إلى جنات الخلد يا أم صلاح
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة المرأة المؤمنة خادمة أهل البيت الحاجة نعيمة ”آمنة“ عبدالله العسكري ”أم صلاح“، ففقدانها يعد خسارة لخدام الإمام الحسين بالرغم أن الموت هو الحقيقة المطلقة في هذه الحياة وهو مصير كل حيّ ولا باقٍ إلا وجهه سبحانه وتعالى.
رحيل خادمة أهل البيت المرأة الصالحة ”أم صلاح“ كان صدمة لأحبابها ومحبيها وجيرانها ولا يوجد هناك قسوة أكثر من أن نسمع خبر وفاة أمرأة صالحة محبوبة الجميع، فيكون الخبر صدمة كبيرة لهم تؤثر في حياتهم ولا يستطيعون أن يفعلوا شيءٍ فهذه سنة الحياة، وأن الموت حق على كل إنسان إلّا أنّه مفجع ويترك ألماً وحسرة لا يمحى مع الزمن، ولا نملك إلا الدعاء لها.
اليوم تذكرت ذلك الوجع الذي كان قد التحفني عندما سمعت تغريدة خبر وفاة الرجل المؤمن خادم أهل البيت أخي وصديقي وجاري العزيز «أبا صلاح» حينما جاءتني مساء اليوم تغريدة مرسلة لي من أحد الأصدقاء فيها خبر وفاة الحاجة المؤمنة خادمة أهل البيت «أم صلاح»، فهذه تنهيدة المساء أصابتني موجة حزن اجتاحت قلبي وهربت حروفي من أمامي وسقطت دموعي وهكذا نكون عندما يخطف الموت من نعزهم.
أصبح كثيرا ما نسمع أخبار حزينة عن فراق الأحبة حيث أن الموت أصبح لا يفرق بين صغير وكبير، ليتركوا لنا ألم فراقهم التي تظل محفورة في ذاكراتنا ولا تمحيها الأيام، فكلما ذهبنا في أيام عاشوراء الى مجالسهم التي جعلوها لخدمة الإمام الحسين نتذكرهم ندعوا لهم متحسرين علي فراقهم، وإن الموت حق ولا يبقى لنا سوى حزن في القلب ودمع العين لمن كانوا معنا بالأمس فغابوا عنا دون رجعة.
الموت حق مطلق في هذه الحياة، لكنه لم يكُن شيئاً عابراً في حياة الإنسان فينساه، وعندما غيّب الموت الحاجة المؤمنة خادمة أهل البيت في يوم ذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين «السجاد» لم يكُن حلماً عابراً، دمعت عيناي لأجل تلك المرأة المؤمنة والجارة العزيزة، فسجدت أدعو الله تعالى لها بالمغفرة والرضوان، واسأله أن يدخلها في جنان الخلد مع من أحبتهم ونصبت العزاء لهم في كل عام «محمد وآله ».
ختاماً إننا نراهن جميعًا على قاضي الزمن لكن محكمة الحياة لم تنصفنا، رحلة المرأة المؤمنة ”أم صلاح“ خادمة أهل البيت رحلة صاحبة الإيمان الصادق والخلق الحسن وتركت لنا الآهات والحسرات، واستوطن الحزن من جديد في قلوب ذويها ومحبيها، فإلى روحها التحية والسلام ولذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.