للقائمين على المآتم الحسينية ألف تحيّة
لا يختلف اثنان على أن القائمين على الحسينيات والمآتم قد بذلوا في عاشوراء هذا العام جهودًا استثنائية وتحمّلوا أعباءً كثيرة ومسؤوليةً كبيرة من خلال الالتزام بتطبيق جميع البروتوكولات الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا، وهذا لا ينفي أنهم في الأعوام السابقة كانوا يبذلون جهودًا كبيرة؛ إلا أنهم في ظل هذا الوباء بذلوا جهودًا مضاعفة ولافتة للعيان.
فبتوفيق من البارئ عزّ وجل، وبفضل جهودهم وعملهم الدؤوب، وجهود الكوادر المُخلِصة، وبفضل تعاون المستمعين تكلّلت تلك الجهود بالنجاح؛ حيث تم تطبيق البروتوكولات الصحية على الوجه المأمول.
فمهما نثرتُ من عبارات الشكر والثناء والإشادة والإعجاب فلن تفيكم حقكم وقدركم.
كما أود الإشادة هنا بالمستمعين الكرام حيث أسهم وعيكم الراقي في تحقيق هذا النجاح؛ لقد أثبتم أنكم مجتمع حضاري يتسم بالنضج والإدراك، كما أنكم أثلجتم قلب رسول الله ﷺ وقلب أمير المؤمنين وقلب الزهراء عليهما السلام بحرصكم الشديد على إحياء الشعائر الحسينية في ظل الظروف الصحية الصعبة وقد برز ذلك جليًّا من خلال تواجدكم المبكر في الحسينيات والمآتم، كما أُشيد بتفاعلكم القوي وبعاطفتكم الجياشة تجاه فاجعة الطف الأليمة.
جزى الله القائمين على المآتم الحسينية أفضل الجزاء، وجعل جهودهم في موازين حسناتهم يوم تخفُّ فيه الموازين، وهنيئًا لهم هذا الشرف وهذا التوفيق المتمثل في خدمة سيد الشهداء سلام الله عليه وفي إحياء الشعائر الحسينية التي هي من أعظم النعم الإلهية على الإنسان.
أسال العلي القدير أن يعيد علينا موسم عاشوراء ونحن في حال أفضل من هذا الحال، وفي ظروف أفضل من هذه الظروف، وأن يرزقنا في الدنيا زيارة الحسين وفي الآخرة شفاعته إنه سميعٌ مجيب.