آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

عقول تحتاج إلى لقاح

عباس سالم

يبدو أن عقول الرافضين للأخذ بالأسباب من عدوى وباء كورونا والإلتزام بالاحترازات الوقائية تحتاج إلى تلقيح، لكي تغطي الثقافة الصحيةعقول الكثير من الناس، ويتخلون عن هوس التخيلات الغير عقلية ولاعلمية التي تجعلهم يقبلون بأخطار الوباء مقابل التخلي عن الوقاية منه!

الاستهتار بالأسباب المؤدية إلى الهلاك وعدم الإتعاظ بما نراه أمام أعيننا من حوادث، فربما يقع حادث مروري مروع أمام عينك بسببالسرعة الزائدة، وترى فيه المصابين وربما الضحايا ممددين على الأرض، فنقف محوقلين من هول الحادث وما أن نركب سياراتنا لمواصلةالمشوار إلا ونعود إلى تهورنا في القيادة وكأن شيءٍ لم يحدث ولا يمكن له أن يتكرر!

حملة التوعية التي قامت بها وزارة الصحة في الوطن الغالي بنشر ثقافة الوقاية من خطر فيروس كورونا لم تأتي من فراغ بل لمعرفتها بخطره، وإن خطتها منذوا بداية الجائح كانت محكمة وناجحة في مواجهة الوباء، الذي جعلتها من أوائل الدول رقياً في تعاملها مع الجائحة وحمايةمواطنيها منها، كما عملت بكل ما لديها في سبيل توفير اللقاحات ضد فيروس كورونا، وحث الناس بالمسارعة في اخدها لحمايتهم منمضاعفات الإصابة بالوباء.

الوباء موجود ولا زال يحصد أرواح الناس، فالأرقام المتصاعدة للوفيات والمصابين بفيروس كورونا بين مختلف فئات المجتمع في منحنىتصاعدي بالرغم من تحذيرات المختصين في وزارة الصحة بأن الفيروس أصبح أكثر شراسة من سلالاته الأولى فحذروه، لكنه للأسف أنحالات الاستهتار بالتجمعات في المولات والأسواق وفي المزارع والإستراحات وفي بعض المناسبات الإجتماعية موجودة، الذي سوف يدفعفاتورتها الناس الأبرياء الذين ربما يصابون بالوباء، وهذا يكشف حالات الجهل بمعنى الوباء عند الكثير من الناس في المجتمع.

العودة القوية للإصابات والوفيات بين عموم الناس من الموجة الثالثة تبدوا طبيعية طالما لم يُعمَل بالاحترازات الوقائية وأهمها لبس الكمامة، التباعد الاجتماعي، وعدم المصافحة، وطالما أن الكثير من الناس عادوا لحياتهم الطبيعية، وكذلك عزوف البعض بعدم أخذ اللقاح المتوفر فيالمراكز الصحية والكثير من الأماكن التي حددتها ألدولة رعاها تعالى، وكأن اللقاح الذي تم أعداده على أيدي علماء في مختبرات علميةأخطر من الفيروس الذي يفتك بالجهاز التنفسي للمصاب.

ختاماً إننا نحتاج مزيداً من الوعي ليكون عنوان المشهد في مجتمعنا، والتعامل بحذر مع هذا الوباء الذي غيب الكثير من الناس يرحمهم اللهتعالى، وعدم الإنجرار وراء الإشاعات الغير علمية التي يطلقها مغردون عبر وسائل التواصل، وأن تكون الاجراءات الاحترازية حاضرة في كلمكان حفاظاً على الأنفس من هذا الوباء.