن استخلاص الدعائم والألواح في صناعة الخشب المضغوط المستخدم في التشييد والتأسيس.
  •  يستفاد من الأجزاء غير الخشبية مثل «القلف والأوراق» في إنتاج المستخلصات الكيميائية مثل «التانينات» والمواد الفعالة لصناعة الأصماغ والأصباغ.
  • تعتبر نباتات القرم مصدراً لمكونات الهرمونات مثل «التربينات والأستيرويدات» إلى جانب وجود مركب «الكومارين» الذي يعد مصدراً يستخدم في تركيبات العقاقير والأدوية الطبية.
  •  إن مستخلص بادرات نباتات القرم كان يستخدم قديماً كمقوى عام للرجال، وهذا ما أكده العالم ابن عباس النباتي عام 1230م والذي أضاف أيضاً أنه يستخلص منه مواد طبية لعلاج العديد من الأمراض ومنها أمراض اللثة وأمراض الكبد.
  •  أثبتت التحاليل الكيميائية الحديثة والتي أجريت على أجزاء من نبات القرم النامية عن إحتوائها على مواد تعتبر مصدراً لإنتاج الهرمونات المقوية.