آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

العَلَّامة السَّيف.. مَسيرةُ علم وعمل - الجزء الثاني «الأخير»

الشيخ سمير آل ربح

- السيف خطيبًا ومحاضرًا

ومن عطاء الشيخ السيف التبليغ والدعوة إلى الله تعالى مصداقًا لقوله تعالى: «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا» ﴿الأحزاب: 33 ، وقوله: «وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى لدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ» ﴿التوبة: 122 ، ومن هنا فقد أخذ على نفسه منذ وقت مبكِّر أن يقرن العلم بالعمل، والتحصيل بالتبليغ، وتهذيب النفس بالتبشير والإنذار، أو ليس ”العِلمُ مَقرونٌ إلى العملِ، فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ، وَمَنْ عَمِلَ عَلِمَ، والعِلمُ يَهتِفُ بالعملِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وإلَّا ارتحل عنه“؟ فيما رواه إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله الصادق ﴿الكافي، الشيخ الكليني، 1/ 44 . ينطلق في ذلك من مسؤولية شرعية وواجب ديني. عن أمير المؤمنين : ”مَا أَخَذَ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يُعلِّموا“ ﴿بحار الأنوار، المجلسي، 2/ 81 ، فتعليم الجاهل وإرشاد الضال وبيان الأحكام الشرعية وشرح النصوص الدينية وإصلاح المجتمع مما يعتريه من خروج عن الجادة، كل ذلك من صميم عمل عالم الدين، وشيخنا السيف قد أدَّى هذه الوظيفة خير أداء وأنجزها أيّما إنجاز، ولا زال يشق هذا الطريق.

وجاءت هذه الدعوة في صورة محاضرات ودروس ومجالس حسينية وكلمات وعظ وإرشاد، ألقاها في بلدان متعددة بدءًا من موطنه المملكة العربية السعودية مرورًا بالعراق وإيران وسورية «السيدة زينب» ولبنان وأفريقية وانتهاءً ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، ولم يكن إلقاؤه ارتجاليًّا مبعثرًا، كلا، بل كان منظمًا منهجيًّا يسبقه تحضير وإعداد متقنَين، وهو بذلك احترم المستمع من جهة، واستطاع أن يحوِّل عددًا من هذه المحاضرات والدروس والمجالس والكلمات إلى كتب مطبوعة متداولة ليعم نفعها وتزداد فائدتها.

وهنا قائمة بعناوين هذه المحاضرات، نذكرها حفظًا لتراث الشيخ، وتشجيعًا للمهتمين على الإفادة منه:

1- محاضرات سيد الخلق ﷺ، وفيها عناوين عديدة منها: سيرة النبي، من مقامات الرسول في القرآن الكريم، المنهج الصحيح لفهم سيرة النبي، المولد النبوي وثلاثة اتجاهات، النبي محمد خلقة وبيئة وإنجازًا، النبي محمد وبناء الشخصية المسلمة، عقود حياة النبي، رحمة للعالمين، الرحمة المطلقة في مجتمع القسوة، حج النبي...، وغيرها.

2- سلسلة سيد الكائنات، جاءت في نحو عشرين محاضرة، تناول فيها مجددًا جانبًا من حياة النبي الأعظم ﷺ، منها: هكذا تحدث الله عن النبي المصطفى، هيأة النبي الشخصية، هكذا تحدث النبي عن الوصي، معجزاته، غزواته، دولته، الحياة الشخصية لأولاده، النبي وإدارة الأسرة، والدا النبي، آباؤه وأمهاته.

3- الأسرة النبوية، تناول فيها تاريخ أبرز هذه الأسرة الشريفة: خديجة بنت خويلد واستفاض في الحديث عنها في عدة محاضرات، منها: سيرة حياة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، خديجة بنت خويلد سيدة نساء الجنة، كيف كملت الصديقة خديجة؟، صور من حياة السيدة خديجة، السيدة خديجة كمال الحب والعقل والإنفاق، وبنات النبي من خديجة، وغيرها. طُبعت لاحقًا في كتاب.

