آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

حديث الروح «6» ‎‎

ياسين آل خليل

إخفاء المشاعر من باب تأجيل ردات الفعل أو نفيها، قرار خطير له آثارٌ سلبية على العقل كما الجسد، وقد يؤدي بالشخص إلى حالات نفسية من القلق والاكتئاب وغيرها. كوننا مخلوقات عاطفية من الصعب علينا أن نفكر بطريقة طبيعية بينما نبدد الكثير من طاقتنا في التنكر الى الكثير من عواطفنا ومشاعرنا.

اعتقادنا الخاطئ بأن مشاعرنا تكمن وتعيش في رؤوسنا، يجعلنا منكشفين تمامًا أمام أنفسنا قبل الآخرين، وذلك عندما نلحظ أن تلك العواطف نفسها تظهر بشكل جَلّي في لُغة أجسادنا وعبر نبرات أصواتنا وتغيرات نظراتنا وفي كل حركة لا إرادية تخرج منا..!

الناس المستمرين في قمع مشاعرهم يمارسون لعبة خطرة. إنكار العواطف ودفنها قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تعرض هؤلاء الناس إلى العديد من الأمراض المزمنة. ”تذكر أن المشاعر التي لا يتم التعبير عنها لا تموت أبدًا، إنها تُدفن حيّة ثم تطفو فيما بعد بطرق أكثر تشوهًا، لذا عليك أن تعبر عن مشاعرك وإلا فإن تلك المشاعر سوف تأكل قلبك“ شون كوفي، مدير أعمال، مؤلف ومتحدث أمريكي.

«إذا أردنا أن تكون حياتنا مُشْبَعَة بالحُب والصحة والسعادة، فعلينا أن نعمل على تطهيرها من كل ما يمكن أن يلوثها من فوضى المشاعر وفِتَن العقارب“البشرية“، والعودة إلى جُذورنا الأصيلة التي تنبئنا عن حقيقة من نحن وما نريد.» هذا مقطع من مقالة ”الضياع في فوضى المشاعر“

مقطع آخر من نفس المقالة «حياتك هي انعكاس لمدى معرفتك ووعيك بذاتك. كلما كان استعدادك للتعامل مع مخاوفك وأوجه القصور ونقاط الصراع أكثر، كلما ازددت وعيًا وأصبحت أكثر سعادة. كن سيد نفسك، وغض الطرف عن الأشياء التي تدفعك أن تكون صغيرًا أمام عظمة الآخرين.» لقراءة المزيد قم بزيارة هذا الرابط:

https://jehat.net/?act=artc&id=67456

مع تعاظم المشاكل الحياتية بات الفرد البسيط في حالة من الضياع. لم يعد لهذا الإنسان الوقت للاستماع لعواطفه وفهمها قبل معالجتها. العواطف جزء من الهوية التي لا يمكن بأي حال التنكر لها. كلما تعلمنا عن عواطفنا أكثر، كلما دعتنا الحاجة للمزيد من التعلم. كوننا كائنات عاطفية معقدة، علينا أن نكون حذرين للغاية. ولأننا لا نمتلك الكثير من المعرفة عن كيفية التعامل مع مشاعرنا، قد نتفاجأ لاحقًا عندما تأخذنا تلك المشاعر، ودون سابق إنذار، الى أماكن خطرة وقد تسعى إلى تدميرنا في وقت قياسي وكأن شيئًا لم يكن..!

قمعنا لعواطفنا هو قمعٌ مُرَوّع لا يفوقه قمع، فهو يترك ضحيته في حالة من المرض، علاوة على تدميره للعلاقات الثنائية، وقد يتوغل أكثر مُجتمعيا ليُضعف هذه التركيبة ويتركها في حالة من الوهن والإعياء. المشاعر هي جزء من هويتنا سواء كانت صادقة أو خائبة، علينا أن نَحتضنها ونتقبلها ونستمع إليها بروح رياضية، هذا إذا ما أردنا أن نخلق لأنفسنا وللمجتمع من حولنا، مستقبلًا معافًا من الأسقام والعلل، ينعم بالسعادة والرضا وراحة البال.