سَمَوتُ بِعَلِي
سَمَوتُ بِعَلِي
سَمَوتُ وعَقلي تسامَىٰ مَعي
وإنّي أُباهِي بِما أَدَّعِي
يَقِيناً إلىٰ حَيثُ وَحْيِ الخُلُودِ
وَوَحيٍ بِصَوتِكَ فِي مَسمَعي
جَرَىٰ في دَمِي حَيثُ كُنتُ جَنِيناً
نَسِيماً تَدَفَّقَ في أَضلُعي
وَرِثتُ الوِلايَةَ مِن والِدٍ
وَأُمٌ سَقَتني الوِلا كَي أَعِي
فَصِرتُ وِعاءً لِحُبِّ الوَصِيِّ
وَصارَ الهَوىٰ في الجَوىٰ مَرتَعي
وَرَعياً لِيَومِكَ يَومِ الغَدِيرِ
وَفَخراً لِأَرضِكَ مِن مَنبَعِ
عَشِقتُ الحَياةَ وَأَحبَبتُها
بِما شَعَّ مِن نُورِكَ الأَروَعِ
يُنادِي بِخُمٍ نَبِيُّ الهُدىٰ
هَلُمُّوا فَثَمَّةَ وَحيٌ مَعِي
إِذا لَم أُبَلِّغ فَإِنِّي مَدِينٌ
لِدِينِ الإِلٰهِ وَلَم أُشْفَعِ
بِأَمرِ السَّماءِ تَوَلَّو عَلِياً
فَمَن كُنتُ مَولاهُ فَلْيَسْمَعِ
فَإِنَّ الإِلٰهَ يُوالِي المُوالِي
وَمَن فِيهِ غِلٌّ عَصِيٌّ دَعِيّ
تَوالَو كَأَسرابِ نَحلٍ وَكُلٌّ
يُبَخبِخُ لِلفَارِسِ الأَنزَعِ
غَدَوتَ أَمِيراً عَلَينا جَمِيعاً
فَنِعمَ الأَمَيرُ الفَتَىٰ الأَلمَعِيّ
ولكنّ حِقداً بِتِلكَ النُّفُوسِ
أَبَتكَ أميراً وَلَمْ تَقنَعِ
وقالوا بِأنَّ الوَليَّ النَّصيرُ
"علىٰ وَزنِ "عَنْزٍ وَلَو يُقْلِعِ
سُلِبتَ الخِلافةَ حَيثُ القُلوبُ
بِأضغانِ بَدرٍ بِمُستَنقَعِ
فَجُرِّدتَ مما حَباكَ الإلٰهُ
وظُلماً تَعدَّت ولَم تُردَع
فماذا يُضيرُكَ لَو حَجَّبوكَ
فهل تُحجَبُ الشمسُ بالبُرقُع
ولا يُنقِصُ التِّبرَ أن يَستُرُوه
فأنت الحقيقةُ لم تُطبَع
فَلَولا عليٌّ وسَيفُ الفِقارِ
لَما كان للدِّين مِن مَرجِع
فقد كان ظِلاًّ لِشَخصِ النبيِّ
ولَم يَغفُ يوماً ولَم يَهجَع
تَعالَيتَ مِن فَرطِ ما قد حُبِيتَ
مِن المَكرُماتِ ولم تَمنَع
فيا أيُّها الوِترُ في الكائنا
تِ خَلقاً إلى الآنَ لَم تُشفَع
ويا أوَّلَ المؤمنين العِظامِ
مِن الساجدينَ ومِن رُكَّع
نَصَرتَ النبيَّ وغيرُك واهٍ
وأَرخَصتَ نَفساً ولَم تَجزَع
فَأنت القَسيمُ بِدارِ الخُلودِ
وفَصلُ الحَقودِ من المُولَع
بِصَكٍّ تُجِيز اجتِيازَ الصِّراطِ
إلى المُخلَصينَ مِنَ التُّبَع
ويا صاحبَ الحَوضِ يَومَ الوُرودِ
أميناً على شَهدِه المُترَع
فَمن باتَ في المَهدِ حتى نَجَىٰ
رسولُ الإله من المَصرَعِ؟
ومَن ذا ثلاثا يَبِيتُ خَمِيصاً
لِيُطْعِمَ ذا حاجةٍ مُدقِعِ؟
ومن أذهبَ الرِّجسَ عنه الإلٰهُ
وباتَ مِنَ العالمِ الأَرفَع
فَأيُّ العُقولِ تُحِيطُكَ سِرّاً
وأنتُ المُحيطُ بِلا مَوضِع