وخصَّ أبا طالب بعدة محاضرات: أبو طالب المؤمن المحامي، أبو طالب بطل المرحلة المكية، حجة الذهاب إلى إيمان أبي طالب، شخصيتان عظيمتان: خديجة وأبو طالب، وأبو طالب حماية الرسالة وستر الإيمان.

وبحث حياة زينب الكبرى في محاضرات متعددة، منها: زينب المرأة العظيمة، آفاق المعرفة في خطاب السيدة زينب، وخطاب العقيلة: حقائق التاريخ ومفاهيم الثورة.

كما بحث تاريخ شخصيات أخرى منتسبة إلى الأسرة النبوية من قبيل: صفية بنت عبد المطلب عمة النبي، فاطمة بنت أسد أم الأئمة، سيرة عبد الله بن جعفر الطيار، سيرة أم المؤمنين أم سلمة المخزومية، سيرة أم المؤمنين ميمونة الهلالية، حليمة السعدية مرضعة النبي، وغيرها.

4- محاضرات عن الإمام علي تناولت حياته من مختلف نواحيها، ومما جاء من عناوين فيها: هكذا تحدث النبي المصطفى عن علي، البعد العبادي لديه، حياته الأسرية/ استقرار الأسرة، الإمام علي أمير القيم، من إنجازات الإمام علي وخصائصه، معرفة الله في كلمات الإمام، روايات مقتل الإمام مع شيء من التحليل، القرآن مع علي، من التراث العلمي للإمام، وقفة مع وصيته عند مقتله، الشقشقية توثيق، العقل عند الإمام: تنميته وآثاره، الإمام ومحاربة الفاسدين، التكاملية بين الولاية والعمل الصالح، أدوار الإمام في عهد الخلفاء، الإمام وحقوق الضعفاء، نهج البلاغة منهاج حياة، مخالفو الإمام والدوافع الحقيقية، الإمام والقاسطون/ الناكثون، لماذا يعشقون عليًّا؟، برنامج عاجل للإصلاح، حياة الإمام علي بلسانه، الأمن والعدل والحرية في منهج الإمام، السمو الأخلاقي في صراعات الإمام، صوت العدالة الإنسانية، عطاء بلا حدود، لماذا نلتزم بمنهج الإمام؟، حياة الإمام علي حتى وفاة النبي، الإمام علي في خدمة الرسالة، معرفة الله في كلمات الإمام...، وغيرها.

5- قضايا وشؤون فاطمة الزهراء ، ومنها هذه العناوين: فاطمة الزهراء بين لسان النبي وتصوير الاتجاه الأموي، قضية الزهراء: الزمان - الذات - الدلالات، ماذا جرى على فاطمة؟ ولماذا؟، جولة في بيت فاطمة، حجاب المرأة المسلمة: أدلة وفلسفة، مناقب الزهراء منهج ومعنى، الزهراء عالم المحبة والشباب.

6- عشرون محاضرة عن الإمام الحسن المجتبى، ومنها هذه العناوين: الإمام الحسن من ميلاده حتى وفاته، كيف نعرف الإمام الحسن؟، محطات في سيرته، ثلاث بطاقات في ميلاده، رؤية في صلحه، الإمام الحسن وسياساته، كرمه في أبعاده المتعددة، الإمام الحسن وتفسير القرآن، الحلم والكرم في حياته، ألقابه مدخل لفهم دوره، شخصيته وتشويه المستشرقين، ثلاث نظريات في صلحه، من مقاماته العظيمة، أحفاده في وجه الطغيان، الأسرة الحسنية دول ومرجعيات دينية في وجه الطغيان.

7- سلسلة محاضرات حول النهضة الحسينية وما يرتبط لها عرضًا وتحليلًا ودراسة في كلمات الإمام «الحسين »، وهي محاضرات كثيرة في كل موسم من مواسم عاشوراء ألقاها في شهري محرم وصفر طيلة سنوات عديدة، ولو سردنا عناوينها لطال بنا المقام.

8- حوارات حسينية، وهي سلسلة لقاءات أعدِّت للبث الفضائي، بلغت نحو تسع حوارات، مدة كل حوار نحو خمس وثلاثين دقيقة، أجراها الأستاذ عبد الباري الدخيل مع سماحته، وتناول فيها مختلف شؤون النهضة الحسينية وما يثار عنها من أسئلة واستفسارات، بإجابات مؤصلة مقنعة، سلسلة ذات شواهد ودلائل تاريخية وعقلية.

