آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 9:58 م

التعالي على الاخرين

صالح مكي المرهون

لابد للمؤمن بأن يكون متواضعا يعامل الناس بمعاملة الاسلام ويكون ذو اخلاق حسنة مع الاخرين من الناس، اخي وعزيزي المؤمن من تواضع لله رفعه ومن تكبر وتجبر وضعه، اذا الناس لاتقاس بالمظاهر ولا بالمال ولا بالتكبر والغرور ورفعة النفس.

الناس تقاس بالاخلاق الحميدة والمعاملة الحسنة والتواضع، هناك صورتان محرمتان: الغرور والثانية تحقير النفس.

فالإنسان جبله الله حب الرقي وحب الكمال والانتقال بالنفس إلى أفضل الأوضاع داتيا واجتماعيا.

فالإنسان عندما يغلب عليه الشيطا ويضعف دور عقله ومصداقيته يصور نفسه بأكبر من صورتها فيدخله الغرور والتكبر والتجبر والتعالي على الاخرين، فهذا يسمى غرور والغرور حرام.

كما أن تحقير النفس يقتضي عدم الثقة برحمة الله وإهانة وأذى للنفس، وهذا ايضا حرام، لذلك أمر التزكية متروك إلى الله سبحانه وتعالى.

وعلى العبد المؤمن العمل ليرضي الله عز وجل، فالغرور والتجبر والتعالي على الأخرين مرض نفسي يصاب به الإنسان إذا ما عجز عن الارتقاء بنفسه بالطرق المشروعة، بمعنى إن الإنسان يحتاج ان يكون عظيما في نفسه، لابالتجبر والغرور بل بالطرق المؤدية إلى ذلك. منها الواقع الأخلاقي والتعامل الحسن والتواضع، وصفات واقعية في الحياة توجب أن يكون هذا الإنسان عظيما وفق مقاييس المجتمع، ووفق مقاييس الذات، فمثلا مهندس في مجال مادرس الهندسة وقام بأبحاث عالية المستوى وتجارب جديدة وابدع في مجاله فأصبح مهندسا عظيما.

هذه العظمة واقعية وأخلاقية، لأنه سلك الطرق المعروفة والمشروعة ووصل الى مستوى مرموق في نظر امثاله من الناس، فهنا حقق عظمة واقعية وأخلاقية، فعليه بأن لا يتعالى ويتجبر على الأخرين من الناس، بل يمضي في عمله بخدمة الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم بحسن الأخلاق الحميدة والمعاملة الحسنة، فهنا الرجال تقاس بما ابدعوا في مجال عملهم بالأضافة إلى أخلاقهم وتواضعهم والقلوب التي تحملها والأعمال التي تصدرها وقضاء حوائج الناس والتعامل الحسن، فمن حمل قلبا سليما واصدر عملا نبيلا وتخلق خلقا حسننا وجميلا، كما أمره الله والأسلام، فذلك الرجل الذي يحمد ويعظم.

فإن هذا الرجل وامثاله من صفت سرائرهم وخلصت نيتهم وعقيدتهم، فلو أقسموا على الله لأبرهم، فيا أيها الإنسان لاتتغير بتحصيلك ولا بما ابدعت ولا بمالك وبمستواك الذي كلها ترفعك وتجعلك بأن تهميش الأخرين من الناس، فعاملهم معاملة الأسلام، فلا تغتر بمالك ومكانتك ومستواك وتجبرك وتسخرها على البسطاء والضعفاء المتواضعين الذين يحملون نفوسا عظيمة، فالمتواضعون لله فإنهم عباد الله المخلصين المقربون وجنده المؤمنون المخلصون لايرد لهم دعاء ولا يخيب لهم رجاء، ﴿إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون .

فيا ايها الإنسان حاول قدر ماتسطيع كسب مودة الأخرين من الناس من خلال التواضع والتعامل الحسن ولأخلاق الحميدة التي أمرك الله بها في الإسلام وتعلمتها من رسول الله «صلى» وأهل بيته ، من لين الجانب وخفض الجناح وأشعارهم بمكانتهم وتقديرك واحترامك لهم وعدم التعالي والتجبر عليهم لأي سبب من الأسباب كان.

أشعرهم بأنك مثلهم، أجلس حيث يجلسون ولا تشعرهم بأنك أفضل منهم، تخلق بأخلاق الأسلام وتواضع فإن التواضع من شيم الرجال المؤمنين، كما يفعل رسول الله ﷺ مع اصحابه اذا جلس معهم كأنه مثلهم وهو أعظم الخلق على العباد وسيدها، أنظر الى الناس بما يحسنون لا بما يسيئون وأعرف قيمتهم من خلال ذلك.

قيمة كل أمرئ مايحسنه، تنافس معهم في فعل الخيرات فهو مضمار السباق والعمل في رضا الله، وعاملهم بماتحب أنهم يعاملوك به وكن أفضلهم في تقواك وعلمك وعملك، «لافضل لعربيا على عجمي الا بالتقوى».

أن التكبر والغرور ايها الإنسان مرض نفسي حرمه الله في الإسلام، فلا تكن مثل ابليس حين أمره الله أن يسجد لأادم فرفض أن يسجد، أتجه لله سبحانه وتعالى فهو الذي يشرف ويفاضل ويكرم المؤمن المتواضع.

اللهم لاتجعلنا من المتكبرين المتجبرين واجعلنا من المتواضعين المخلصين لله ولرسوله الكريم ﷺ.