المشاعر السلبية وكيفية التعامل معها
هل تساءلت يومًا عن سبب امتلاك بعض الأشخاص دائمًا نظرة إيجابية للحياة بغض النظر عن التحديات وخيبات الأمل؟ ولماذا يشعر آخرون بالقلق، وهم غير راضين ويصدرون الأحكام؟ بالرغم انهم يبدون أنهم يمتلكون كل شيء ولكن فقط لأنهم يمتلكون مشاعر سلبية.
يتم تحديد النهج الذي نتخذه من خلال عدة عوامل فشخصيتنا واحدة منها. بعض الناس يكونون بطبيعة الحال أكثر مرونة ولديهم نظرة إيجابية أكثر من غيرهم. والعامل الآخر هو كيفية تربيتنا وكيف تعامل آباؤنا مع الأحداث السلبية؟ وأي نوع من الاستجابة قاموا بها؟
كذلك من المحتمل أن تكون طريقتنا في الرد على المشاعر السلبية متشابهة إلى حد ما وأن آليات المواجهة الشخصية والاستراتيجيات التي طورناها لكي نشعر بأننا ”بخير“ تؤثر بشكل كبير على كيفية تعاملنا مع الأحداث والعواطف السلبية.
ويمكن وصف المشاعر السلبية بأنها أي شعور يسبب لك التعاسة والحزن. هذه المشاعر تجعلك تكره نفسك والآخرين، وتقلل من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك، ورضاك عن الحياة بشكل عام.
والمشاعر التي يمكن أن تصبح سلبية هي الكراهية والغضب والغيرة والحزن. ومع ذلك فإن هذه المشاعر طبيعية تمامًا. يمكن للمشاعر السلبية أن تثبط حماسنا للحياة، اعتمادًا على المدة التي نسمح لها بالتأثير علينا والطريقة التي نختار بها للتعبير عنها.
والتمسك بالمشاعر السلبية قد يؤدي إلى دوامة هبوط تمنعنا من التفكير والتصرف بعقلانية ورؤية المواقف من منظورها الحقيقي حيث نميل إلى رؤية ما نريد أن نراه فقط ونتذكر فقط ما نريد أن نتذكره وهذا ما يطيل من مدة الغضب والحزن مما يؤدي الى عدم التمتع بالحياة بصورة طبيعية وكلما طالت فترة الغضب كلما أصبحت المشكلة أكثر تعقيدًا وقد تؤدي هذه الحالة الى التعبير عن الغضب بالعنف ان لم نبحث عن الحل والمساعدة.
والعواطف هي ردود فعل معقدة تنطوي على العديد من العمليات البيولوجية والفسيولوجية داخل أجسامنا. يستجيب دماغنا لأفكارنا عن طريق إفراز الهرمونات والمواد الكيميائية، التي ترسلنا إلى حالة من اليقظة. كل المشاعر تأتي بهذه الطريقة سواء كانت إيجابية أو سلبية. إنها عملية معقدة وغالبًا ما لا نمتلك المهارات للتعامل مع المشاعر السلبية.
فالفوائد الصحية لمعالجة الانفعالات او المشاعر السلبية بنجاح هي القدرة على الانتقال من أسلوب القتال أو الهروب، التي تنتج نسبة عالية من الأدرينالين في اجسادنا، إلى حالة الهدوء والاحتواء، التي تنتج نسبة عالية من الأوكسيتوسين في اجسادنا.
فهذه مهارات حقيقية لا نجيدها نحن عادةً ونميل إلى أن نكون في كثير من الأحيان في ”حالة الإجهاد“ أو ”حالة النضال“ التي قد نحقق فيها بعض الأهداف ولو بشكل مؤقت و”حالة عدم الرضا“ المتمثلة في الشعور بالقلق والإحباط وإصدار الأحكام والشعور بهذه الحالة بسهولة عندما نفشل في تحقيق هذه الاهداف.
إن ”حالة الهدوء والرضا“ هي حالة نكافح للدخول إليها ونادرًا ما نسمح لأنفسنا أن نكون فيها. وإن عدم قدرتنا على تشغيل هذه الحالة المهدئة والمهدئة يضع عبئًا ثقيلًا على نظام المناعة لدينا بالإضافة إلى صحتنا الجسدية والعاطفية فنحرم أجسادنا وعقولنا من فرصة الهدوء وإعادة الشحن، مما يجعلنا عرضة للتوتر والإرهاق والاكتئاب والقلق.
لهذا السبب نجد صعوبة في التأقلم عندما نختبرها. وللتعامل مع هذه المشاعر السلبية يجب تمرين أنفسنا للقيام بالخطوات التالية:
- لا تفجر الأشياء بشكل غير متناسب من خلال مراجعتها مرارًا وتكرارًا في عقلك.
- حاول أن تكون عقلانيًا وتقبل أن المشاعر السيئة لا مفر منها أحيانًا وفكر في طرق تجعلك تشعر بتحسن.
- الاسترخاء باستخدام أنشطة ممتعة مثل القراءة أو المشي أو التحدث إلى صديق.
- تعلم ان تلاحظ كيف يشعرك الحزن والفقدان والغضب، وأي الأحداث تثير هذه المشاعر حتى تتمكن من الاستعداد مسبقًا.
- التمرين يخفض النشاط الهوائي من مستوى المواد الكيميائية المسببة للتوتر ويسمح لك بالتعامل بشكل أفضل مع المشاعر السلبية.
- تخلَّ عن الماضي فإن تجاوزت الأحداث السلبية باستمرار يسلبك الحاضر ويجعلك تشعر بالسوء.