أدب العبودية بتجلي الإحسان للناس
العدالة النفسانية بمراعاة الحقوق:
خلق الله البرية ليتعبدهم، ولا يمكن أن تتحقق العبودية إلا بالمعرفة التي تعد صمام أمان للدخول الموجب للجنة.
العبادات والمعاملات تبرز على صورة أحوال حسنة كما هو في عبادة الصلاة والأدعية والزيارات لمراقد الأطهار .
ما يمسك القلوب فتكون منيبة هو الاتصاف بالعدل النفساني والذي يظهر آثاره على الجوارح.
القلوب تكون راعية لحق الله تعالى ومن ثم حق النفس وحق الناس إذا أبصرت معاني الاخلاص بالربوبية.
التشبه بصفات سيد أولياء الله المصطفى ﷺ هو سر درجات الوصول لخواص الأولياء الصالحين.
ما يسهم بالتناسخ المعنوي بين الإنسان والولي هو البعد عن حب الأنا والإيثار في كل شيء.
مادام الفرد متعلقا بذاته وبمن يتبع ذاته شحيحا عن حب الخير لغيره من الناس فلن يترقى في سلم العبودية لو صلى ألف صلاة وصام وحج طول دهره.
ليكن العطاء للإنسانية بنوعيه المادي والمعنوي سمة من يود اللحوق بصدق لدار الأنبياء.
نختم هنا بهذا العنوان القيم حول أهمية ”الاهتمام بالمعنويات“.
لو اهتم الإنسان بروحه بذات الأهمية التي يوليها لجسده لما كانت هناك من غصة، لكن المؤسف أن الانسان يلهث دائما وراء كل ما يلمس فيه فائدة لجسمه، بينما يتغاضى عن أسمى الأشياء التي من شأنها جلب الفائدة لروحه.
على سبيل المثال يقصد هذا الإنسان الطبيب ويسأله عن الأطعمة الضارة بجسده وتلك النافعة منها، ولكنه يمتنع عن الذهاب إلى الطبيب الروحي ليسأله عما يفيد روحه.
وخلاصة القول ليس هنالك من اهتمام يذكر يوليه الإنسان روحه ومعنوياته كذاك الذي يوليه جسده ومادياته.
ومن هنا فنحن مطالبون بالبحث عن الأمور التي تنفع روحنا.
على سبيل المثال لابد لنا من الاتيان بالأعمال المستحبة والمندوبة كونها ذات أثر بالغ في سمونا الروحي وتكاملنا المعنوي، ناهيك عن الفرائض والواجبات.
حكايات الشيخ بهجت: 106
مما يؤسف له أن البعض غرته الدنيا ونسى أهمية محبة الناس وتقديم حوائجهم.
من الناس من غرته ثقته بنفسه وقدرته على إدارة المال فنسى إظهار محبة الله في خدمة الخلق.
من الناس من غرته المسبحة والذهاب للمسجد واطلاعه على الأحكام الشرعية فقسى باطنه وظاهره عن معاني حب لأخيك ما تحب لنفسك.
من الناس من غره الاسم الأعظم فنسي فضل الله ومننه تبارك وتعالى فباع حب الله وسقط في حب الأنا.
وفقنا الله وإياكم لإحياء العدالة النفسانية وفق الإسلام الأصيل
والحمد لله رب العالمين.