آخر تحديث: 27 / 11 / 2024م - 7:32 ص

أثر الكلمة الطيبة

خديجة مكي آل جويل

تلعب الكلمة دوراً كبيراً في نفسيّة الشخص حيث تنعكس على أعماقه وتتبلور أبعادها إيجاباً، قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ [إبراهيم: 24].

فالكلمة الطيبة صدقة، وهي خير وبركة، فبها نفرح القلوب الحزينة، ونواسي النفوس العليلة، ونداوي بعض الجروح النازفة، ونساعد في شفاء بعض الخواطر المكسورة. فلهذا فالحثّ عليها كالحث على التصدّق ولو بالقليل؛ حتى لا يعود الفقير خالي الوفاض، وكذلك هي الحال حين نسمع الآخرين كلمة طيبة: ”اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ“.

فالكلمة الطيبة تبهج النفوس وتدخل على الناس الفرح والسُّرور، وهي لا تكلّف شيئاً، ولكنّ البعض للأسف بخلاء في قول الكلمة الطيبة للناس ويعتبرونها ثقيلة جداً في التلفّظ بها للغير.

فالكلمة الطيبة مفتاح لكلّ خير، وسبب في إصلاح الخصومات والبعد عن الكراهية والتخلّص من الضّغائن والعداوات في النفوس المتخاصمة والمتنافرة.

فكم من كلمة طيبة كانت سبباً في هداية الكثير من البشر إلى الخير والصلاح وعبادة الله، فهي تطرب الآذان وتطمئن لها القلوب، وتجعل المتلقي يتودّد لقائلها بل ويتقرّب إليه أكثر.

فكم من كلمة سمعناها فأسرت قلوبنا وتركت فينا أثراً طيّباً بل وغيّرت من أفكارنا الكثير نحو الإيجابيات.

فالابتعاد عن الكلام السّلبي الذي يوغر النفوس ويزيد طين المشاكل بلّة، ويزرع المشاحنات والبغضاء في قلوب الآخرين. وهذا ما يرفضه الشارع المقدّس.

فالكلمة الطيبة لها مكانة ووقع جميل في النفوس، وهي من أجمل الصّدقات التي نتصدّق بها على الآخرين. فمن أجمل وأسمى أخلاق المسلم هو إختياره في تواصله مع الآخرين للأسلوب الأجمل والكلام الحسن والابتسامة الصادقة وبشاشة الوجه.

إنّ الكلمة الطيبة بلسمٌ شافٍ نلتمس منه ملامسة أرواح الناس والعمل على إسعادها. قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة: 83].

فبالكلمة الطيبة نسعد نحن ومن حولنا، وندخل البهجة والسُّرور على الآخرين، والأجمل من كلّ هذا نكسب رضا الله عز وجل في الدنيا والآخرة.

ومن نتائجها أن صورة قائلها لدى الناس تكون صورة طيبة، وأخلاقه ممدوحة.

وهي بالإضافة إلى ذالك تحسن علاقتنا بالكثير من الأفراد، سواءً أ كنّا على معرفة بهم أم لا. كما اننا إذ نداوم عليها في أحاديثنا، ونشجع الآخرين على الحذو حذونا ونرغبهم في إختيار الكلمات الجميلة وبالتالي نشر الاحترام والألفة بين الكلّ دون استثناء.

ولهذا ينصح العلماء بالابتعاد عن الكلام البذيء والسّيء؛ لأنّ الكلمة في هذا المضمار كلمة حادة كأنّها السيف ويبقى أثرها السلبي في النفوس عقوداً من الزمن، ولهذا يقول لويس باستور:

”ضربة الكلمة أقوى من ضربة السيف“.

ونختتم بكلمة قالها يوسف زيدان في هذا الجانب: ”الكلمة الطيبة قد تفعل في الإنسان ما لا تفعله الأدوية القوية، فهي حياة خالدة لا تفنى بموت قائلها“.