آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

في ذمة الشابي والجواهري.. ان الحياة صراع

برير السادة

الصراع مع الحياة جزء من الوجو، وانها بكل مافيها من بشر وتكوين ووجود في صراع دائم. تتباين اشكال الصراع تماما كما تتعدد دوافعه بين شخص واخر حتى في مكنونات الانسان ونوازعه الداخلية. ويضل الصراع تحديا من نوع ما على الانسان ان يواجهة بشجاعة وحكمة وان لا ينكسر ويستسلم للياس والاحبا، فمن الجميل ان تبتسم وانت تبتلع وجع الحياة وان تدرك ان رحمة الله اوسع من كل مافيها من تعب وصعاب. فالياس موت كما يرى ابو القاسم الشابي في قصيدته ”ان الحياة صراع فيها الضعيف يداس“ ولكن ليس كأي موت ”اليأْسُ موتٌ ولكنْ موتٌ يُثيرُ الشَّقَاءْ“

يبدو ان صراع الانسان مع الحياة يبدا مبكرا في صورة تحدي معرفي كما يرى الفرنسي جان بياجية ان الاطفال في سن مبكرة يجدون صعوبة في فهم وجهة نظر الاخري، لهذا يميل الأطفال إلى التمسك بوجهة نظرهم الخاصة التي ستصطدم بوجهة النظر الاخرى ويستمر ويتطور في اشكال مختلفة فمن تامين قوت الحياة والعلاج والتعليم الى الصراع الطبقي والمناطقي والايدلوجي وبين كل متناقضين حتى يصل الانسان في مسيرته صوب الاحسن والاكمل حتى ”الحركة الحضارية إنما تحقق مسيرتها صوب الأحسن والأكمل عن طريق الصراع المستمر بين النقائض فى عالم الأفكار“.

ولعلى اهم ركيزة في مواجهة التحديات هي الاستناد والركون للقوة العظمى المهيمنة على وجود العالم ووجود الانسان ”الله“ عبر مختلف الممارسات والطرق تماما كما تفعل الدول والحضارات في صراعاتها والناس في منازاعاتهم اليومية. وثانيها هي المعرفة التي قد تتوفر بالسؤال والاستشارة لكونها مؤثرة في تلطيف حدة الصراع وتقليل مخاوفة ومدته وامده. واخيرا التماسك الداخلي ومواجهة السلبية رغم صعوبة الموق، قد لا يبدو سهلا التحلي بالايجابية خصوصا مع طول مدة الصراع وضراوته فيتسلل الاحباط والياس لوجدان الواحد منا. تمسك بالامل واجعله بيد الله فالمستحيلات في عالمنا ليست كذلك في عالم السماء، وتذكر ان الحياة سجال تهزمك يوم وتغلبها يوما اخر وان تقلباتها كتقلبات الليل والنهار