عروس خارج حفل الزفاف..؟؟
قال تعالى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾
في زمن قل فيه الوفاء ويندر فيه العطاء فاجئت عروس محبيها قبل أن تتوجه إلى حفل الزواج بالحضور إلى باب منزل صديقاتها قبل لحظات من زفافها في موقف صادم للجميع وأولهم الزوجة وبناتها الكريمات والذين تعذر حضورهم إلى هذا الزواج نظرا لظروف الجائحة «ومرض كورونا» الذي لم يترك للفرح والحزن مكاناً في حياتنا بعدما تعذر علينا حضور أغلب مناسبات الأحبة.
وسجلت العروس بذلك موقف كبير ورائع جدا قلما تجد له نظير خاصة في هذه الأيام حيث قامت بزيارتهم لتسلم عليهم عند باب منزلهم ملتزمة بكل الاحترازات الصحية.
لتترك لنا املاً في أن الوفاء لا يزال حيا، والعطاء ينبض بكل الحب للأقارب والأخوة والأصدقاء لتسجل بذلك موقف يدرس للأجيال مستقبلا فأين نجد مثل هذه المواقف الكبيرة في حياتنا الآن.
وهذا إنما يدل على حسن تربيتها ومعدنها الأصيل والذي وضح فيه حبها للخير وحفظها للود الذي جمع بينها وبين صديقاتها الذين قضوا معها أجمل الأوقات قبل يوم زواجها.
ورغم أنها سوف تعذر لو لم تقم بزيارتهم نظرا لظروف إصابتهم بالمرض ولانشغالها هي بليلة الزفاف التي تنتظرها كل عروس بفارغ الصبر والشوق، إلا أنها أبت إلا أن تقدم للجميع نموذج حي في حسن التعامل وحفظ العلاقة بين الأصدقاء في موقف ديني وإنساني نبيل بالحفاظ على مثل هذه العلاقات التي يحبها الله ورسوله فيما بيننا حتى في أصعب الأوقات وأحلك الظروف حيث يروى في الحديث عن الإمام الحسن «من كمال عقل المرء حفظ ود الاخوان». وفي حديث آخر «التودد إلى الناس نصف العقل».
وبذلك تقدم لنا هذه المواقف دروس نموذجية في كيفية التعامل والتواصل والسؤال عن الأحبة والأخوة والذي يفتقده الجميع في هذه الأيام لتقول لنا حتى وإن كنا في وضع حرج للغاية لا يمكن أن ننسى أخوتنا وأحبتنا.
ونحن نقابلها بالتحية والتهنئة ونقول لها ألف مبروك هذا الزواج السعيد ولكي منا ولوالديك جزيل الشكر والامتنان ومن الأخوات والصديقات كل التقدير والاحترام ودامت لكم الأفراح والمسرات.
وبالرفاه والبنين.