عادت عجلة التنمية للدوران من جديد
ما أن عززت وزارة التعليم عودة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات لمقاعد الدراسة، إلا وانتقلنا معها نحن أولياء الأمور إلى مرحلة جديدة للف عجلة التنمية التعليمية الحضورية والتي توقفت ما يقارب العامين، بعيداً عن الدراسة في المدارس والحضور داخل أفنيتها..
مع التمسك بأخذ اللقاح والتحصين وبالاحترازات الوقائية للحفاظ على بيئة دراسية آمنة لأبنائنا الطلبة، والدولة حفظها الله ورعاها ممثلة في وزارات الدولة والجهات الحكومية «التعليم، والصحة، والمالية» وغيرهم، حرصوا كل الحرص، على جاهزية المدارس مزودة بالأدوات الوقائية، نظافة الفصول الدراسية، وتهيئتها لاستقبال الطلبة، مقياس درجة الحرارة، والكمامات، والمعقمات، واللاصقات التحذيرية والتوجيهية، حرصاً على أبنائنا وبناتنا..
ما قاله المعلمين والمعلمات، وأبنائنا وبناتنا الطلبة في كثير من الحوارات التي صرحوا فيها اليوم حول الدراسة الحضورية والدراسة عن بعد، والآثار المترتبة عليها..
الأستاذة ”فاطمة“ معلمة رياضيات للمرحلة المتوسطة وجهنا لها عدد من الأسئلة وعلقت:
كيف وجدتِ الدراسة عن بعد، وتأثيرها على المعلم والطالبة..؟
التعليم عن بعد أظهر إبداعات خفيه لدى طالباتنا وطلابنا السعوديين وأثبتوا جدارتهم وأصبح الطالب قادر على التعليم الذاتي وهذا إحدى أهداف الرؤية المباركة.
وكذلك المعلم أبدع وأبهر في استخدام التقنية الجديدة وهي منصتي وبرزت جهوده في استخدام التقنيات الحديثة وجميع البرامج التي ساهمت في توصيل المعلومة إلى طالب عن بعد.
هل صحيح أن استيعاب الطالبة في الدراسة الحضورية، أكثر..؟
ليس صحيح، لأن في تعليم عن بعد كان طالب معا ولم نشعر أنه بعيد إطلاقا، ونتائج الاختبارات دليل على ذلك.
أنتِ كمعلمة وولي أمر، كيف شَاهِدَتَيْ اهتمام قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في أزمة كورونا، حتى اليوم..؟
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هو الأب الحاني، فكلمة الأب تكفي عن مدى اهتمام الأب ب أبنائه المواطنين من بداية الجائحة إلى الآن، وكل هذا بإشراف ومتابعة من ولي العهد محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهم وسدد خطاهم.
”جمانة“ طالبة طب حديثة الدراسة في كلية الطب البشري، تقول بعدما كُنا نعيش قلق وتوتر الامتحانات الثالث ثانوي، ونحاول أن نحافظ على أعلى النسب والتوازن في معدل التخرج، لم يتسن لنا منذُ عامين أن نرى ونلتقي زميلاتنا وصديقاتنا في خارج أروقة المدارس، جاءت المرحلة الجامعية والتي كانت مفصلية، وأبعدت الكثيرات منا في تخصصاتهم الجامعية، ومنهم من غادروا المنطقة ليلتحقوا بتخصصات في جامعات أخرى ومدن أخرى..
تابعت ”جمانة“ حديثها وهي تَشْعُر بثقل المسؤولية الدراسية الجديدة، مع تخصص الطب البشري والذي كان حلم وطموح منذُ أن كانت طفلة، حتى واصلت اليوم طموحها وبلغت مجد الحلم ليصبح واقع..
”تقول“ إنني أمام مفترق طريق، وطريق طويل لمرحلة جديدة من حياتي، في تخصص أحبه وأعشقه، وسوف أواصل تعليمي فيه لأصبح استشارية جراحة بإذن الله، وكل دعواتي بأن كل المجتهدات زميلاتي وفقن في الوصول لرغباتهم الجامعية، وبداية موفقة وفألهم النجاح يا رب..
حاولنا نسأل ”جمانة“، لو لم يكن حصلت على فرصة القبول في هذا التخصص ”الطب البشري“ ماذا سوف تدرسين..؟
أنا شغوفة بالطب ولن أتنازل عن دراسته، ولو لم يحصل أدرس وأُقبل في الجامعة، سوف أطلب من والدي ابتعاثي للخارج، أو الدراسة على حسابه الخاص، وهو وعدني بذلك ودعمني مع والدتي لمواصلة حلمي لو كان في دولة أخرى، فأنا أحبهم لأن حبهمُ ودعمهم هو الذي أوصلني اليوم لما أنا عليه..
