ذكرى عاشوراء فرصة العطاء لدى المؤمنين
عيش المحموص سيد التقديمات
لذكرى عاشوراء التي تأتي مع دخول الأيام الأولى من شهر محرم الحرام في العام الهجري، وعندما نلملم ذاكرتنا سنجد أن هذه المناسبة على الرغم من مأساويتها، إلا أنها تدعو إلى تغيير البرنامج الحياتي السائر طوال العام، وتقلبه رأسا على عقب.
الحزن عنوان كبير يسود جميع البقاع في هذه المناطق الشرقية من المملكة العربية السعودية، كأي واحد من المجتمعات الشيعية في العالم، مع وجود خصائص تتصف بها هذه المنطقة،
وددت هنا أسجل بعض الذكريات وبعض الاختلاف مع بعض ما كتب عن برامج تقديم الطعام في المنطقة.
إذا تخطينا سلوك وقوانين هذا العام فسنلاحظ أن شهر محرم الحرام عندما يحل علينا، تصطبغ حياتنا بالحزن، ويتجه الكثير من الشباب والشابات للتطوع وتقديم خدماتهم للمآتم، فمن عمل ترتيب هذه المآتم، والعمل الإعلامي والتصوير، إضافة إلى المساهمات الخدمية في المآتم، ومنها تقديم الطعام والشراب لكل الناس الذين يؤمون المآتم.
فكل المنطقة بجميع تنوعاتها تقدم الطعام والشراب بلا استثناء، والعيش والإدام على أنواعه
وهنا أود تسجيل ملاحظة على بعض من تفضلوا بالكتابة والحديث عن عيش المحموص، فبعضهم شطح في الخيال كثيرا.
خلاصة القول نحن كجيل لم نعرف متى بدأ طبخ المحموص، وفي أي قرية، والمتوقع أن ذلك كان سائدا في منطقة القطيف والبحرين، وإذا كان هناك تفرد لتاروت هذا لا يعني أن المحموص لم يكن في بقية القرى، ولانستطيع الادعاء بأن هذه الطبخة تاروتية 100%.
ما ينقله الآباء أن المحموص كان يطبخ بالسمك والروبيان، أكثر من اللحم والدجاج، والسبب في ذلك، هو توفر السمك ورخص سعره، وكان سمك السبيتي والهامور يتسيدان طبخ المحموص، حيث أن سعره لا يزيد عن خمسة ريالات في ذلك الوقت.
بالخصوص اذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الدجاج كان شحيحا ولايدبح الا لشخصيات كبيرة جدا، فالدجاج كان محليا ومخصصا لإنتاج البيض.
هذا من جانب، من جانب آخر فيمكن القول أن عيش المحموص يحمص بصله ليلا، ويركب في الصباح الباكر، وقد أكلنا عيش المحموص في الصباح الباكر في مأتم حسينية القلاف بالحوامي، والفردان بالنجيمة، وكذلك في منطقة الوقف.
وقد حافظت الأجيال على هذه العادة فلو صادف أن كنت في جزيرة تاروت تستطيع أكل عيش المحموص عند السابعة صباحا.
ما نود إيراده أن جزيرة تاروت تصحو باكرا خصوصا في السنوات القديمة، فهناك بعض المآتم تبدأ قراتها بعد صلاة الفجر مباشرة، وهناك مأتم حافظ على هذه العادة لأكثر من 60 عاما، واتوقع انه لا يزال مستمرا لهذا اليوم، ومن المؤكد أن هناك مآتم أخرى لم اضطلع على تفاصيلها.