الرؤية في النمو السكاني كي لا تكون سنوات عجاف
تحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للسكان في 11 تموز/يوليو، وبحسب تقارير مؤشرات الصحة السكانية المعلنة من وزارة الصحة السعودية بالتعاون مع الهيئة العامة للأحصاء 2019-2020م تناقص معدل النمو السكاني من 2,4 % في 2019 إلى 2,38 % في 2020م، كما بلغ عدد السكان 35013414 نسمة غالبيتهم من المواطنين بنسبة 61,2 %، ولم يطرأ تغيرات كبيرة إحصائية على الفئات السنية مقارنة بين عامي 2019 و2020م. ووفقاً لهيئة الإحصاء العامة في مسح الخصائص السكانية لعام 2017م تميز المجتمع السعودي بأنه مجتمع شاب بنسبة 80,8 % للمواطنين، الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما، و19,2 % لمَنْ تبلغ أعمارهم 45 عاما 19,2 فما أعلى.
تهتم الحكومات بمؤشرات النمو السكاني لتحليلها وتصنيفها للتأهب المبكر بالتخطيط والبرامج حتى لا يتحول النمو السكاني إلى قنبلة تهدد الاقتصاد والتنمية والصحة كما حصل في الكثير من دول العالم الثالث.
وكانت الرؤية الوطنية 2030 بقيادة سيدي سمو ولي العهد محمد بن سلمان مصداقا على ذلك، وتأكيدا على أهمية تحقيق الاستدامة من خلال النظر إلى أولويات الحاضر وحاجات المستقبل بتطوير شامل لامسه سكان المملكة والعالم على حد سواء مستفيدين فيه من مؤشرات النمو السكاني لتوجيه الاقتصاد والتنمية نحو حماية الأمن الوطني وضمان استقرار المملكة.
تحدث - حفظه الله - عن المؤشرات السكانية في أكثر من لقاء تليفزيوني ركز فيه على أهمية الاهتمام بالمواطن السعودي وفئة الشباب والخطط الاستثمارية لخلق وظائف جديدة تقلل من البطالة، وأن التركيز على العاصمة الرياض ومدينة نيوم كان لوجود الممكنات، التي تساعد على خلق فرص وظيفية بسبب التخطيط المسبق لهاتين المدينتين، وإن الدولة ستهتم بباقي المناطق كذلك من حيث تحسين الخدمات وجودة الحياة وفرص السياحة وغيرها.
من ناحية صحية وأسرية واجتماعية، فإنه من المتوقع زيادة عدد المسنين ب2030 نظرا لتحسن الخدمات الصحية وجودة الحياة، الذي سينعكس إيجابا بزيادة معدل طول العمر، كما أن الفئة الشبابية اليوم ستكون من المسنين مستقبلا، إضافة لذلك فإنه متوقع مع انشغال المرأة بالتعليم والعمل وتأخر عمر الزواج وارتفاع نسبة الطلاق والتغيرات الثقافية الاجتماعية والاقتصادية تأثر الخصوبة، وبالتالي تقلص عدد المواليد وبالتالي يتناقص عدد الشباب في 2030 ليتحول المجتمع لغالبية من المسنين.
تسببت جائحة كورونا بتداعيات أثرت على النمو السكاني من حيث خسارة الأرواح بسبب فيروس كورونا، خصوصا للفئات السنية الكبيرة، وكذلك التأثير على الصحة الإنجابية مما دعا الأمم المتحدة في احتفائها باليوم العالمي للسكان 2021م للمطالبة بسد الفجوات في الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، التي خلقتها أزمة كوفيد-19.
أمنت الحكومة السعودية خدمات متوائمة مع مؤشرات النمو السكاني منها ما تم التخطيط له ومنها ما تنفذ، ومنها ما نطمح لتحقيقه من خلال:
• دعم برامج الوقاية من الأمراض المزمنة والأمراض المعدية والصحة النفسية وبرامج جودة الحياة.
• تنفيذ برامج صحة المرأة مع استحداث ما يمس المرأة العاملة في ضوء تمكين المرأة، وكذلك استحداث برامج الصحة الجنسية والإنجابية للجنسين.
• تطوير برامج صحة المسنين من حيث نوعية الخدمات وملامستها لحاجة المستفيدين وإمكانية الوصول لها وإعداد الكوادر الصحية.
• التنمية الاقتصادية من خلال الاستفادة من خبرات المسنين في مجالات ملائمة لهم، وتؤمن لهم دخلا إضافيا، وبرامج الإدخار للشباب وتشجيع ريادة الأعمال.
• تعزيز روابط الأسرة ومراعاة وضع المرأة البيولوجي والاجتماعي لتشجيع الإنجاب، ومعالجة أسباب تأخر الزواج وزيادة حالات الطلاق.
معرفة المؤشرات السكانية تساهم في التخطيط البناء، الذي تزدهر به البلاد، وإن كان المعنى به مؤسسيا فإدراكها يساهم في إشراك المجتمع مستهدفات الرؤية والاستعداد المبكر حتى لا تكون سنوات عجاف.