آخر تحديث: 28 / 11 / 2024م - 7:49 م

الشيخ الصفار.. عطاء يتجدد

مهدي صليل

حياة العلماء والمفكرين والمصلحين زاخرة بكثير من الدروس والعبر والفوائد، فهم منارة إشعاع علمي وإصلاح اجتماعي، وإلى جانب ذلك نجد الشحنات المعنوية والطاقة الإيجابية التي تدفع الإنسان إلى العمل وتمده بالحيوية.

لقد عايشتُ سماحة الشيخ حسن الصفار عن قرب أكثر من خمس وعشرين سنة، فوجدته متسماً بالحيوية والنشاط الذي لا يهدأ، فهو مَثَلٌ يحتذى في صفاته وأخلاقياته، وأنموذج في نشاطه وإنجازاته، ولعل المتابع له عن قرب يتحيّر إن أراد الكتابة عن شخصيته، فهو سابق للزمن في أفكاره وأطروحاته، كما هو في إنجازاته وأعماله، وكأن يومه يتفتق عن أكثر من أربع وعشرين ساعة!

ذات مرة التقيت الوجيه الحاج عبد الجبار أبو مرة في مجلس سماحة الشيخ، فصافحته وأثنيت على نشاطه وعمله، فأشار بيده إلى الشيخ وقال: يكفيني أن ألتقي بهذا الرجل، لأستمد منه الطاقة والنشاط.

إنه شعور يخالج كل من يلتقي بسماحة الشيخ الصفار، فما أن تجلس معه حتى يبادرك بالترحيب الذي يشعرك بالتقدير والاحترام وصدق المشاعر، ويسألك عن أحوالك ونشاطات مدينتك، ثم يحدثك عن آخر أخبار النشاطات الاجتماعية وما صدر من مؤلفات ويحثك على التعاون مع الآخرين، حتى أصبح ذلك جزءاً من شخصيته، وكما يقول الإمام علي «مَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ»

هذه السمة عند الشيخ الصفار شجعت كثيراً من الكتاب والمؤلفين أن يقصدوا مجلسه ويستفيدوا من تجربته، وهو لا يتردد في تقديم الدعم المادي والمعنوي للمؤلفين.

وقد رصد الأستاذ أديب أبو المكارم مجموع ما كتبه سماحته من مقدمات ضافية لعدد كبير من الكتب، بلغت 75 مقدمة، في كتابه «ظاهرة التقريظ والتقديم في الأدب العربي..الشيخ الصفّار نموذجًا»، كما تفضل سماحته بكتابة أكثر من 10 مقدمات بعد هذا الكتاب.

التأليف نموذجاً

وكنموذج لنشاطات الشيخ وعطائه المتجدد، هذا الكم الكبير من المؤلفات التي تعالج الواقع الاجتماعي، وتدعو إلى الانفتاح والتعايش، وتؤكد على بناء الشخصية الناجحة المؤثرة في المجتمع.

وخلال هذه السنة «2021» أصدر سماحته عدداً من المؤلفات القيمة، وهي:

1/ الرشد الاجتماعي.. رؤية قرآنية.

2/ إضاءات من السيرة النبوية.

3/ العمل التطوعي..تنمية الذات وقوة المجتمع.

4/ تربية الأبناء..استثمار أفضل.

5/ آفاق السمو الروحي.

6/ يقظة الروح..في تعزيز المناعة الروحية.

7/ شخصية الفرد..جدلية العلاقة بين الفرد والمجتمع.

8/ مكاشفة الذات..النقد الذاتي واجتناب الخطأ.

9/ تمكين المرأة..الفرص والتحديات.

10/ في التنمية الأسرية.

إن من اشتغل بالتأليف والمراجعة والتدقيق والتصحيح، ثم متابعة الحصول على تصريح وزارة الثقافة والإعلام، ومن ثم الطباعة، يدرك حجم الجهد الذي يبذله المؤلف إلى أن يرى كتابه النور.

نعم.. إن سماحة الشيخ الصفار لديه فريق يعمل معه، لكن ذلك بحاجة إلى حسن إدارة ومتابعة وسعة صدر، وهو ما وجدته عند سماحته.

لقد قرأت أغلب مؤلفات الشيخ، وقرأت فيها متابعته للأوضاع الاجتماعية وتحليل ظواهرها ومواكبته للمستجدات، والسعي الحثيث للإصلاح والتغيير، وهو ما قرأه كثير من المهتمين بالإصلاح الاجتماعي سواء داخل المملكة أو خارجها.

فحين زرت إحدى دور النشر في تنزانيا والتقيت صاحب الدار، حدثني عن أهمية كتب سماحة الشيخ في بناء الوحدة الوطنية ونشر ثقافة التعايش والانفتاح، مما شجع الدار على ترجمة كثير من كتب سماحته إلى اللغة السواحلية، كما نقل لي بعض قصص التفاعل مع تلك المؤلفات.

وعندما زرت جنوب أفريقيا قبل ثلاثة أشهر التقيت سماحة السيد أفتاب حيدر الرضوي، الذي حدثني كثيراً عن أهمية ثقافة الانفتاح والتعايش التي يدعو لها الشيخ الصفار، وكان يستعد حينها لنشر كتاب «التنوع والتعايش» باللغة الانجليزية، وبعد شهر تم بالفعل نشر الكتاب ولاقى رواجاً واستحساناً من الجهات الرسمية والشعبية.

نعم.. الشيخ الصفار عطاء يتجدد ونشاط لا يعرف السكون.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
تاروتي
[ تاروت ]: 6 / 10 / 2021م - 8:48 ص
قليل من كثير سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله
احسنت استاذ مهدي اقتباس هذه الشمعة من سيرة هذا العظيم
2
عاتكه الشبيب
[ صفوى ]: 6 / 10 / 2021م - 1:06 م
مقال رائع .
.يستحق هذا الرجل الشيخ حسن منا كل خير في كلمة طيبة ..في مقال .. في لفته .. الى انجازاته
3
قطيفة
[ القطيف ]: 7 / 10 / 2021م - 7:01 ص
خطر ببالي الثناء على كاتب المقال مهدي الصليل وعلى المكتوب عنه سماحة الشيخ الصفار ثم تراجعت السبب أنه من غير المألوف في مجتمعنا أن نقول للمحسن أحسنت ولكن المألوف أن نراقب من يتعثر حتى لو لم يكن كذلك والدليل ، تابع المواضيع التي فيها اثارة وإن لم تكن لها أهمية تجد المعلقين كثر بينما الحديث عن الانجاز وتشجيع المنجز ليس في قاموسنا والسلام