قيادتنا للسيارة بلا أخلاق
قيل بأن القيادة فن وذوق وأخلاق. كيف يكون ذلك في زحمة الطريق وفي حب الوصول سريعا؟ هل الأخلاق في القيادة يكون بإعلاء صوت البوق على الآخرين فقط لأن الإشارة لتوها تفتح للسماح بالعبور؟ أو في وجه من يخرج من موقف بعد قضاء حاجته من أحد المحالّ التجارية؟ كيف لمرأة لتوها تتعلم قيادة السيارة أن تستمر بعد إزعاج الآخرين لها أثناء القيادة؟ أو كيف لرجل كبير يمشي بهونه بعد أن ينزعج ويحرج من أصوات الأبواق عليه؟ هل نحتاج إلى إشارة في كل تقاطع طريق مع أننا نستطيع تنظيم أنفسنا فقط باتباع أنظمة المرور؟
أصبح الشارع هو درس الأخلاق والذوق العام، لكن صار كاشفا أيضا عن قلة أخلاقنا واحترامنا لبعضنا البعض. في الحقيقة، صرنا لا نهتم لمن هم معنا في الشارع العام، إذ أصبح الشارع ملكا خاصا لكل فرد منا، فصرنا نتصارع عليه لأن كل واحد يعتقد أنه هو مالك ذلك الشارع، وصرنا نتصارع في الطريق بالتجاوز غير الأخلاقي؛ نتجاوز على بعضنا فقط لكي يكون كل فرد منا في المقدمة ليس لأن هناك أي طارئ لسرعة الوصول. لذلك؛ تجد كل واحد يقف بالطريقة التي تعجبه لا يهمه غيره لأن الطريق ملكا خاصا به.
لماذا تضطر الحكومة لوضع الغرامات المالية على المخالفين للأنظمة؟ أليس الأولى بنا أن نكون نحن المضطرين للتخلق بأخلاق الطريق لسلامتنا وسلامة من هم معنا في الطريق؟ والله لو أن كل واحد منا نظم وقته لانتظم الطريق معه، لان الوقت هو الذي سوف يتيح لكل منا الوصول بسلام، ولو أن كل واحد خرج لمشواره واضعا له وقت الوصول؛ ومقدما لذلك المشوار عشر دقائق بحسب الطريق، فسوف يقود سيارته بكل اطمئنان ويصل بسهولة، لكن مع الأسف الجميع يريد أن يصل في نفس الوقت دون أن يراعي لغيره.
فلو انتظرنا في التقاطعات دقيقة واحدة لأتيحت الفرصة لمن هو قبلنا لانتظم السير ووصل الجميع سالمون دون أي إزعاج. ولو فسحنا لغيرنا أقل من دقيقة للعبور لأصبح الطريق سلسا على الجميع، وكذلك لو اخترنا مواقف السيارات النظامية حتى وإن أصبحت بعيدة قليلا لم يكن هناك أي تزاحم أو تعطيل لمصالح عامة الناس.
انتظامنا في الطريق ينبئ عن ذوقنا العام وأخلاقنا العالية، وبذلك ستكون طرقنا خالية من أي إزعاج بعد أن يسود الاحترام المتبادل بين الجميع.