9- أبطال وبطلات كربلاء، تحدث فيها عن بعض من خاض كربلاء تلك المعركة الدامية، أو كان له دور بارز فيها من الرجال والنساء، في نحو 28 محاضرة، منها: من أصحاب النبي الذين نصروا الحسين وآزروه، أبناء عقيل وآل جعفر، مسلم بن عقيل، أبناء الإمام علي، العباس بن علي، علي الأكبر وأبناء الحسين، حبيب بن مظاهر، الحر الرياحي، سعيد الحنفي، زهير بن القَين، بُرير بن خُضير الهمداني، عباس الشاكري، وشوذب.

ومن بطلات كربلاء: زوجات الإمام الحسين «وعلى رأسهن ليلي الثقفية»، سكينة بنت الحسين، من بنات وزوجات الإمام الحسن.

ولم يغفل البحث في حياة الجواري وأمهات الأولاد اللائي شهدن معركة الطف.

10- قضايا الإمام المهدي وشؤونه، في عشر محاضرات: هكذا تحدَّث المعصومون عن الإمام المهدي، عن إمامة المهدي وحياته الشخصية، معرفة الإمام المنتظر، عن الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة، مسؤوليتنا في زمان صاحب الزمان، عن دور الإمام المهدي في الغيبة الكبرى، الإمام المهدي عدالة منتظرة ومسؤولية حاضرة، مسائل مهمة في القضية المهدوية، الدعوات المهدوية الكاذبة.

11- سلسلة ”والذين معه“ تناول فيها جملة من حياة أصحاب النبي ﷺ ممهدًا الحديث عن مكانة الصحابة في المدرستين، وقضية ”عدالة الصحابة“، ثم الحديث عن بعض أصحابه وأبرز المواقف الإيمانية التي ظهرت على شخصياتهم، منهم: سلمان المحمدي، أبو ذر الغفاري، أبو طالب، المقداد بن الأسود، عمار بن ياسر، الصديقة خديجة بنت خويلد، مصعب بن عمير، جابر الأنصاري، عدي بن حاتم الطائي، عمرو بن الحمق، خالد بن سعيد الأموي، بلال بن رباح، أبو سعيد الخدري، خزيمة بن ثابت، قيس بن سعد بن عبادة، أُبي بن كعب، أبو أيوب الأنصاري، وحذيفة بن اليَمان.

12- سلسلة آيات الأحكام، ألقاها في شهر رمضان 1428ه، يستعرض فيها الآيات التي وردت بها أحكام فقهية بحثًا وتفسيرًا وفقها، منها موضوعات الصوم والصلاة والزكاة والإكراه في الدين والإنفاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعضل وتحريم طائفة من النساء على الرجال والقيمومة والطلاق وأداء الأمانة والتحية والسلام وأداء الأمانة والولاية.

13- أسماء الله الحسنى، وجاءت في نحو تسع عشرة محاضرة، مبتدئًا باسم الله الأعظم، وتوقف عند البسملة وما فيها من دلالات عميقة، ثم تحدث عن بعض أسماء الله الحسنى من قبيل الرحمن والرحيم والوهَّاب والخالق، عالم الغيب والشهادة، التواب، القريب المجيب، الصمد، الحي، ومعرفة الله في كلمات الإمام علي، والفرق بين صفات الذات والفعل، وصفات الله الجلالية والكمالية، وأسماؤه «جلَّت قدرته» في دعاء الجوشن الكبير.

14- سلم العروج إلى الله، وهي ثلاثون محاضرة، شَرَحَ فيها دعاء عرفة للإمام الحسين واقفًا عند عمق كلماته ودقائق معانيه ولطائف إشاراته.

15- قصة تشريع العبادات، في نحو 24 محاضرة، تناول فيها أهداف العبادات ومقاصدها وشيئًا من أحكامها من قبيل الطهارة «الوضوء والغسل والتيمم»، والصيام والحج والزكاة والخمس.

