إطعام الطعام على حب الإمام الحسين
لا زال في مجتمعاتنا نحن الشيعة التسابق وتفاوت الاختلاف في تقديم الإطعام للمآتم والمواكب والعمل على المضائف فعن الرسول الأكرم محمد ﷺ قال من أحب الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله، دخل الجنة، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله خلده في النار، ثم قال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط.
من أبرز مصاديق محبة الحسين هو الإطعام في المآتم ولزوار الإمام الحسين وتأمين أسباب الراحة لهم، وتشجيعهم على حضور مجالسه وزيارته، وبما أن الإطعام يعد من الشعائر الحسينية، فلا أحد يحتج على تقديمه في المأتم قطعا بلا دليل شرعي، ولكن نقول باختصار إن الإطعام يقع في كل ما يطعم حتى الماء، قال رسول الله محمد ﷺ في ماء زمزم «إنه طعام طعم وشفاء سقم».
وبما أن الإطعام على حب الإمام الحسين مهم، خاصة في بعض المجتمعات كالمآتم، بسنده عن عمر بن علي قال: لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان الإمام علي بن الحسين يعمل لهن الطعام للمآتم ويقدمه بنفسه، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في غير موضع، فهو بشكل واضح على التعاون والألفة وإظهار وحدة الكيان، وقد ورد في القرآن الكريم عدة آيات تحث على الإطعام، منها قوله تعالى: ﴿قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم﴾ هذه الآية تقتصر على تأكيد اتصاف الله بإطعام الطعام لمخلوقاته ورزقهم، ولعلى ذلك إشارة إلى أن أقوى حاجات الإنسان في حياته هي حاجته إلى لقمة العيش لتقوي على بعض الأمور، كما يقال، وهذه اللقمة هي التي تحمل الناس على الحضور في المآتم والمواكب، ومنها قوله تعالى: ﴿أو إطعام في يوم ذي مسغبة﴾ المسغبة من سغب على وزن غضب وهو الجوع، والجياع موجود في المجتمع المؤمن وغيره، فإن إطعام الجياع من المؤمنين في المآتم والمواكب هو دائما من أفضل الأعمال في سبيل حب الحسين .
الإطعام في المآتم والمواكب من الأمور التي حث عليها الرسول الأكرم ﷺ كما نقل لنا الباحثون والمحدثون من العلماء في ذلك الروايات المتواترة عن أئمة الهدى ، ونجد هذا التشجيع على الإطعام في كتب المذاهب الأخرى أيضا، ومنها عن يونس بن عمرو، عن أبيه قال: قال بعثت أمرأة الحسين بن علي إليه: إنا قد صنعنا لك من الطعام طيبا، فانظر أكفاءك فأتنا بهم، فدخل الحسين المسجد فجمع السؤال الذي فيه والمساكين، ودخل الحسين على امرأته فقال لها أعزم عليك لما كان لي عليك حق أن لا تدخري طعاما ولا طيبا، وأن يكون الإطعام معتدلا بأن لا يوصل لحد الاسراف، لقد حث الإسلام على الاعتدال في الأمور كأساس للنظام الاجتماعي ولقد بينت الآيات القرآنية ذلك في قوله تعالى: ﴿وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا﴾ ولذا نرى الجميع يسعى للمشاركة في إحيائها والتنوع في تقديم الطعام في خدمة أبا عبد الله الحسين، بما يكفل ديمومة إحياء الشعائر الحسينية وتلبية أحتياجات ومتطلبات، الزوار ومقيمي العزاء لسيد الشهداء ، لذلك تنوعت الأسباب في الإطعام، فقد يكون جماعيا عن طريق المآتم والمواكب التي يشترك فيها أكثر من واحد، كل حسب استطاعته ومهاراته، أو إطعام فردي بحيث تسعى كل عائلة بما لديها من إمكانيات لخدمة المآتم والزوار للإمام الحسين .
فالإطعام الحسيني رسالة من أتباع الحسين إلى العالم كله، ولسان حالها سنبقى على العهد وسنقدم الغالي والنفيس عشقا وحبا لأهل البيت ، ولإعلاء كمة الحق على الباطل، والنصرة المظلومين في كل العالم.
والله ولي التوفيق،،