الضمير الغائب..بين ضمير اللغة وضمير الإنسان
تحدثنا اللغة ”العربية“ بالتحديد عن أنواع الضمير، وهيئة حضورها في كلامنا، متصلة ومنفصلة، فمن ضمير المتكلم والمخاطب والى الغائب الذي لا يحضر صاحبه. وبنفس المدلول والمعنى ياتي الضمير الانساني، تاما ومعلولا وناقصا وربما غائب عن الفعل والحضور والمشاركة ومنفصل كضمير اللغة، لأنه ببساطه لو اتصل لما جاز ان يكون غائبا
الضمير المتعلق ”بانا“ الانسان، وشاهدنا الداخلي والقاضي الذي يعيدنا لمنصة الاعتدال، ومنطقة التوازن، ويبقي على مشاعرنا حيه، ومتوقده بعض الأحيان، قد يغيب ويعتل وتنفصل مشاعرنا عن الإحساس بألم الإنسان الاخر في جوعه، وتعبه، وعن بؤسه وانكساره، وعن حزنه وكل الحرائق التي بداخله.
سا استوحي كلمات وجهتها عميلة لمجموعة ايفرجرند التي تواجه شبح الافلاس، وربما تعبر عن حال البعض ممن أصيبوا في تعاملاتهم اليومية الأسرية والاجتماعية والتجارية، وقد لا تكون بعيدة عن واقعنا، وحياتنا
عندما نمارس دورا ما، ونصيب ضمائرنا بالصدع ومن ثما بالتلاشي والغياب.
”يبدو أن ضمائركم أكلتها الكلاب، هل تظنون أن كسب الأموال أمر سهل علينا كمواطنين بسطاء؟ لقد بعنا كل شيء نملكه كي نشتري لديكم لأنكم كنتم في قائمة أكبر 500 شركة بالعالم، لو لم تعطوني مالي سأرمي نفسي من فوق البرج، لقد سرقتم كل أموالي“
الضمائر صوت احتجاج داخلي يقول ”انا هنا“، وصراخ من اجل الميل للخير، والانحياز للفضيلة، والاحساس بالاخرين، وإنزال النفس في ذات الموقع والمكانة التي يعاني فيها الاخرين تصورا وخيال، لأنه إذا غاب الضمير غاب الانسان وذهبت أخلاقه وقيمه. انه ايقونة القلق التي تطالب دائما بالعدل والإصلاح،
ولكي يبقى الضمير حيا وفاعلا فمن الضروري أن نتذكر الله، ونبقي وجوده في قلوبنا، لأن الضمير فطرة جوهرها الإيمان بالله وعدالته، وقدرته على الحساب