16- تاريخ المذاهب في الإسلام، في نحو 26 محاضرة، تناول فيها نشوء أبرز المذاهب الإسلامية سواء أكانت تلك التي تقع في الدائرة الشيعية أم في الدائرة الإسلامية، من قبيل الجعفرية والزيدية والإسماعيلية، والحنبلية والمالكية والشافعية والمنتسبين لمذهب أبي حنيفة، ولم يغفل الحديث عن الأباضية، وتوقف عند المذاهب الكلامية: المعتزلة والأشاعرة والإمامية، وهو يهدف بهذا الطرح إلى التعريف بهذه المذاهب، ويدعو إلى اللحمة بين أتباع الديانة الإسلامية من دون أن يكون هذا الاختلاف الفقهي «بل الكلامي» سببًا في العداوة والبغضاء، ويحثُّ على التواصل بدلًا من القطيعة والمحبة بدلًا من الكراهية، فالجميع ينضوي تحت المظلة الإسلامية بما تحمل من مشتركات كثيرة.

17- تاريخ التشيع في البلاد الإسلامية، في إحدى عشرة محاضرة، تناول فيها نشأة وانتشار التشيع لأهل البيت في عدد من البلدان والمدن الإسلامية، كإيران والعراق ولبنان والمدينة المنورة والقطيف والأحساء وأفغانستان والهند وآذربيجان ومصر والمغرب وتركيا.

18- سلسلة أعلام الإمامية بين الفقيه العماني إلى الطهراني، تناول فيها جملة من علماء الإمامية، منهم السيد كاظم اليزدي، الآخوند الخراساني، المير حامد حسين، الميرزا الشيرازي، الشيخ الأنصاري، بحر العلوم، القاضي الشبستري، الحر العاملي، نصير الدين الطوسي، الشيخ الطوسي، ابن إدريس الحلي، الشيخ الصدوق، المسعودي، الفقيه العماني، العلامة البلاغي، آقا بزرك الطهراني، السيد شرف الدين، ابن أبي جمهور الأحسائي، الشهيد الثاني، العلامة الحلي، الفاضل القطيفي، ثقة الإسلام الكليني، كاشف الغطاء، وأبو الحسن الأصفهاني.

19- سلسلة ”فبهداهم اقتده“، تحدث فيها عن سيرة جملة علماء الإمامية منهم المحدَّث النوري، المحقق النائيني، الميرزا الأصفهاني، العلامة الأميني، الإمام الحكيم، الشيخ محمد جواد مغنية، السيد موسى الصدر، السيد محمد حسين الطباطبائي، الإمام الخميني، الإمام الخوئي، السيد محمد باقر الصدر، السيد محمد الشيرازي، الشيخ الوائلي، المحسن الأمين، الإمام البروجردي، كاشف الغطاء، الشيخ المظفر.

20- شرح دعاء الافتتاح المروي عن الإمام الحجة المنتظر «عجَّل اللهُ فرجه الشريف» الذي يستحب قراءته في ليالي شهر رمضان المبارك، في نحو أربع وعشرين محاضرة.

21- سلسلة العلاقات الزوجية والاجتماعية، تناولت موضوعات شتى تنضوي تحت هذا العنوان، منها: شريكي الزوجي غير مستقيم.. ماذا أصنع؟، حالات النشوز والشقاق، الابتزاز الجنسي، أخطاء زوجية، الحقوق الزوجية، مسألة الطلاق، ولاية الولد على الأولاد: الولاية العامة وولايته على زواجهم، الاغتصاب، العلاقة بين العامل ورب العمل، هدي الإسلام في التعامل مع الخدم، ووقف في سبع محاضرات عند عنوان ”شفرة الحياة الزوجية“: كيف يفتحها الزوجان، العبث الزوجي، أولويات الحب والجنس، ملفات الماضي والتجسس، أنا وهي؛ لتتحول بعد ذلك إلى كتاب تتناقله الأيدي.

