كيف أتعامل مع طفلي الذي يرضع رضاعة طبيعية اذا اضطررت إلى السفر والابتعاد عنه؟
اذا اضطرت الأم إلى الابتعاد عن رضيعها لأي سبب قاهر، فإن هناك نقطتان لابد لها أن تعلمهما: الأولى قد يؤثر ابتعاد الأم عن الطفل تأثيرا سلبيا فيء نفسيته مما قد يسبب رفضه للرضاعة الطبيعية بعد عودة الأم للطفل، وذلك لأن الطفل يشعر بالحب والحنان والطمأنينة والثقة عندما يرضع من أمه، فعندما تبتعد عنه لمدة طويلة قد تهتز ثقته بها، وسيتطلب استعادة الثقة الكثير من ملامسة الجلد للجلد والصبر والحب والحنان، ويقل هذا الأثر كلما زاد عمر الطفل وقلت مدة ابتعاد الأم عنه.
والأمر الثاني، هو أنه عليها إذا رغبت في الاستمرار في الرضاعة بعد عودتها من السفر المحافظة على كمية الحليب التي ينتجها الثدي، وذلك بالاعتصار المنتظم كل ساعتين إلى ثلاث ساعات بما لايقل عن 8 - 12 مرة في اليوم والليلة، وذلك لأن هناك مادة بروتينية توجد في حليب الأم تثبط إنتاج الحليب إذا لم يفرغ الحليب من الثدي، ويساعد وجود ملابس الطفل وصورته وصوته على إطلاق الحليب من الثدي عند بعده عن أمه.
ولابد أن تذكر أن أفضل أنواع الشفاطات الكهربائية لا تستطيع تفريغ الثدي كما يفعل الطفل، وهذا قد يسبب قلة حليب الأم حتى مع الاعتصار المنتظم، لذا عليها العمل على زيادة الحليب بعد عودتها من السفر، وتساعد ملامسة جلد الطفل لجلد أمه على ذلك، كما تساعد مدرات الحليب الشعبية كالحلبة ولبان الذكر، والتي يمكن أخذها بصورة حبوب أو كبسولات مع الاستمرار بإرضاع طفلها مباشرة قدر المستطاع، ويمكنها اللجوء إلى المختصين في الرضاعة الطبيعية لمساعدتها في زيادة الإدرار، وقد تحتاج إلى أخذ حبوب تحفز إنتاج هرمون إدرار الحليب، ولكن يجب أن تذكر دائما أن هذه الحبوب ليست حلا سحريا لزيادة الحليب، ولا تعمل بشكل جيد إلا مع ما سبق ذكره من إجراءات، وتعتمد المدة التي يحتاجها الثدي لإنتاج الحليب بكمية كافية على مدة بعد الأم عن الطفل ومدى تفريغها للثدي أثناء غيابها عنه وعودة الطفل إلى الرضاعة المباشرة وعزم الأم على الاستمرار في الرضاعة، وتقل المدة كلما قلت مدة الفصل وزاد تفريغ الثدي، وعاد الطفل إلى الرضاعة الطبيعية بصورة جيدة، وكانت الأم حريصة على الاستمرار في الرضاعة الحصرية.
وينصح المتخصصون في الرضاعة الطبيعية الأم التي تعتزم الابتعاد عن ولدها بتخزين حليب تعتصره من ثديها خلال مدة مساوية لضعف مدة بعدها عنه، فإن عزمت على السفر لمدة خمسة أيام مثلا فإنها تبدأ بتخزين الحليب 10 أيام قبل السفر وذلك أن الطفل عادة ما يستهلك ثلثا ما ينتجه ثدي أمه ويبقى فيهما ثلث، وذلك لتوفر له الكمية التي يحتاجها في وقت غيابها عنه، ولا تضطر إلى إعطائه الحليب الصناعي.
كما ينصح بإعطائه حليب أمه عن طريق الفنجان أو الكوب أو الملعقة أو أي طريقة مقبولة عند الأهل والطفل غير قنينة الحليب، واستخدام الحلمات الصناعية المضرة له والتي قد تسبب للطفل خلط الحلمات إذا كان عمر الطفل أقل من ستة اسابيع.