العطاء العلمي للإنسانية.. المهندس السيد فاضل الصايغ أنموذجًا
ساهم العلماء بشكل كبير في تطور الحضارة الإنسانية على جميع الأصعدة؛ نتيجة استخدام المنهج العلمي الذي يتكون من سلسلة من الخطوات وهي: الملاحظة، الفرضية، التجربة، الاستنتاج، التكرار. وازدادت أهمية علماء الطب بالتحديد في الأزمنة التي تنتشر فيها الأمراض والأوبئة.
كانت الأمراض والأوبئة في الزمن الماضي تفتك بالصغار والكبار، فقد قتل الجدري خلال القرن العشرين 300 مليون إنسان، «» وبالنظر إلى الموت الأسود أي الطاعون فقد تسبب في إبادة ثلث سكان أوروبا خلال القرن الرابع عشر الميلادي، «» وعندما ننتقل إلى فيروس الأنفلونزا الإسبانية فنلاحظ أنه قضى على أكثر من 50 مليون إنسان خلال سنتين فقط، وللمقارنة فإن هذا العدد يفوق عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى. «»
لقد أثبت العلماء نجاحهم في اكتشاف مسببات هذه الأمراض وقاوموها بالأدوات العلمية، مثل استخدام المضادات الحيوية واللقاحات، وكانت النتيجة واضحة إلى الجميع، في التقليل من الوفيات التي سببتها هذه الأمراض، وتحسين نوعية وجودة الحياة؛ مما كان له انعكاسات إيجابية على زيادة متوسط عمر الإنسان، وفي الوقت الحالي أصبحت هذه الأوبئة من الزمن الماضي.
قد يندهش المرء عندما يعرف أن البحث في مسببات الأمراض ومعرفة طبيعتها، يرجع تاريخه إلى عصر الطبيب اليوناني أبقراط «Hippocrates» على الأقل، في القرن الخامس قبل الميلاد. والذي قام باستخدام المنهج العلمي في معرفة أسباب مرض الصرع، وإخراج الطب من أنظمة الفكر السائدة آنذاك في عقول الناس إلى الحالة العلمية. «»
وفي الوقت الحالي، نحن أمام شخصية علمية، تميزت بالعطاء العلمي. فعندما لاحظ المهندس السيد فاضل الصايغ ظهور فيروس كورونا، قام بتكريس علمه كحال بقية العلماء؛ من أجل خدمة الإنسانية. حيث قام بتصميم وتصنيع جهاز في فاب لاب مستقبلي، خاص بالتنفس الاصطناعي ويمكنه توفير الأوكسجين لتنفس المرضى، ومساهمته في علاج المصابين بفيروس كورونا. «»
واقع الأمر أن المهندس السيد فاضل الصايغ كان أحد العلماء المخترعين ويتميز بذكاء حاد، ولو امتد به العمر قليلا لشاهدنا تطورات تقنية مدهشة على هذا الجهاز؛ مما سوف يساهم في إحداث قفزة نوعية في المجال الطبي.
كان المهندس السيد فاضل الصايغ شغوفًا بطلب العلم منذ الصغر، وقد حاز على درجة البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة ولاية بنسلفانيا، التي تصنف ضمن أفضل الجامعات على مستوى العالم. ومن الواضح أن شخصيته تتميز بخاصية استثنائية في حبه إلى التواصل العلمي وبذل العلم للجميع. حقًا لقد كان أنموذجًا حقيقيًا في العطاء العلمي. فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.