22- معارف قرآنية، وهي محاضرات في شأن القرآن الكريم بلغت نحو 26 محاضرة: تعريفًا به وجمعه وإعجازه، ووجوب تعلّمه واستحباب تلاوته وحفظه، وتجويده، وتفسيره والتدبر فيه، والأحكام الفقهية التي وردت فيه، والعلاج به، وغير ذلك من الموضوعات.

23- سلسلة الأمراض الأخلاقية، في ثمانٍ وثلاثين محاضرة، تهدف إلى تهذيب النفس وتزكيتها وحملها على الفضائل وإبعادها عن الرذائل، مبتدئًا باللسان وعفته «وبذاءته»، والحسد: كيف تحدَّث عنه القرآن الكريم وأسبابه ونتائجه، والخيانة بأنواعها: السياسية والاجتماعية والزوجية، والبخل «وشح النفس»، والشك «وسوء الظن» في العبادات أم في الحياة الاجتماعية والأسرية، والظلم بمعناه العام والظلم في الأسرة سواء أكان ظلم الأولاد أو ظلم الزوج لزوجته والعكس، والكسل في أمور الحياة وفي طلب العلم والكسل في العبادة، والحقد والاستبداد والتكبر، والبخل العاطفي والمادي.

24- الحسد، نظرًا لما له من أهمية نتيجة تداوله اجتماعيًا، وقف عنده في ست محاضرات: الحسد.. الخلق الذميم، هكذا تحدَّث القرآن عن الحسد، مَن يحسد مَن؟ ولماذا؟، هل نحن حاسدون أم محسودون؟، الإصابة بالعين هل يثبتها القرآن؟، الإصابة بالعين هل تثبتها الروايات أم العلم؟

25- ثواب الأعمال وعقابها، وهي ثلاث وثلاثون محاضرة جاءت شرحًا لكتاب يحمل ذات العنوان للشيخ الصدوق «رحمه الله»، تناول فيها جملة من الأعمال الصالحة وما روي فيها من أجر وثواب، وكذلك جملة من الأعمال السيئة وما روي فيها من عقاب وعذاب، تحفيزًا للمؤمنين للامتثال بأوامر الله تعالى استحبابًا ووجوبًا، وتنفيرهم من الأعمال القبيحة حرمةً وكراهةً.

26- كبائر الذنوب، في نحو أربع وعشرين محاضرة، تحدَّث فيها مفصلًا عن جملة الذنوب تعريفها وآثارها والتنفير منها، محذرًا من العواقب الوخيمة لارتكابها دنيا وآخرة، من قبيل الشرك بالله والزنا واللواط والقذف وشرب الخمر والفرار من الزحف وقتل النفس والإجهاض والربا والسرقة وإعانة الظالم وعقوق الوالدين والربا ومنع الزكاة.

27- محطات في رحلة الأشواق، في عشر محاضرات، موضوعها رحلة الحج المباركة، وما تحويه من معانٍ سامية ومعرفة إلهية.

28- سنة النبي ﷺ، سلسلة محاضرات ألقاها في شهر رمضان من هذا العام «1442ه»، ومنها هذه العناوين: سنة النبي في اللغة والاصطلاح، كيف تحدث القرآن عن سنة النبي؟، حفظ السُّنة في زمان النبي، السُّنة النبوية ومراحل تدوينها، منع تدوين السُّنة.. مبررات ونتائج، الحديث الموضوع.. أسبابه وكيف يُكتشف؟، التطور التاريخي لتعطيل السُّنة النبوية، تعطيل السُّنة في العصر الحديث، تدوين السُّنة عند الإمامية، التعريف بالمجاميع الحديثية الشيعية المتأخرة، كتاب ”الكافي“ للكليني وأسئلة حوله، مما روى الإمام الحسن المجتبى عن جده النبي محمد، عن ”بحار الأنوار“ والعلامة المجلسي، كيف تكون سنة المعصومين سنة النبي المصطفى؟، الكتب الستة في مدرسة الخلفاء، فضائل الإمام علي في سنة النبي محمد، سنة النبي في كلام الإمام علي، ملاحظات على الصِّحاح من داخل مدرسة الخلفاء، ملاحظات على الصِّحاح من الشيعة الإمامية، الخط الأموي في الرجال والحديث، ما قصة الإسرائيليات في الأحاديث؟، كتاب الله وعترتي! أو سنتي؟، كيف ننفتح على كتب سنة المعصومين؟، واجبنا تجاه السنة النبوية، العيد في سنة النبي.