أدعو لنا بالتوفيق وأن تتيسر دراستنا الطبية، ونتخرج لنرفع مكانة وطننا الغالي بين مصاف دول العالم، بجهودنا حنا بنات الوطن..
حاورنا الطالب ”نواف“ وهو متأفف ومنزعج جداً لعدم قبوله في تخصص ”الطب البشري“، والذي كان طموحه وحلمه منذ الصغر أيضاً..
يقول ”نواف“ أنا حصلت على رغبتي الثالثة في الدخول للجامعة وهي تخصص ”صيدلة إكلينيكة“ وكُلي أمل الحصول على رغبتي الثانية وهي ”طب الأسنان“ حيث أنني منذ الصغر وأنا أجتهد وأدرس وأتعلم، وحتى أنني نسيت العالم الخارجي والتواصل الأسري لأجل تحقيق حلمي وطموحي، ورغبة والداي، ولكن لم يحصل..
هل ستقبل الدراسة في تخصص ”الصيدلة الإكلينيكة“ وتواصل للتخرج، لو لم تحصل على رغبتك الأولى وهي الطب..؟
تابع ”نواف“ حديثه.. بأنني سأحاول دراسة السنة الأولى التحضيرية للحصول على أعلى معدل ونسبة تؤهلني للترقي والوصول لرغبتي وهي ”دراسة الطب“ والتخرج كطبيب - بإذن الله - لخدمة ديني ووطني ومليكي، وحنا الشباب اليوم الحقيقة شغوفين بالدراسة ومحبين للعلوم، فمن الأكيد أن حنا راح نكمل الدراسة الجامعية، ونحصل على تخصصنا لو بعد حين رغم صعوبة هذه التخصصات، ومتطلباتها الجدية..
كيف مَرَّتْ عليك فترة الدراسة الثانوية وأنت تدرس عن بعد، وفي فترة عصيبة من انتشار فيروس كورونا كوفيد 19“..؟
الحقيقة كُنا نعيش القلق والتوتر وعلي أعصابنا طيلة العامين الماضين، مطلوب منا أعلى نسبة ومعدل تحصيلي يؤهلنا للتخصص اللي حنا نبيه، ومع هذا الدراسة صارت عن بعد والامتحانات عن بعد، وللأسف الشديد زاد من وضع القلق أكثر وأكثر، عشنا ما بين الخوف من الإصابة، والخوف من نزول وانخفاض المعدل والنسبة..
حدثنا يا ”نواف“ عن زملاؤك، وكيف وجدت الدراسة الحضورية اليوم، وبدأ عام جديد ومرحلة جديدة من عمرك..؟
الحقيقة أرى الدراسة الحضورية، أمتع وأفضل بكثير من الدراسة عن بعد، حيث أننا نعيش جو دراسي واقعي ونلتقي الأصدقاء، ونتعلم بسرعة، وبسهولة لو توجد أي معلومة غير مفهومة، المعلمين يبادرون وأمامنا يشرحون مرة واثنين وثلاث، وغير كذا الدراسة عن بعد حبستنا في المنازل كثير، وبخصوص أصحابي مشتاق للقياهم في مرحلة جديدة من أعمارنا اليوم وهي الجامعة..
عودة الطلاب والطالبات لمقاعد الدراسة، حيث إن جزء منهم لا زال يقبع تحت مظلة الدراسة عن بعد كالمرحلة الابتدائية، وحتى بعض الطلاب والطالبات في مراحل المتوسطة، والجزء الآخر يدرسون عن بعد وحضوري، مقسمة حسب ما أقرته وزارة التعليم، وحسب السعة الطلابية في فصول الدراسة..
أما عن أولياء الأمور فكان الحديث مختلف تماماً، حيث إنهم واقعين بين حيرة، يتمنون الدراسة الحضورية ولكن خوفهم على أبنائهم وفلذات أكبادهم حالت بينهم وبين الدراسة، حيث بعض منهم لم يُحصنوا أبنائهم وبناتهم باللقاح، ومع ذلك يرون أن الدراسة الحضورية فيها تنظيم للطالب أكثر، وتعليم أكثر، وبيئة المدرسة جاذبة علمياً..
حيث أن الدراسة من المنزل، راحة وأمام أسرتك ومنزلك، ووقتك ملكك، ولكن لا يشعر الطلاب كما يشعرون بداخل المدرسة، والمعلم يشرح الدرس، والمعلمة تسأل وتحاور بناتها الطالبات، والوقت الطويل الذي يعيشه الطلاب في المنزل أطول، حتى أصبحوا يعيشون الملل والطفش، وطول الوقت، ولكن مع وجود المدرسة سوف تصبح الحياة أكثر تنظيماً، وحيوية، وتنموية..