لماذا لا نُقّدر على أعمالنا ومواقفنا التي نقوم بها؟
في بعض الناس يعمل لأجل أن يحصل على الثناء والرفعة أو الرياء والسمعة رغبة منه لسماع كلمات الشكر والمدح لشخصه وبعضهم يعمل ليشعر بحالة من التقدير والإهتمام وهذه تحدث للوالدين غالباً وبين الأخوان والأقرباء ولذا تجد الكثير ممن يُحبط ويتألم ويتأوه أنه لم يعطى حقه ولم يقابل كما ينبغي ويضل مطالباً لحوحاً وإن لم ينطق لسانه بها لكن تجده كثير اللوم والعتاب والنقد ممن جحدوا حقه ولم يعطوه ولو القليل مما يستحق ولكن هذه النظرة يشوبها كثير من الخلل والخطأ وربما يصل الإنسان إلى الشرك الخفي وهو لا يعلم فمن طلب رضاء الناس للناس فقد أشرك في عمله بينه وبين الله سبحانه...
الصحيح في التعامل، ينبغي أن تكون الأعمال الحسنة كلها لله سبحانه لا سواه والرغبة في ثوابه كما ورد تجسيداً لقوله تعالى التي مدح فيها أهل البيت إذ قال ﴿وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً «8» إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً «9»﴾ - الإنسان.
كما أن الروايات والأدعية تؤكد أنه لا يوجد من يعطيك حقك فوق ما تستحق سوى الله سبحانه فهو الوحيد فقط الذي تترقب تقديره لك وهو أهلاً لذلك، فقد ورد في الدعاء «يامن أظهر الجميل وستر القبيح»، وورد في الدعاء «وكم ثناءٍ جميلٍ لستُ أهلاً له نشرته».
وورد في الرواية عن يونس ابن عبد الرحمن حينما بكى احد أصحاب الأئمة بين يدي الإمام يشكو سوء ظن إخوانه من الشيعة فيه فقال له الإمام «لو كان بيدك درة «جوهرة» وقالت الناس كلهم أنها حجر هل يضرك ذلك، فقال: لا يامولاي، فقال : لو بيدك حجر وقال الناس كلهم أنها درة «جوهرة» أينفعك ذلك!؟، فقال: لا يا مولاي» هنا الشاهد يا أخي وتأمل «فقال : إذا إمامك راضٍ عنك فلا يضرك ذم اخوانك» مضمون الرواية التي مصدرها بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 - الصفحة 66
من ذاق طعم الإخلاص لله سبحانه في عمله وأنس بما عند ربه زهد في ثناء غيره فقد أعطاه من بيده العطاء والاستحقاق حتى نصل جميعاً أن المهم في اعمالنا التطوعية رضوان الله سبحانه وإن ذكر غيرنا وان سلب حقنا ظاهراً إذ لا قيمة في قلب المؤمن الراضي بما عند ربه نسب العمل له ام لغيره المهم خدمة المؤمنين والمؤمنات لله وحده لا شريك له.
وهكذا سيرة أهل البيت ، حينما أوصل الإمام علي خبز الشعير متنكراً لبعض أرحامه فأخذها وقال الغرباء يصلونا وعلي بن أبي طالب لا يصلنا فحمد الله واثنى عليه ولم يعرف بنفسه وكذا السجاد صار له نفس الموقف.
لعلك تقول هذه مثالية زائدة أقول لك إنما جعل أهل البيت قدوة نقتدي بهم في الشدة والرخاء وإن كانت في صورتها مثالية لكن ليست مستحيل وقوعها ممن امتحن الله قلبه للإيمان وأنتم والأخوة إن شاء الله منهم وانا الذليل أقلكم بضاعة وأكثركم ذنباً وأشدكم تقصيراً ونسأل من الله القبول والمغفرة والعتق من النار.