- ميزات خطابه

تميَّز خطابه في محاضراته وخطبه وكلماته بميزات عديدة، منها:

1- الانطلاق من القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت ، وهو بهذا التأصيل يطرح طرحًا دينيًّا بامتياز، وأداءً رساليًّا في أعلى الدرجات.

2- حضور النبي وأهل بيته والأصحاب الأخيار، ذلك أنهم ممثلون للدين بأقوالهم وأعمالهم، لتكون صورتهم واضحة لدى الجمهور سعيًّا للاقتداء بهم والتمثُّل بأخلاقهم والاغتراف من معينهم الذي لا ينضب.

3- الانفتاح على مختلف التوجهات، سواء أكانت ضمن الدائرة المذهبية أم الدائرة الإسلامية، بكل احترام وتقدير للآراء ولأصحابها، وإن كان من خلاف معها فيناقشه مناقشة موضوعية مركزًا على الفكرة/ النظرية، من دون شخصنة ولا تجريح في القائل بها.

4- سهولة العبارة ورزانتها، من دون تعقيد ولا إسفاف، معتدل بين الإيجاز والإطناب؛ فلا هو بالطويل الممل ولا بالقصير المخل.

5- الإعداد المُتقن والتحضير المسبق، فلا يَرتجل في خطاباته ومحاضراته «مع مقدرته على ذلك»؛ احترامًا للمستمع «والقارئ» من جهة، وأداءً لحق العلم والمعرفة من جهة أخرى، ومن هنا جاءت هذه المحاضرات منظمة مستوعبة للموضوع المطروح من جوانبه المتعددة، بل أصبحت جاهزة لطباعتها كتابًا تتداوله الأيدي ويدور في البلدان، ومن هنا اتسع جمهوره ومتابعوه، لأنهم يرون في محاضراته علمًا نافعًا وثقافة واسعة.

6- تناول موضوعات مسكوت عنها في الأعم الأغلب، من قبيل المفاسد الأخلاقية والعلاقات المحرمة، والزنا «زنا المحارم» واللواط والسحاق، فهو ممن ”لا يخشون في الله لومة لائم“، بحكمة بالغة وموعظة نافذة ولسان عذب، مقرِّب لا منفِّر.

7- العناية بنشر هذه المحاضرات لتصل إلى أكبر عدد من جمهور الأمة، وبهذا النشر خرجت من المحلية إلى الخارجية، ببثها عبر القنوات الفضائية، وبرفعها على منصات التواصل الاجتماعي كاليوتيوب والساوند كلاود، بل تُرجم بعضها إلى اللغة الإنجليزية.

- مواكبة العصر

لم يَفُت الشيخ الفاضل مراعاة عنصر الزمان في الدعوة إلى الله تعالى وبيان الرؤية الشرعية على صعيد المضمون والشكل؛ فالمضمون يتمثل في طرق موضوعات هي محل ابتلاء عام للمكلّفين خصوصًا فئتَي الشباب والشابات، وبيان الرؤية الشرعية والحكم الفقهي المتعلقيَن بالمورد المبحوث، وأما الشكل فقد عُني بأمور منها:

1- تأسيس موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت، يضم كتبه وأبحاثه ومحاضراته وندواته:

http://www.al-saif.net/، بلغ عدد مشتركيه زواره 1,307.643 زائرًا حتى ساعة نشر هذا المقال، وبهذا حفظ «ولا زال» أعماله ونشاطاته كلها.

2- تأسيس قناة على اليوتيوب لمحاضراته وخطبه وكلماته:

/fawzialsaif/featured، يتابعها أكثر من سبعين ألفًا، وحظت بأكثر من عشرة ملايين مشاهدة.

3- تأسيس قناة على الساوند كلاود https://soundcloud.com/fawzialsaif، تضم محاضراته وخطبه صوتيًا.

4- إطلاق تطبيق لأجهزة الهواتف الذكية «الآيفون/ الأندرويد» يضم كتبه ومحاضراته.

