التخطيط
يعتبر التخطيط Planning أحد وظائف العملية الإدارية وأكثرها أهمية لأنه يوفر إطاراً لتنظيم موارد المنظمة أو الوزارة أو المؤسسة المادية والبشرية ولبناء هيكلها وللتنسيق بين أنشطتها المختلفة ولممارسة الرقابة على الأداء فيها.
ومن خلال عملية التخطيط الرسمي تتمكن الإدارة التعليمية من تحديد الأهداف التي ترغب في إنجازها وتحدد الأساليب والوسائل اللازمة والتي تمكنها من الوصول إلى هذه الأهداف في المستقبل.
إن التخطيط هو السبيل العلمي الصحيح لدراسة المستقبل الغامض وللاستعداد للتعامل معه. إن قمنا بهذه الوظيفة الإدارية يمكننا تداركها من خلال فشل العديد من المنظمات أو المؤسسات التعليمية بسبب سوء التخطيط، أو عدم التخطيط طويل الأجل، أو غياب الرؤية المستقبلية.
يعتبر التخطيط من الوظائف الإدارية الرئيسية في المنظمة. ويمكن النظر إلى التخطيط على أنه عملية Process تنطوي على تحديد أهداف المنظمة المرغوب تحقيقها وكذلك تحديد الوسائل والطرق الممكنة لتحقيق هذه الأهداف. وبلغة أكثر تحديداً، فإن التخطيط يمكِّن مدير المؤسسة من اتخاذ القرارات الخاصة بالذي:
سوف يتم عمله What is to be done
ومتى سوف يتم عمله When it is to be done
وكيف سيتم عمله How is to be done
ومن الذي سيقوم بعمله.Who is to do it
ويرى البعض أن التخطيط هو عبارة عن تلك العملية الخاصة بتحديد الأهداف المرغوب تحقيقها وكذلك خطط العمل والتصرف المناسب لتحقيق هذه الأهداف.
كما يرى البعض الآخر التخطيط على أنه عملية مرتبة تقوم على الاختيار المبني على الحقائق، وعلى وضع واستخدام الفروض المتعلقة بالمستقبل وذلك عند القيام بوضع الأهداف والمهام اللازمة لتحقيقها وهو يتطلب اتخاذ القرارات التي تنطوي على الاختيار من بين بدائل التصرف الخاصة بالمستقبل.
والتخطيط هو نشاط ذهني ينصبُّ على المستقبل، وينطوي على مجهودات تعكس الاستعداد بطريقة عملية لمواجهة المستقبل الذي ينطوي على درجة كبيرة من الغموض. إن التخطيط هو الأسلوب العلمي الذي يمكّن مدير المؤسسة من اتخاذ القرارات الخاصة بمعالجة المشكلات القادمة بدلاً من الاعتماد على التخمين أو الخبرة الماضية. فبدون التخطيط يصبح الوصول إلى ما نريد نوعاً من التخبط لأنه يستند إلى المحاولة والخطأ تارة وعلى التصرفات العشوائية تارة أخرى.
وللتخطيط بصفة عامة مظهران متلازمان هما: وضع الأهداف الصحيحة. ثم الاختيار للوسائل الصحيحة المناسبة لإنجاز هذه الأهداف. وكلا المظهرين للتخطيط يعتبران على درجة كبيرة من الأهمية للعملية الإدارية في المنظمات.
إن مدير المنظمة أو مدير المؤسسة الذي يعتمد في إدارته على التخطيط يتميز بأنه يتمتع بالرؤية المستقبلية والتنبؤ بالأحداث في المستقبل قبل وقوعها والإعداد لهذه الأحداث للتعامل معها بكفاءة، بخلاف هذا المدير الذي يدير الأحداث أو المواقف عندما تقع. أي يتعامل مع الحاضر وما يفرضه الواقع دون النظر للأمام. إن مثل هذا النوع من المديرين هم الذين يديرون الأزمات والمشكلات عند حدوثها دون أن يكون قد سبق لهم التنبؤ بهذه الأزمات أو المشكلات، ومن ثم يفتقرون إلى الأساليب والأدوات المناسبة لمعالجتها، فضلاً عن احتمالات ارتباكهم وعدم قدرتهم على العمل الصحيح مع مثل هذه الأزمات والمواقف المفاجئة.