5- بث محاضراته على عدد من القنوات الفضائية الإسلامية، نظرًا لما تحمله من جودة مضمون وحُسن إلقاء.

6- تحويل بعض كتبه إلى كتاب مسموع. منها كتاب ”الصلاة مجمع الكمال: دعوة جديدة للصلاة“، بصوت فاضل جساس، المدَّة: ساعتان و14 دقيقة.

7- نشر مئات المقاطع القصيرة «كل مقطع في حدود ثلاث دقائق»، وإرسالها يوميًا عن طريق تطبيق ”الواتساب“ وغيره، لتصل إلى ألوف المتابعين في الداخل والخارج. في العادة يكون المقطع المرسَل هو خلاصة المحاضرة، أو جزءًا هامًا منها؛ ما يحفِّز المتابع على متابعة المحاضرة كلها، إضافة إلى ذلك تُرجمت بعض المقاطع القصيرة «ثلاثون مقطعًا» إلى اللغة الإنجليزية، والمجال مُتاح للقادرين على الترجمة الراغبين في الأجر والثواب للمساهمة في نشر المعارف الإسلامية باللغات الحية.

8- مشاركته في الحوارات المتلفزة، وطرح الرؤية الشرعية المتوافقة مع مذهب أهل البيت .

- مسؤوليتنا تجاه الشيخ السيف

ونحن من جهتنا ملقاة على كاهلنا مسؤولية شرعية واجتماعية، تجاه الشيخ نظير ما يبذله من جهود كبيرة في الدعوة والوعظ والإرشاد وبيان الأحكام والإصلاح. فمنّ يقوم بالخير «أيًّا كان نوعه» من اللازم التعريف به، ولو كان جزئيًّا، فما بالك لمن وظَّف كل طاقاته وأعطى جُلَّ وقته في هذا الصعيد.

- ويمكن ذكر الأمور التالية في هذا السياق:

1- توقيره واحترامه وإعلاء شأنه، وقد روي أن ”النظر إلى وجه العالم عبادة“ ﴿وسائل الشيعة، الحر العاملي، 12/ 312 ، وللنظر هنا موضوعية، أي مطلوب بذاته، وطريقية، أي سبيل لتذكر الآخرة، والارتباط بالدين، والتمسك بالأحكام الشرعية. عن الصادق : ”هو العالم الذي إذا نظرت إليه ذكرك الآخرة“، ﴿تنبيه الخواطر «مجموعة ورام»، 1/ 84. ولا شك أن هذا خاص بالعلماء الربانيين، وشيخنا السيف واحد من مصاديقهم. في مقابل ذلك ”ومن كان على خلاف ذلك فالنظر إليه فتنة“ ﴿تنبيه الخواطر «مجموعة ورام»، 1/ 84. ، ولعل المراد منهم علماء السوء، أو العلماء الذين تخالف أفعالهم أقوالهم.

2- التعريف به وبشخصيته وبمؤلفاته وبكتبه، فإن لديه إنتاجًا وفيرًا «صوتيًّا وكتابيًّا»، وهو متاح بكل سهولة لمن أراد الاستفادة منه.

3- الالتفاف حوله، والاغتراف من نمير علمه، في مجالسه ومحاضراته ومسجده.

4- استضافته في الندوات والمحاضرات العامة.

5- نشر محاضراته وكتبه، سواء بالمساهمة في إعداد محاضراته للنشر، أو تقطيعها إلى مقاطع قصيرة، أو بالمساهمة المادية في طباعة كتبه.

6- تكريمه في مهرجان عام يُقام لذلك؛ شكرًا له وتقديرًا لجهوده، وتقديمًا لمجتمعه بوصفه واحدًا من العلماء الذين يُحتذى بهم.

كان هذا عرضًا موجزًا للحياة العلمية والعملية لشيخنا الفاضل فوزي آل سيف، كتبتُه وفاءً لحقِّهِ وتقديرًا لجهوده، وبيانًا لنشاطاته، وتقديمًا لأنموذج من نماذج العلماء العاملين المخلصين؛ ليُقتفَى به، وليكون مثالًا متميزًا في هذا الطريق.